رفضت لجنة قضائية إسرائيلية قبول اعترافات أحد المتهمين بالمشاركة في إحراق منزل عائلة دوابشه، معللة بأن الاعترافات أعطيتْ تحت التهديد، بينما كان المستوطنون يرقصون في باب المحكمة ويتغنون بإحراق الطفل علي دوابشه ( 18 شهرا).
ظهر في لقطات فيديو نحو 20 من المستوطنين الإسرائيليين الشباب، وهم يهتفون مستهزئين بأقارب الطفل الفلسطيني علي سعد الدوابشه، ابن الـ18 شهراً الذي انتقل إلى جوار ربّه مع والديه، عندما أحرق المستوطنون منزلهم وهم بداخله في تموز 2015.
وذكرت صحيفة «تايمز أوف «إسرائيل»، أن المستوطنين كانوا يهتفون «عليّ احترق، أين عليّ، عليٌّ على الشوّاية»، عندما غادر حسين الدوابشه، جدّ عليّ، وناصر دوابشه، عمّ الطفل المغدور، قاعة المحكمة في منطقة اللد، بعد حُكم صَدَر في 19 حزيران، بشأن مقبولية الاعترافات التي أدلى بها المتهمون بارتكاب الهجوم الإرهابي. وكان حسين ونصر أصبحا الولِيَّيْن القانونيّيْن لعليّ منذ وفاة والديه. وكان برفقة الرجليْن في المحكمة، المشرّعان العربيّان من عرب 48، أحمد الطيبي، وأيمن عودة.
وكان المستوطنون يهتفون وهم يرقصون مبتهجين: «أين عليّ؟ أين ريهام؟ أين سعْد؟ من السيّئ جدّاً أن أحمد أيضاً لم يحترق». وكان سعد الدوابشه، والدُ عليّ، البالغُ من العمر 32 عاماً، لقي حتفه بعد أربعة أيام من قيام مهاجمين ملثّمين بإضرام النار في منزل عائلته في قرية دوما، في الضفة الغربية المحتلة بصورة غير شرعية، في 31 تموز 2015. واستسلمت ريهام دوابشه، 26 عاماً، لإصاباتها القاتلة بعد خمسة أسابيع من الهجوم الإرهابي. وقد عانى طفلهما احمد دوابْشه، الذي كان عمره 5 أعوام في ذلك الحين، حروقاً بالغة، وتطلّب شهوراً من العلاج، ولكنه ظلّ على قيد الحياة.
وذكرت الصحيفة أن نحو 20 من ضباط الشرطة الاسرائيلية، وقفوا جانباً يرقبون هتافات الكراهية، من دون تدخّل. وقال أحمد الطيبي لوكالة «واي نت نيوز» الاسرائيلية: بعد أن قال عمّ عليّ وأحمد لهم، إنّ «علِيّاً كان مجرّد طفل صغير، وهو في الجنة الآن»، استمرّ المستوطنون في الرقص والهتاف: «عليٌّ احترق».
هذا خارج المحكمة، أمّا داخلها، فلم تكن الأمور أفضل بكثير بالنسبة إلى الباقين على قيْد الحياة من عائلة الطفل الشهيد، عندما رفضت لجنة مكونة من ثلاثة قضاة، قبول اعترافاتٍ كان قد أدلى بها مستوطن مراهق متهَم بالتورط في الهجوم المميت، بعد أن خلصتْ اللجنة إلى أن اعترافاته كانت قد أعطيت تحت التهديد. ويزعم اليشا اوديس، وهو إسرائيلي أميركي عمره 17 عاماً، من مستوطنة تسوفيم، المقتصرة على اليهود في الضفة الغربية، أنه تعرّض للتعذيب على أيدي عملاء في «الشين بيت»، جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي. وقد نفى جهاز «الشين بيت» الادعاءات.
وحكمت المحكمة أيضاً، بأن اعتراف المشتبه فيه الرئيسي في الهجوم، عميرام بن أوليل، البالغ من العمر 23 عاماً- الذي كان قد أدين في كانون الثاني 2016 في ثلاث تُهَم: القتل، ومحاولة القتل، والإحراق والتآمر لارتكاب جريمة بدوافع عنصرية سيظلّ قائماً، لأنه مَرَّ وقتٌ كافٍ بين تعذيبه المزعوم، واعترافه.
ويُذكّر المشهد البشع خارج قاعة المحكمة، بشريط فيديو في تشرين الثاني 2015، يُظهر مجموعة من اليهود يرقصون بشكل محموم وهم يحملون بنادق وسكاكين، وما بدا أنه قنابل، ويطعنون صورة طفل مقتول. وقد لقي ذلك الفيديو إدانات واسعة النطاق، حتى من قِبل أعضاء في اليمين المتطرف، وأدّى إلى اعتقال عدة أشخاص حَضَروا ما وصفه البعض في وسائل الإعلام «الاسرائيلية» ب«عُرس الكراهية».
وخلال العقد الماضي، وقع أكثر من ألف هجوم من هجمات «تدفيع الثمَن» التي ينفذها متطرفون يمينيون.
ويقيم أكثر من 500 ألف يهودي حالياً في أكثر من 100 مستوطنة حصرية، مبنية على الأرض الفلسطينية التي تم الاستيلاء عليها من قِبل إسرائيل أثناء حرب 1967. وهذه المستوطنات، التي كثيراً ما يجري ربطها معاً من خلال طرق لا يُسمَح بقيادة السيارات عليها إلاّ لليهود، غير قانونية بموجب القانون الدولي. وقد وصف منتقدو السياسات والأفعال الاسرائيلية، بما في ذلك جماعات حقوق إنسان فلسطينية ودولية وشخصيات ناشطة بارزة منها الحائزون على جائزة نوبل للسلام، جيمي كارتر، وديزموند توتو، وميريد ماغواير وآخرون، وصفوا النشاط الاستيطاني الإسرائيلي، والاحتلال القائم منذ 51 عاماً، بأنه «تفرقة عنصرية». ويذهب آخرون، بما في ذلك مسؤول حقوق الإنسان السابق في الأمم المتحدة، ريتشارد فولْك، أبعدَ من ذلك، ويتهمون إسرائيل بالتطهير العرقي في فلسطين.
عن موقع «كومون دريمز»
*صحافي أميركي.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف