في الوقت الذي تستمر فيه القافلة النابحة لقانون القومية طريقها، يتبين ايضا أنه لا مكان لي هنا. بالاساس بسبب الامور الخفية التي لم تحظ بنقاش وتحليل. دولة اسرائيل حسب رؤيتي هي دولة القومية للاسرائيليين. هي تعود لمن يدفع الضرائب، ينتخب ويُنتخب، يعيش هنا، يتحدث اللغة، يحصل على حقوقه ويؤدي واجباته. مثلما أن فرنسا تعود للفرنسيين والمانيا تعود للالمان، ايضا اسرائيل تعود لجميع الاسرائيليين، وفقط لهم.
هي لا تعود للشعب اليهودي، ليس هناك نظام أو حكومة أو دولة تعود لاصحاب شأن بعيدين وليسوا مواطنين. اليهودية في المقابل، مهما كان تعريفها، تعود فقط لليهود. يمكنك أن تكون اسرائيلي وأن لا تكون يهودي. ويمكنك أن تكون يهودي وأن لا تكون اسرائيلي، لكن لا يمكنك أن تكون اسرائيلي بدون أن تكون مواطن في هذه الدولة. إن تظاهر الدولة في تمثيل كل الشعب اليهودي هو اشكالي. اذا كانت اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي فهذا يعني أن كل نزاعاتها، الداخلية والخارجية، تسري بشكل تلقائي على كل اليهود في العالم.
هم يكشفون أمام اعدائنا دون حماية من مسيرات اسرائيل الغبية، التي تعرضهم للخطر بشكل مستمر. الشعب اليهودي “تم احتلاله” من قبل دولة ليست دولته، ويحمل واجبات ثقيلة بدون أي حقوق سياسية حقيقية. عمليا، اسرائيل الرسمية ترفض اغلبية هذا الشعب اليهودي، وهو في الشتات عليه تأييد اسرائيل وأن يصمت. بالضبط مثل الفلسطينيين.
هذا قائم على خيال. من اسفل سطحية المشرعين يتم الكشف عن رؤية القومية اليمينية الجديدة، التي هي انصهار لخمسة عناصر: سيادة، لغة، دين، قوة ومنطقة جغرافية. لم يتم تعريفنا كذلك في أي مرة منذ أبونا ابراهيم وحتى آفي ديختر. احيانا كنا متدينين، لكن ليس على كل المنطقة الجغرافية. أو أنه كانت لنا سيادة ولكن بدون قوة. صلاحيات ولكن ليس على كل البلاد الموعودة. وكذلك تحدثنا بلغة مشتركة لكن لم تكن اللغة العبرية. أنا متأسف، هذا القانون الجديد لا يقوم بتعريفنا. القومية التي اخترعوها أنا لا أنتمي اليها وأرفض الانتماء اليها. ولأنها دولة قومية ليست لي، يجب علي أن أطلب تعديل تسجيلي: من “يهودي” مصطنع الى “اسرائيلي” كما يجب.
أنا إبن الشعب اليهودي، لكن ليهوديتي لا يوجد معنى جيني أو قومي ملزم في نظري. يهوديتي كانت منذ الأزل لغة قيمية مشتركة ومشاركة، ومعروضة على الجميع – خلافا للقومجية التي تم تحديدها الآن بقانون. هي حضارة ثقافية للافكار والقيم، لا تحتاج الى القوة أو منطقة جغرافية أو وسائل فرض من اجل أن تعيش. الصيغة الحالية للقومجية الشعبوية ليست يهودية، ولو بسبب الخطوط القومية – الاجتماعية التي تقوم عليها. وليفهم المترجم.
لو كنت سياسيا الآن لكنت قمت بكل ما استطيع من اجل جعل اعضاء كنيست ميرتس والقائمة المشتركة يتركون الكنيست على الفور. تمار زندبرغ وأيمن عودة – انهضا وافعلا هذا! حطما الادوات واتركا البرلمان للقوميين – الاجتماعيين، كي يدافعوا بأنفسهم عن “نصف الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط”. لنر ماذا سيفعلون. أنا شخصيا أبحث عن رجل قانون ذكي يقودنا الى نضال من اجل معنى الانتماء لاسرائيل. الذي يمثلنا أنا واصدقائي في مطالبتنا تعديل تسجيل الهوية في المحفوظات الخفية للدولة أو التنازل نهائيا عن القومية الجديدة، التي تتناقض بصورة اساسية مع الهوية الاسرائيلية واليهودية لي ولنا. هل يوجد من يشمر عن ساعديه؟.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف