المظاهرة ومسيرة الاحتجاج التي سارت امس في شوارع تل أبيب كانت وسام شرف للمجتمع المدني في اسرائيل. عشرات الاف الاسرائيليين، يهودا وعربا، ساروا كتفا بكتف في كفاح مشترك ضد عار قانون القومية ومع المساواة لكل مواطني الدولة.
لقد كانت هذه هي المظاهرة الجماهيرية الثانية على التوالي ضد قانون القومية وذات اهمية كبيرة على نحو خاص. نجاحها هو مؤشر يبشر بالخير ليقظة واهلية احتجاج المعسكر الديمقراطي في اسرائيل.
عني الاحتجاج في الاسبوع الماضي اساسا بتحقيق حقوق وسط واحد، الدروز، فيما سارت الجماهير امس من أجل المساواة للجميع، للدروز وكل المواطنين الفلسطينيين لدولة اسرائيل. لقد اطلق الوسط الاكثر اقصاء وظلما، الذي مس به قانون القومية بالشكل الاخطر، اطلق امس بعبقرية صوته في ميدان المدينة، وحظي بحقنة تضامن مثيرة للانطباع من مواطني الدولة اليهود. ليس المجتمع العربي فقط بل كل محبي الديمقراطية هتفوا معا لا لقانون القومية.
على هذه الخلفية كان معيبا موقف قادة حزبي المعارضة الاساسيين، يوجد مستقبل والمعسكر الصهيوني ممن اختاروا مقاطعة المظاهرة. من يئير لبيد في الماضي من التصريحات العنصرية ضد عرب اسرائيل لم يتوقع احد سلوكا آخر. ولكن عندما يتغيب آفي غباي، تسيبي لفني ومعظم نواب المعسكر الصهيوني عن المظاهرة الجماهيرية ضد القانون الذي عارضوه علنا، فانهم لا يؤدون دورهم كحزب معارضة مركزي.
من تظاهروا عن حق ضد القانون اياه في الميدان اياه قبل اسبوع فقط من ذلك، مع الدروز، وقرروا مقاطعة مظاهرة مشابهة نظمتها لجنة المتابعة العليا لعرب اسرائيل، فوتوا فرصة هامة لتوسيع الاحتجاج. فلا يمكن لاي ذريعة ان تشوش ذلك. فالمعسكر الصهيوني جدير بوصمة عار على سلوكه: فليعلم الفلسطينيون مواطنو الدولة وليعلم الاسرائيليون محبو المساواة انه في لحظة الاختبار يفر المعسكر الصهيوني من اداء مهامه.
محظور ان تبقى مظاهرة امس حدثا وحيدا. فدرسها المركزي هو أنه وحده جمع القوى اليهودية – العربية يمكنه أن ينشيء احتجاجا ذا مغزى ضد الحكومة اليمينية والقومية الاكثر تطرفا في تاريخ الدولة. على مظاهرة امس ان تفتح فصلا جديدا في السياسة يكف فيه المجتمع العربي عن ان يكون وسطا مقصيا ومنبوذا ويصبح جزء لا يتجزأ لكتلة كبيرة، مانعة ومكافحة، ضد حكومة اليمين. لا حاجة للاتفاق على كل شيء من أجل الاحتجاج معا ضد هدف مشترك، لا حاجة للخوف بعد اليوم من التعاون بين الاغلبية اليهودية والاقلية العربية. يجب الكفاح معا. ومظاهرة امس اثبتت ذلك بما لا يرتقي له اي ظل من شك.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف