الأرثوذكسية المشرقية وحضورها الجوهري في ثقافة شعوب الشرق انطلاقاً من فلسطين وشرق المتوسط ..
بالنظر لما يرتب من مخططات تستهدف الكنيسة الآرثوذكسية الشرقية، مقدمةً لتهميش دورها الروحي والتقافي والمعرفي .. اي استهداف كينونتها وحضورها الجوهري، لآنها توفر للرعية التوجه الموحد الذي يساعد على التطور والتواجد،التوجه الموحد لا يعني بتاتاَ عدم التباين، لأن الحوار يشترط حضور العقل في تنوع معرفي ديني فتواجدها بين ثقافات أمم متباينةتتطلب حواراَ
حضارياَ يتمتع بآفاق واسعة جداَ، ممكن أن نشاهد في الشرق الروسي، حيث تعيش الآرثوذكسية مع الاسلام والبوذية وديانات بدائية لأقوام متعددة المشارب الثقافية، لكن اصيرورة المتحركة باستمرار، كما تفعل العاطفة والمعرفة الأرثوذكسية، لأن المحبة تعددية في ابتكارها من جديد ..
نذكر هذا الجوهر، لأن ينابيعها في فلسطين وانتشارها من شرق المتوسط، حيث يمكن لأي أشوري أو كلداني أو سومري أو سيرياني أن يقول أنه سليل جده أتونا بشتم، وهو بطل الطوفان على سبيل المثال، واستبق نوح بآلاف السنين، أتونا بشتم الذي رفعته الآلهة ليسكن دلمون مع الخالدين .. أي تتابع انطولوجيا الديانات.. وهؤلاء الأحفاد لتلك الحضارات المدنية الخالدة تفترض قراءة انسانية للدين، بينما شاهدنا ما يتعرض له الدين من تحريف وظلم وتزوير، في ثلاثية مرعبة هي ( الارهاب، والطائفية والتخلف)، وتحويل الدين الى أداة للقتل وللفرقة والتقسيم والتشظيفب المجتمع الواحد، الغرب وبناء منظمات الارهاب الراديكالية تحت ستار كثيف من الممارسات التي تعيق حركة المجتمع الحضارية التقدمية، بل في خدمة نوازع متوحشة امبريالية .. ومذابح شعوب عريقة في قلب اوطانها منذ فجر التاريخ.
المخططات اليوم تدور حول الكنبسة الأرثوذكسيةحيث ترفع تقارير مزعومة مدفوعة من أجهزة مخابرات امريكية وغربية، ترفع لرأس الكنيسة الأرثوذكسية مجسدة في بطركها في القسطنطينية
تستهدف فصل الكنيسة الأوكرانيا عن شقيقتها الروسية، وأن الكنيسة الروسية تستهدف منه رأس الكنيسة والمجمع المسكوني، نتيجته طرد رأس الكنيسة في القسطنطينية، والنتيجة هي ليصبح بطرك روسيا زعيم الكنيسة الأرثوذكسية العالمية وصاحب الكلمة الفصل فيها الأولى والأخيرة ..
لقد نفت موسكو مراراَ وتكراراَ هذه الأكاذيب والمزاعم المغرضة، لما يشكل من خطر على وحدة الكنيسة ذاتها كلياَ وبأنها تستهدف وحدتها فعاليتها لأهداف مغرضة مشبوهة..
بداية المخطط المشبوه سيبدأ كما أسلفنا،ففي حال موافقة الكنيسة الارثوذكسية على الانشقاق ستبدأ متوالية انشقاقات أخرى .. وانقطاع الحوار والاسناد في رعاية الرعية الأرثوذكسية، بل الى وقف الحجيج ووقف الحوار بين الكنيسة الروسية والكنيسة العالمية الأرثوذكسية في القسطنطينية، كما سيؤدي الى خلافات كبيرةبين الأخوة الأرثوذكس في العالم.
دعوة موسكو لتوحيد الجهود الأرثوذكسية في العالم تستبق المخططات، ودعوتها لتوحيد الجهودلكل الكنائس الأرثوذكسية برفض انشقاق الكنيسة الاوكرانية عن شقيقتها الروسية، ورفض ذلك أن يبدأ من القسطنطينية .. والوقوف ضده، فهو الخطوة الانشقاقية الأولى لتعريض الكنيسة الأرثوذكسية لمخاطر الشرذمة خدمةَ لمخططات تستهدف الأرثوذكسية ووحدتها وتقدمها .. ووحدة هموم رعيتها وتوحدهم واستهداف كامل توجهاتهم ...

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف