من القدس خرجت البشرى: “أنا لا أرى أي الحاحية”. العبقري – المستقيم من فلنا قال إنه يجب على رئيس الولايات المتحدة أن لا يتسرع بخصوص خطته للسلام. بنيامين نتنياهو محق. في الحقيقة، لماذا العجلة؟ من خطة ترامب بالتأكيد لن يخرج شيء، لكن ايضا كل الخطط السابقة، الاكثر معقولية، لم ينتج عنها شيء. لأنه لم تكن اسرائيل في عجلة من امرها. بالمناسبة، ايضا لامريكا لم يكن هناك ما يلح عليها. ولهما الاثنتان لن يكون هناك الحاحية في يوم ما الى حين أن تحترق الارض تحت اقدامهما. بالاساس تحت اقدام اسرائيل، الامر الذي يبدو الآن بعيدا اكثر من أي وقت آخر.
لذلك فان العجلة من الشيطان. مصدر كبير في بعثة نتنياهو اضاف أنه بخصوص قطاع غزة ليس هناك ما يدعو للعجلة، “فقط اذا جرى وقف لاطلاق النار سننتقل الى المرحلة القادمة”. كم هناك من وقاحة في جملة واحدة: ليس هناك ما يدعو للعجلة، وأنه ليس هناك ما يلح على اسرائيل ولتواصل غزة الاحتضار. في البداية عليهم الجلوس بهدوء. بعد ذلك سنرمي لهم عظمة، لكنهم لن يجلسوا بهدوء. ليس لديهم سبب للجلوس بهدوء. في حالة غزة، لا يمكن مواصلة الجلوس بهدوء. ولا حتى في الضفة الغربية.
ترتيب الامور سيكون معكوسا. ليس بالامكان أن يكون بصورة مغايرة. لن يكون هناك هدوء، لن يكون هناك تسوية، قبل أن تأتي التسهيلات. لقد سبق وكان هناك هدوء في غزة، وهناك هدوء منذ سنوات في الضفة الغربية. ولكن لم يكن هناك الحاحية على اسرائيل. الهدوء في الضفة لن يؤدي الى تسريع اسرائيلي من اجل العمل. وايضا عندما هدأت غزة لم يكن هناك تسرع. المصلحة الاسرائيلية أحادية الجانب. أعطونا هدوء، فقط هدوء، وفقط لنا. هدوء بالمجان. “هدوء جيد، محمي، وبالطبع استمرار للوضع القائم، هو مريح لنا تماما. فقط لنا. وما الذي طلبناه؟ القليل من الهدوء. وقف سفك الدماء. نهاية الارهاب وانتهاء المعارك. مطالب بريئة تماما، انسانية، نحن الضحايا، الذين كل مطلبنا فقط هو الهدوء”.
كم هو سهل تسويق ذلك. كم من الاسرائيليين يؤمنون بذلك. دولتهم المحبة للسلام تريد فقط الهدوء. الفلسطينيون فقط يريدون فقط الدماء. لقد ولدوا ليقتلوا. ايضا في اجزاء متزايدة في العالم يؤمنون بذلك. اسرائيل تريد هدوء بدون ثمن واستمرار الظلم. عندما يسوء الهدوء – لن يكون هناك الحاح، وعندما يخرق الهدوء نقول أولا، ليكن هناك هدوء. هذا جوهر سياسة السلام لاسرائيل. لقد أحسن نتنياهو وصفها من فلنا.
بلدات غلاف غزة تريد الهدوء، ألا يستحقون ذلك. هم يريدون العودة الى حياتهم المستقرة وفلاحة اراضيهم، والى ليالي صيفهم الهادئة. كم هو العدل وكم هي البراءة، لكن امام اكبر قفص في العالم لن يكون هناك هدوء. ازاء مرضى السرطان المسجونين والذين يحتضرون، الاطفال المتسممين من المياه والكبار الذين يعيشون بدون كهرباء والحياة بدون مستقبل، في ظل هذا الوضع لن يسود هدوء، ولا يجب أن يسود هدوء.
ايضا سكان المستوطنات يريدون هدوء. اسمحوا لهم بفلاحة حقولهم المسروقة وبناء بيوتهم على اراضي المسلوبين، والسفر بصورة آمنة على الشوارع المسلوبة والعيش بهدوء. ماذا نستفيد من ذلك. ولكن حتى هؤلاء لن يعيشوا أي يوم بهدوء، حيث أنه عندما يسود الهدوء فان أحدا لا ينوي أن يرجع ما سلب للفلسطينيين، الكرامة والحرية.
لرئيس الحكومة ليس هناك ما يدفعه للعجلة. لم يكن هناك رئيس حكومة اسرائيلي واحد في عجلة من أمره. فقط الفلسطينيون كانوا متعجلين. وطالما أنهم متعجلون بالامكان أن نرمي كل المخططات في سلة القمامة. لن يخرج شيء منها لأن الاسرائيليين ليسوا في عجلة من امرهم، ولا يهب أحد لنجدة الفلسطينيين لأنهم الجانب الضعيف الذي فقط يزداد ضعفا.
لذلك، الحل الوحيد سيأتي فقط بعد أن يجد رئيس حكومة اسرائيل نفسه في وضع الحاحي. الحاحية حقيقية للتغيير. هذا سيحدث، للاسف، فقط بعد أن تبدأ اسرائيل أخيرا في المعاناة من الاحتلال، وأن تدفع ثمن جرائمه وأن تعاقب بسببه. حتى ذلك الحين فان نتنياهو محق: ليس هناك أي الحاحية، يا رئيس الوزراء.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف