بعضهم ينتظر بشوق والبعض الآخر يتأفف ومتضجر من افتتاح المدارس يوم الأربعاء (29-8-2014)؛ فمئات آلاف الطلبة في الضفة الغربية؛ يحتاجون مصاريف باهظة لدخول المدارس، خاصة بعد مصاريف عيد الأضحى، إلا أن أكثر ما يقلق الطلبة والتلاميذ هو مواصلة اعتداءات المستوطنين خاصة خارج المدن الكبيرة في الضفة.
ويضطر آلاف الطلبة السير أو عبور شوارع التفافية يسلكها المستوطنون، في شارع حوارة وشارع اللبن الشرقية وترمسعيا وغيرها، وهو ما دفع التلميذ أحمد خليل من حوارة للقول: "العام الماضي اعتدى المستوطنون على أحد زملائي على الشارع العام في حوارة، والجيش تدخل لصالح المستوطن الذي هدد وشتم، وجرى اعتقال زميلي وغيره من طلبة المدرسة على مدى العام الدراسي".
ووسط تفاؤل وفرحة الأهالي والطلاب بعام دراسي يملأه البهجة والسرور في طلب العلم والاستزادة منه؛ إلا أن اعتداءات المستوطنين المتواصلة على الطرقات، وحواجز الاحتلال والاعتقالات المتواصلة، لمجرد الشبهة، تدفع تلاميذ وطلبة للسير بطرق بعيدة خشية الاعتداء عليهم أو الاعتقال من الجنود على الحواجز.
ومع الاستعدادات لافتتاح المداس في الضفة الغربية صعد المستوطنون من اعتداءاتهم في مختلف المناطق، وخاصة على الطرقات الالتفافية جنوب نابلس ومناطق شمال رام الله ومناطق أخرى في الضفة، وهو ما جعل المواطنين يخشون مبكرًا على أبنائهم الطلبة خاصة من يسلكون الطرق الالتفافية وبجانب المستوطنات.
وبرغم الصعوبات العديدة، التي صاحبت وتصاحب الاستعدادات للعام الدراسي الجديد 2018- 2019 إلا أن مواطني الضفة الغربية من طلاب وطالبات يصرون بقوة على التعلم والذهاب إلى المدارس وتخطي كل العوائق التي يفرضها الاحتلال وهاجس اعتداءات المستوطنين.
ويضطر الكثير من الطلاب والمعلمين خاصة في القرى النائية أو المضارب البدوية، وخيم رعاة الأغنام، للسير على الأقدام لعبور الحواجز والجدار الذي يضطرهم إلى الالتفاف عليه والتفتيش عبر بواباته، ومن الطلاب والمعلمين من يضطر للسير على الأقدام في طرق ترابية وعرة لتخطي الحواجز والجدار، وهو ما يعرضهم أحيانًا لاعتداء المستوطنين كما يتكرر على حاجز زعترة جنوب نابلس في أكثر من مرة، وبحماية قوات الجيش.
وإن كان معاناة طلبة المدارس في ريف الضفة جراء اعتداءات المستوطنين، فإن الأسعار الباهظة ترهق المواطنين خاصة أنه لم يمر أيام على عيد الأضحى المبارك؛ حيث تقول نور المصري من نابلس: "الأسعار الملتهبة وثقل مصاريف العيد مع افتتاح المدارس، نغصت الفرحة التي لم تكتمل، فافتتاح المدارس والاستعداد للعام الدراسي الجديد هو حديث كل ربات البيوت هذه الأيام.
ومن مضارب البدو في الأغوار الشمالية ومن قرية النصارية تقول الطالبة عزيزة حمدان: "ثياب بالية، ومعدة خاوية، وحقيبة دراسية مهترئة والفرحة منقوصة، والأسعار ملتهبة، وإزعاج تدريبات الجيش في الأغوار، كل هذه الأسباب وغيرها تجعلنا لا نفرح بالعام الجديد، ولكن سنتحدى كل ذلك لأن الاحتلال يريد أن تنجح سياسة التجهيل ولن ندعه يفرح بذلك، فالعلم قوة، وهو ما يقصر عمر الاحتلال لاحقًا".
بدورها تقول وزارة التربية والتعليم إنه لا توجد أي إشكالية لانطلاق العام الدراسي الجديد، وإن الوزارة وزعت جزءًا من الكتب على المدارس لتوزيعها على الطلبة مع بدء العام، وإن العام الجديد يبدأ مع استعدادات حثيثه ومتواصلة من الوزارة.
وتشير التقارير الإحصائية الفلسطينية إلى أن الهوة ما بين شريحة الفقراء والأغنياء تزداد، وأن شريحة الطبقة المتوسطة تختفي لصالح شريحة الفقراء، وأن طلبة المدارس يعانون من صعوبات عديدة مع كل عام دراسي.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف