أكدت النتائج الأولية غير الرسمية لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس، التي جرت يوم أمس الثلاثاء، فوز الديمقراطيين بأغلبية في مجلس النواب، مقابل فوز الجمهوريين في مجلس الشيوخ، الأمر الذي كبل عمل الرئيس الأميركي. كما كان من اللافت تسجيل سوابق في الانتخابات بينها انتخاب مهاجرين وأصلانيين.
وبحسب النتائج الأولية فقد حصد الديمقراطيون على أكثر 218 مقعدا الضروية لتشكيل غالبية في مجلس النواب الذي يتألف من 435 مقعدا، علما أن تقديرات أخرى أشارت إلى 229 مقعدا للديمقراطيين، مقابل 206 مقاعد للجمهوريين.
وتبين أن الديموقراطيين انتزعوا 26 مقعدا من الجمهوريين، أربعة منها في بنسلفانيا، وكذلك في فلوريدا وكولورادو وكنساس ونيوجرزي ونيويورك وفرجينيا.
وكانت قد تعهدت زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي، الثلاثاء بـ"ترميم الضوابط والمحاسبة" على إدارة ترامب، معتبرة في الوقت نفسه أن الأميركيين أظهروا في الانتخابات أنهم "سئموا الانقسامات".
وفي مجلس الشيوخ الذي يتألف من 100 سناتور، اثنان عن كل ولاية أميركية، حيث كان يشكل الجمهوريون، قبل الانتخابات، غالبية مؤلفة من 51 مقعدا، فإن النتائج الأولية تشير إلى احتفاظهم بالغالبية، علما أن تقديرات أشارت إلى احتمال انتزاعهم ما بين مقعدين إلى أربعة مقاعد من الديمقراطيين.
وتبين أن الديموقراطيين صمدوا في فرجينيا الغربية ونيوجرزي، لكنهم خسروا منذ المساء ولاية إنديانا الأساسية ثم ميزوري وداكوتا الشمالية، وهي مناطق محافظة.
وحقق الجمهوريون انتصارا ثمينا باحتفاظهم بمقعد تيد كروز في تكساس، رغم إنفاق ملايين الدولارات دعما لحملة الديموقراطي بيتو أورورك الذي كان من أبرز وجوه السباق. وفي فلوريدا، هزم الحاكم السابق ريك سكوت السناتور الديموقراطي المنتهية ولايته بيل نلسون.
وفي ميسيسيبي، سيعاد طرح مقعد مجلس الشيوخ للتصويت في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر لعدم بلوغ أي من المرشحَين عتبة 50% من الأصوات.
سوابق سجلت خلال الانتخابات
من السوابق التي سجلت فوز الديموقراطيتان من أصول مهاجرة: رشيدة طليب عن ولاية ميشيغان، وإلهان عمر عن ولاية مينيسوتا، لتكونا أول مسلمتين تدخلان الكونغرس، وشاريس ديفيدز عن ولاينة كنساس لتصبح أول أميركية من السكان الأصلانيين في الكونغرس. أما ألكسندريا أوكازيو كورتيز (نيويورك) المنتمية إلى الجناح اليساري من الحزب الديموقراطي، فأصبحت في سن الـ29 أصغر أعضاء الكونغرس سنا.
يشار إل أن رشيدة طليب (42 عاما) هي من أصول فلسطينية، حيث أن والدها من مواليد بيت حنينا، ووالدتها من قرية بيت عور الفوقا. ونالت رشيدة الشهادة الجامعية في العلوم السياسية عام 1998، ثم حصلت على شهادة في القانون عام 2004.
أما إلهان عمر (36 عاما) فهي لاجئة صومالية، ستخلف كيث إليسون الذي كان بدوره أول مسلم تم انتخابه في الكونغرس. وفي عام 2016 كانت أول مشرّعة أميركية من أصل صومالي، عندما انتخبت عضوا في مجلس نواب ولاية مينيسوتا المحلي.
وفازت الأمريكية من أصول فلسطينية رشيدة طليب بمقعد في مجلس النواب الأمريكي، بعد فوزها في الانتخابات عن الحزب الديمقراطي في مدينة ديترويت، وذلك لعدم وجود منافس لها.
وقد دخلت رشيدة طليب معترك الحياة السياسية بشكل رسمي سنة 2008، عندما تمكنت من الفوز بمقعد في مجلس النواب في ولاية ميشيجان، وأضحت أول امرأة مسلمة تخدم في المجلس التشريعي في ميشيجان والثانية في الولايات المتحدة الأمريكية.
إلهان عمر
بعد أن فرت من الحرب الأهلية في الصومال عندما كانت طفلة قبل 28 عاما، ها هي إلهان عمر تحقق الإنجاز، بعد أن اختارها الناخبون لتمثل ولاية مينيسوتا في الكونجرس الأمريكي.
وستدخل الديمقراطية إلهان عمر التاريخ، حيث ستصبح أول عضوة بالكونجرس ترتدي الحجاب، وثاني امرأة مسلمة في الكونجرس، بعد الأمريكية من أصول فلسطينية رشيدة طليب، التي فازت قبلها بساعات.
دونا شالالا
وبعد سباق محتدم، استطاعت ممثلة الديمقراطيين بولاية فلوريدا دونا شالالا، انتزاع مقعد النائبة ماريا سالازار، بعد حصدها 51.7% من الأصوات في الولاية.
وولدت شالالا (77 عاما) في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو لأبوين مهاجرين من لبنان، وعملت في مناصب مرموقة طوال مشوارها.
وبترشيح من الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، أصبحت شالالا وزيرة للصحة والخدمات الإنسانية بالولايات المتحدة عام 1993، واستمرت في هذا المنصب حتى 2001.
وعملت شالالا بعدها رئيسة لجامعة ميامي حتى عام 2015، قبل أن تدير مؤسسة كلينتون لمدة عامين.
الحكام
خسر الديموقراطيون واحدة من أبرز معاركهم لمناصب الحكام الـ36 المطروحة، مع هزيمة أول مرشح أسود لهذا المنصب في ولاية فلوريدا أندرو غيلوم أمام الجمهوري رو دي سانتيس المناصر بلا تحفظ للرئيس، والذي فاز رغم اتهامه بالعنصرية بعد منافسة شديدة.
كما كانت الأنظار متجهة إلى المعركة في جورجيا بين الجمهوري براين كمب والديموقراطية ستيسي أبرامز التي قد تصبح أول حاكمة من السود لولاية أميركية.
وفي كولورادو اختار الناخبون الديموقراطي جاريد بوليس الذي سيصبح أول حاكم أميركي يجاهر بمثليته.
وفي كنساس، أثارت الديموقراطية لورا كيلي مفاجأة كبرى بهزمها كريس كوباك الذي كان يتصدر الترجيحات.
ترامب
لزم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، البيت الأبيض، يوم أمس الثلاثاء، دون أن ينشر أي تغريدة لأكثر من ثماني ساعات، ما يعتبر أمرا نادرا، بعدما استمر في عقد تجمعات انتخابية حتى اللحظة الأخيرة من الحملة تحت شعار "لنجعل أميركا عظيمة من جديد".
ووصف ترامب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، بأنها "نجاح هائل" بالرغم من خسارة حزبه في السيطرة على مجلس النواب.
وكتب ترامب على تويتر "نجاح هائل الليلة"، مضيفا "شكرا للجميع".
وفي اتصال هاتفي، هنأ ترامب زعيمة الديمقراطيين بعد انتزاع حزبها الأغلبية في مجلس النواب.
وتشير التقديرات إلى أن الانتصار الديمقراطي في مجلس النواب سيكبل عمل الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة في النصف الثاني من ولايته حتى العام 2021، كما يضع الولايات المتحدة أمام كونغرس منقسم بين الديمقراطيين الذين استطاعوا انتزاع مجلس النواب، والجمهوريين الذين حافظوا على تفوقهم في مجلس الشيوخ.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف