بقلم :سالم حنا سالم
8/11/2018
الكنيسة الأرثوذكسية وسائر الكنائس المشرقية في بلاد الشام، وعلى وجه الخصوص في سوريا الكبرى الطبيعية والتي تلخص بالهلال الخصيب، دون تناول ينابيعها وبعض اللمحات السريعة التاريخية فمهده في فلسطين وجلجلته وقيامته هناك.. وانتشرت المسيحية الى العالم من دمشق ومن جنوبها السوري في فلسطين، ومن هنا تمت مواجهة حملات التتريك الاقطاعية المتخلفة وعمليات تغييب اللغة العربية، فكان الرد عليها من الأديرة المشرقية حيث كانت الامبراطورية القيصرية تدفع ( الجزية) عن عموم مسيحيي المشرق لبني عثمان بالصكوك والسبائك الذهبية، للأسف أمة ( إقرأ) لم تعد تقرأ.. وهم من رفع شعار "الدين لله .. والوطن للجميع .." اليوم روسيا الاتحادية الفيدرالية هي وريثة هذا التراث، وهم من أسموا الحروب الصليبية بهذا الاسم، بعد سقوط بيزنطة أي كنيسة القسطنطينية، لذلك فالقرار هوسياسيبامتياز، حين استخدم الدين لغايات لاعلاقة لها بالعبادة.. وهنا كان دوراً مميزاً للمسيحية المشرقية في الدفاع عن أوطانها، لمن لم يقرأ التاريخ .. وسوريا المعاصرة قدمت كوادرها لمواجهة حملات التغريب في عديد البلدان العربية ..، وليس غريباً أن ينطلق من الكنيسة المريمية وذلك في 29 حزيران 1897 "نريد بطركاَ يتكلم لغتنا " الذي اعتبر أول تعبيراً عن أول تبلور فعلي للقومية ..
أليس هذا ما عبر عنه المناضل الطيار السوري البطل جول جمُال ابان العدوان الثلاثي على مصر بأن قدم بكرم روحه في الدفاع عن الفكرة، باغلاق قناة السويس اتي شن العدوان من أجلها حين دمر سفينة امداد في قلب القناة، بهدف وقف الامداد ..ضد العدوان على الأوطان وشعوبها بدوافع الجشع اللأمبريالي وضواريه المتوحشة، ما شاهدناه في تاريخ القارة السمراء، وما وصلت اليه حتى التاريخ الراهن من بؤس وافقار وحروب اهلية وضحايا بشرية ..
في الموضوع الذي حمله العنوان، إن موقف برثلاميوس رأس الكنيسة الأرثوذكسية ، منح صفة الكنيسة الارثوذكسية في اوكرانيا بطريركية كييف صفة كنيسة محلية، أي عبارة عن كنيسة منشقة عن الكنيسة الارثوذكسية التابعة لموسكو هو بمثابة خرقاً فاضحاَ وفظاً للقانون ..أدت الى انخفاض شعبيته وتشويه سمعته، وذلك بعد أن ملأت الأسماع .. بما شاع وذاع ، عن الرشاوي الماليةوالاختلاس الماليوممارسات الشذوذ الجنسي وجرائم مختلفة قام بها رجال الدين التابعين للبطرك في القسطنطينية، وسجل الحادث الأكبر في امريكا - نيويورك – في عامي 2010- 2011، مدير كنيسة دير مار ايرينا المقدسة، المدير لوزور جاس يمارس الجنس مع الفتيات القاصرات داخل الدير، حاولت الكنيسة رشوة السلطات المحلية هناك وفشلت، وعلى ضوء ذلك تم طرد جاس من امريكا، وقام البطرك برثلاميوس بالتحقيق الداخلي معه وصفح عنه، وحتى الآن لم يتخذ أي اجراء لمساعدة الأشخاص الذين تعرضوا للسرقة والإغتصاب، أما رجال الدين المحيطين بالبطرك برثلاميوس فهم يواصلون صمتهم ويضربون كتماناَ على ما يجري .. وذلك بسبب رعبهم ... هذه مجزرة تستهدفالتغييب الثقافي الذي يستهدف الرسالة الأرثوذكسية المتميزة بثقافتها، بما تمثل من دور وتراث في النقاء يقوم على بدهية إن لم تتوحد الكنائس .. فلنوحد الرعية على الأقل ونرعاها.. فهي التي تستحق الاهتمام كله .. نحو وحدة واستقلال أوطانها وأخوة شعوبها كموقف جامع على قدم المساواة مع هموم وعموم الناس ..
ومن موقعه بارك الله بهذه الهمة في خدمة الفكرة المحقة لرعيته الواحدة، مع احتفاظي بألقاب رجال الدين العطرة .. ولكل من ساهم في تأصيل الفكرة ..بمانعتبره رديفاً تربوياَ انسانياً أممياً بكل معنى الكلمة ..ونتوجه بالتحية لمييحي المشرق الموصوف وخاصةفي الحراك الأرثوذكسي في عموم فلسطين، في الموقف من الطرك اليوناني ثيوفيلوس من بيع املاك الكنيسة وأراضيها وأملاكها التي هي ليست أملاكأً خاصة للكنيسة بل للتاريخ ولرعيتها وللثقافة الوطنية وفكرتها، حين تكون غكرتها مواجهة الاستيطان العنصري والاَبارتهيد المعادية لغكرة حقوق الانسان والأوطان .. المعادية الضارية لفكرة العدالة الانسانية عموماً في العالم الحديث كما نصت عليه الشرائح الأممية والدولية كافة .

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف