- الكاتب/ة : سمدار بيري
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2018-12-22
تلقت المساعي السرية لتحسين العلاقات بين اسرائيل والسعودية ضربة قاضية، وعمليا جمدت، بعد أن تبين بان مسؤولين سعوديين كبيرين مقربين من ولي العهد محمد بن سلمان كانا مشاركين في قتل الصحافي جمال خاشقجي.
يتبين من تحقيق واسع النطاق نشرته أمس صحيفة “وول ستريت جورنال” بان الاثنين كانا رجلي الاتصال الاهم بين الحكم في الرياض وبين اسرائيل. احدهما، المسؤول الكبير سعود القطحاني، كان مسؤولا عمليا عن الاعلام السعودي بهدف تحسين صورة اسرائيل في الدولة. اماالمسؤول الثاني، الجنرال احمد العسيري، نائب رئيس المخابرات السابق، فقد زار حسب التقرير في “وول ستريت جورنال”، اسرائيل عدة مرات سرا بالطبع.
وقال مسؤول سعودي كبير للصحيفة ان القحطاني كان مسؤولا عن شراء تكنولوجيا تجسس من شركة السايبر الاسرائيلية NSO، صفقة كبرى بمقدار 55 مليون دولار. وحسب شبكة السي.ان.ان، بمساعدة تلك التكنولوجيا كان ممكنا ملاحقة المكالمات والمراسلات التي اجراها خاشقجي في هاتفه الخلوي. كما ان زيارات العسيري الى إسرائيل، حسب التقرير، تركزت على شراء تكنولوجيات التجسس الإسرائيلية في صالح الحكم السعودي.
ولتهدئة الخواطر، نحي الرجلان عن منصبيهما بسبب مشاركتهما في القتل، ولكن إسرائيل فقدت “ممثليها” في الرياض. غير ان محافل مختلفة مطلعة على ما يجري في السعودية تدعي بان الغضب على القتل دفع بن سلمان، ولي العهد والرجل القوي في المملكة الى التخلي عن خطوات شجاعة في السياسة الخارجية، وعلى رأسها تعزيز العلاقة مع إسرائيل.
“الامر الأخير الذي تريده المملكة هو احداث جلبة أخرى”، قال مسؤول سعودي، “فتعزيز العلاقات مع إسرائيل من شأنه ان يخلق عاصفة أخرى في العالم العربي”.
وحسب مصادر مختلفة، فقد كانت العلاقات في مرحلة متقدمة. وبزعمها، فان رئيس الموساد يوسي كوهن التقى هذه السنة عدة مرات مع محافل سعودية. في شهر حزيران عقد لقاء بوساطة أمريكية، ضم أيضا ممثلين فلسطينيين، أردنيين ومصريين. ووصفت الحملة لتحسين العلاقات في الصحيفة كـ “مبادرة سرية بدعم امريكي”.
رغم كل شيء، تواصل إسرائيل الاعراب عن تأييدها للسعوديين. فقد قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمراسلين الأجانب الأسبوع الماضي ان “ما حصل في إسطنبول صادم، ولكن هذا يتوازن في ضوء أهمية السعودية ودورها في الشرق الأوسط”.
