رئيس وزراء ملتزم بالعمل من أجل صالح الجمهور وليس من أجل صالحه الشخصي، كان سيعتزل ويخلي كرسيه مع نهاية تحقيق الشرطة، الذي وجد أدلة على ارتكاب مخالفات فساد خطيرة من جهته. ولكن ليس بنيامين نتنياهو، فهو ليس فقط لا يفكر بالاعتزال في هذه المراحل بل واضافة إلى ذلك شرع في هجوم شامل على سلطات انفاذ القانون بهدف خلق نزع شرعية عامة عنها وكأن بهذا ليس كافيا، فإنه يقدم نفسه الآن لانتخاب متجدد ويفكر بصوت عال بإمكانية البقاء في منصبه، إذا ما أعيد انتخابه، حتى لو رفعت ضده لائحة اتهام بمخالفة الرشوة.
يحاول نتنياهو ممارسة الضغط على المستشار القضائي للحكومة افيحاي مندلبليت خشية أن يتجرأ على ان يفكر باتخاذ قرار بشأن تقديمه إلى المحاكمة، حتى وان كان تبعا للاستماع، قبل موعد الانتخابات. اضافة إلى ذلك، يسعى نتنياهو لان يدرس في الجمهور وفي أوساط شركائه للائتلاف المستقبلي فكرة ان رئيس الوزراء يمكنه أن يواصل مهام منصبه حتى عندما تكون تدور ضده محاكمة في مخالفات فساد. على المستشار القضائي للحكومة أن يتجاهل هذه الضغوط المكشوفة.
عليه أن يواصل عمله في فحص توصيات الشرطة والنيابة العامة والادلة في الملف، بهدف الوصول إلى قرار في أقرب وقت ممكن. عمليا عليه ان يسرع قدر الامكان القرار ليس فقط بسبب المبادئ الديمقراطية التي تلزمه بان يوضح للجمهور الحالة الجنائية لرئيس حكومته، بل وأيضا لان تعليمات المستشار نفسه تقضي بانه في حالات تحقيقات مع منتخبي الجمهور يجب السعي إلى حسم سريع قدر الامكان. حذار على مندلبليت ان يستسلم للضغوط من جهة نتنياهو وجيوشه مثلما حذار عليه ان يحاول رسم تطابق بين المطالبة بإبطاء عمله وبين الدعوات الموجهة اليه لتنفيذه بنجاعة.
إذا ما رفعت ضد نتنياهو لائحة اتهام سيتعين عليه ان يعتزل كل منصب وزاري، بما فيه منصب رئيس الوزراء، وكل محاولة من جهته لن تغير هذه الحقيقة. إذا كان استمرار ولاية وزير قدم إلى المحاكمة يمس بشدة بثقة الجمهور بالسلطة فإن ولاية رئيس الوزراء هي كذلك أيضا. في مثل هذا الوضع سيتعين على مندلبليت أن يوضح لنتنياهو هذه الحقيقة أيضا، وإذا امتنع عن ذلك فإنه يكون هو نفسه خان واجبه المهني والجماهيري.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف