كشف تحقيق موسع أجريته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن أن القوات الإسرائيلية تعمدت إطلاق النار على المسعفة الفلسطينية رزان النجار أثناء الاحتجاجات الواسعة التي شهدها قطاع غزة في مايو ويونيو الماضيين على نقل السفارة الأمريكية بإسرائيل إلى القدس.
وقالت الصحيفة، إنه في الأول من يونيو، أطلق جندي إسرائيلي النار على رزان النجار، المسعفة التي تطوعت لعلاج الجرحى أثناء الاحتجاج، واغتيالها، وزعم المسئولون الإسرائيليون في ذلك الحين أن الجنود يستخدمون النيران الحية كملاذ آخر، لكن التحقيق الذى أجرته أنه خلاف ذلك.
وأوضحت الصحيفة أنها قامت بتحليل ألف صورة ولقطات الفيديو وقامت بتجميد اللحظة القاتلة بنموذج ثلاثي الأبعاد للاحتجاج، وأجرت مقابلات مع أكثر من 30 من الشهود وقادة إسرائيليين لتكشف الطريقة التي قتلت بهار زان.
وأوضحت الصحيفة، أن الجيش الإسرائيلي أصر على أن الضربة القاتلة في تمام السادسة والنصف مساء هذا اليوم وقد استهدفت محتجا قميصاً أصفراً, وكان يلقى الحجارة ويشد الأسلاك الشائكة التي تقع على بعد 40 ياردة من السياج الأمني.
وكشفت تحقيقات الصحيفة، أنه من بين عدد من الصبية والرجال الذين كانوا يرتدون قميصا أصفر في هذا اليوم، كان هناك واحدا فقط قرب اتجاه النيران، وبتحليل لقطات الفيديو كان يقف على مسافة 120 ياردة من السياج ولم يبدو أنه يحتج بشكل عنيف وكان يقف وراء عدد من المارة والمسعفين يرتدون معاطف بيضاء. وأوضح خبراء أن الرصاصة التي أطلقها الإسرائيليون مثل الحجة عندما يضرب صخرة من زاوية مرتين تصيب أكثر من هدف، وهو ما حدث حيث أصابت مسعفاً وقتلت آخر قبل أن تخترق صدر رزان.
وخلصت الصحيفة إلى القول بأنه رغم زعم إسرائيل أن اغتيال رزان لم يكن مقصودا، إلا أن التحقيق الذى أجرته أظهر أن إطلاق النار عليها كان بلا رحمة في أحسن الأحوال، و يرقى إلى جريمة حرب لم يعاقب عليها أحد حتى الآن.. ولفتت الصحيفة إلى أن ما بين 60 إلى 70 من محتجى غزة قد قتلوا "بدون قصد" حتى أغسطس، وفقا للمزاعم الإسرائيلية، إلا أن قواعد الجيش الإسرائيلي في الاشتباك لم تتغير، كما يقول الجيش. والأمر المؤكد أن رزان كانت روحا بريئة تم إزهاقها دون داع.
وكانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قد نعت المسعفة رزان النجار والتي تحتل والدتها موقعاً متقدماً في قيادة الجبهة في قطاع غزة, كما نعتها المنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية الاطار النسائي للجبهة, وأعلنت انها كانت عضواً فيها, وأنها تطوعت طوال أيام مسيرات العودة وكسر الحصار لإسعاف الجرحى المصابين.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف