قل لي، يا بيبي، ألا تخجل من جعل شعب كامل ينشغل بالاتهامات الموجهة ضدك؟ ألا تخجل من التباكي، رئيس حكومة في مكانة رفيعة يتباكى بأنهم قاموا بحياكة قضية له؟.
أريد أن أذكرك بأنك لست الاول. رئيس المحكمة العليا والمستشار القانوني للحكومة السابق، اهارون براك، الذي يرغب نظامك البائس في تشويه سمعته، تسبب باستقالة حكومة اسحق رابين من رئاسة الحكومة في 1977. لن يدعي أحد، بما في ذلك هو نفسه بالطبع، بأنهم حاكوا له قضية، حيث أن شخص من معسكره لا يريد مغادرته عشية الانتخابات وهو يترك خلفه حزب ينزف، ولم يكن أحد ليتجرأ على الادعاء بأن براك قام بحياكة قضية لليئا رابين.
رئيس الحكومة السابق ايضا، اهود اولمرت، لم يكن يشتاق للوصول الى المحكمة. لقد حارب بكل قوته ضد كل ادعاء طرح ضده، ايضا وقفت أمامه شاهدة ملكية جاءت من الدائرة المقربة جدا له، لأن الشهداء الملكيين الموثوقين دائما يأتون من هذه الدائرة. ونذكر ايضا عيزر وايزمن الذي تم ابعاده بفضيحة من مقر رئيس الدولة لأنه تلقى الاموال من شخص ثري.
وماذا عن آشر يادلين، من كبار شخصيات حزب السلطة في حينه، ألم يذهب الى السجن؟ ويجب أن لا ننسى وزير المالية، الذي في الاصل جاء من حزبك، ابراهام هيرشيزون.
وهناك ايضا الكثيرون الذين جميعهم ادعوا براءتهم، حتى أنهم اتهموا النواب العامين أو القضاة بأنهم اخطأوا عندما اتخذوا قرارات ضدهم، لكن لا أحد منهم قام بتعيين مفتش للشرطة ومستشار قانوني للحكومة، بهدف أن ينقذهم هؤلاء من رعب الحكم.
واذا كان ذلك لا يكفي، فان نتنياهو الآن ينقض على المستشار القانوني، المقرب جدا منه بروحه ومواقفه. نتنياهو، كما نذكر، هو ايضا الذي اختار شلومو فلبر ونير حيفتس كمساعدين له. هؤلاء الذين نفذوا كما يبدو تعليماته. والآن يقف أمامهم ويتهمهم بأنهم آخر المتعاونين.
ولكن لأن نتنياهو لا يمكنه الادعاء بأن افيحاي مندلبليت جاء من مركز ميرتس وروني ألشيخ هو عضو في “نحطم الصمت” – فهو يتهمهم بالخنوع لوسائل الاعلام واليسار. عمليا، هم ضحايا اليمين الذي يسير وراء نتنياهو، هم وليس سيدهم.
يجب الانتباه لردود رؤساء منظمات الجريمة على الاتهامات ضدهم. هناك ادعاءان يظهران دائما في الردود. الاول هو “لقد قاموا بحياكة قضية لي”، والثاني هو “الشهود الملكيون يكذبون”. صحيح أن الشهود الملكيين لنتنياهو لم “يختفوا” تحت جنح الظلام مثلما حدث للشهود الملكيين الذين يشهدون ضد منظمات الجريمة. ولكن الخط الذي يتبعونه هم ورجاله ما زال خطير جدا. هم يحاولون التضحية بالصحافيين على مذبح ظلمه. هم حولوا امنون ابراموفيتش ورفيف دروكر وبن كسبيت وغاي بيلغ الى أعداء للشعب. العار يغطي وجه كل شخص عاقل. أنا لا أنتمي الى ما يسمى “زمرة كارهي بيبي”. لم اعتقد أنه في الوقت الذي عرفته للمرة الاولى سيصل الى ما وصل اليه الآن. لقد احترمته وما زلت احترمه، على الانجازات التي حققها، لكن خطواته الاخيرة، أي تسويد وجه جهاز القضاء من خلال استخدام اكاذيب واضحة عن حياكة ملفات ضده، تجعلني أفكر بأنه يحاول تجنيد شعب كامل للمواجهة على مصيره، مصير كله من صنع يديه.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف