جاءت مبادرة التجمع الديمقراطي الفلسطيني من الطرف الثالث في المشهد والنظام السياسي الفلسطيني مهمة وممارسة عملية لجسر الهوة وتنظيم إدارة العملية السياسية بضغوط داخلية اولا وجهود فلسطينية تعرف وتقدر طبيعة الصراعات ومآلاتها. ومباشرة تقع أمام هذا التجمع مسؤولية كبيرة، تأخر عنها أو أُخر لأسباب كثيرة، وجاء الوقت لاختبار النوايا والقوة والعمل الوطني، ووعي الظروف الموضوعية والذاتية. أن القوى المنضوية في التجمع تقف في واجهة المشهد السياسي اليوم، ومطلوب منها الإسراع في تنفيذ برنامج عمل وطني يعيد القضية الفلسطينية إلى موقعها الفعلي وبقوة قواها الوطنية وبتياراتها المعروفة وتحميلها مسؤولية القضية وحمايتها من الأخطار التي تحيق بها، ولا تسهم فيها، أو تنتظر متفرجة عليها. اي ان يكون التجمع رافعة نهوض وحراك جديد وبناء قوة شعبية جامعة وقادرة على إنهاء الاستقطاب داخل تيار واحد موزع بين طرفين، فتح وحماس، إلى تحالف لكل التيارات واشراكها في تعزيز التحرر الوطني ومهمتها الأساسية في دحر الاحتلال وتقديم البديل الوطني المستند على شعاري الحرية والاستقلال.
انطلق التجمع الديمقراطي المكون من فصائل فلسطينية، تمثل التيار اليساري في المشهد السياسي الفلسطيني، بحضور ممثلي القوى الخمس: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حركة المبادرة الوطنية، الاتحاد الوطني الفلسطيني (فدا)، وحزب الشعب، إضافة لشخصيات وفعاليات اجتماعية ونقابية ونسوية. وواضح من التجمع هذا أنه ليس تنظيما جديدا أو تكتلا عدديا، وانما تجمعا معبرا عن مصالح الفئات الاوسع في التكوين الاجتماعي الفلسطيني، وهي التي بالضرورة تقع عليها مسؤولية حماية القضية الفلسطينية والدفاع عن مصالحها والتفاعل المباشر في التغيير المطلوب لإنجاز مهمات التحرر الوطني. اي ان التجمع الديمقراطي مطالب اليوم أكثر من أي وقت آخر بالتزامات استراتيجية وإنعاش الشعور الوطني والاعتبار من دروس التجربة التاريخية والاستمرار في رفض الاحتراب السياسي والاعتقال السياسي والاستفراد بالقرار السياسي والتراشق بتهم التخوين والصمت على جرائم الاحتلال الإسرائيلي أو التغاضي عنها أو التهرب من تحميله المسؤولية عما صارت إليه الأوضاع في فلسطين المحتلة.
في برنامج التجمع الذي أعلن عن انطلاقته، والتأكيد عليه عند إعلانه الرسمي، ما يجمع ويشد من أهمية التجمع ومواده والتفاف الجماهير الفلسطينية حوله. حيث دعا إلى: "التمسك بالبرنامج الوطني المتمثل بحق العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة بعاصمتها القدس، والتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيدا للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ورفض وإحباط أية محاولات لاصطناع البدائل أو القيادات الموازية لها. والتجديد الديمقراطي لمؤسساتها واستعادة اللحمة بينها وبين جماهير الشعب عبر انتخابات عامة وفق نظام التمثيل النسبي الكامل تشارك فيها جميع القوى الفلسطينية بما يعزز الوحدة الوطنية على أساس احترام قواعد الائتلاف والتوافق الوطني والتعددية والشراكة في صنع القرار". وأكد على "تعزيز الإجماع الفلسطيني على رفض صفقة القرن، وقطع العلاقات السياسية والأمنية مع الولايات المتحدة ما لم تتراجع عن مواقفها المعادية لشعبنا وقراراتها المناقضة للشرعية الدولية، وعدم الاكتفاء بالرفض الإعلامي والدبلوماسي بل اتخاذ إجراءات ملموسة للضغط على مصالح واشنطن لمجابهة واحباط الخطوات أحادية الجانب الهادفة لتنفيذ الصفقة".
وشدد على "التمسك بحق شعبنا في مقاومة الاحتلال واستنهاض المقاومة الشعبية بمختلف أشكالها ضد الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة إجراءاته الهادفة لتوسيع الاستيطان وبناء الجدار وتهويد القدس، وانتهاك حرمة الأقصى وسائر المقدسات، وفي مواجهة الحصار الوحشي لقطاع غزة، والخطط الهادفة لضم الأرض الفلسطينية وإقامة نظام ابارتهايد ونفي الوجود الوطني لشعبنا الفلسطيني وحقه في تقرير المصير تجسيداً لقانون القومية سيء الصيت". واضاف البرنامج مهمات نضالية له ولكفاحه من أجل التحرر الوطني وعوامل النهوض والتصدي للأخطار والمؤامرات المعلنة والمخفية. ولاشك أن تنفيذ ما وضع في البرنامج وتفعيل الحراك الشعبي والايمان المخلص بالقضية الوطنية يلبي طموحات الشعب ويحقق المكاسب السياسية المنشودة.
مدير الموقع

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف