ليس هناك أي جديد في أن ايا من المستوطنين من بؤرة عدي عاد الاستيطانية، ممن كانوا متواجدين يوم السبت في ساحة المواجهات مع الفلسطينيين من قرية المغير، لم يحقق معهم. وحقيقة أن هذه المواجهات ادت الى موت حمدي طالب النعسان واصابة عشرة فلسطينيين آخرين، ثلاثة منهم في وضع خطير، لا تغير الحقيقة البسيطة: في المناطق المحتلة الفلسطينيون هم اصحاب الاراضي، ولكن المستوطنين هم ارباب البيت.
معركة الروايات بين المستوطنين، الجيش والفلسطينيين بالنسبة لتسلسل الاحداث يوم السبت كفيلة بان تخلق انطباعا مغلوطا بالنسبة للوزن المشابه الذي يعطى في اسرائيل لكل واحدة منها؛ او لزرع امل عابث بان هناك جسم انفاذ اسرائيلي سيحقق بالاحداث دون تحيز وان استنتاجاتهم ستكون نزيهة. غير ان الحقيقة في بلاد البؤر الاستيطانية غير القانونية هي ان المستوطنين يعيشون فوق القانون والفلسطينيين يسحقون تحته. اما التوقع في أن تنزل شرطة لواء شاي لتتقصى الحقيقة فمثله مثل السذاجة في الايمان بان الجيش الاسرائيلي سيحقق مع نفسه.
ليس ثمة شيء مفاجيء في أن شرطة لواء شاي استدعت ثلة التأهب في البؤرة لاعطاء شهادة دون التحقيق مع اي منهم تحت التحذير. فالمستوطنون ليسوا ابدا مشبوهين في نظر الشرطة. صحيح ان سلاحهم جمع لغرض الفحص الجنائي، الا انهم زودوا باسلحة بديلة. بمعنى ان الحادثة لم تهز بصفتها هذه الثقة العمياء للشرطة بان من يحتاجون الى الحماية في المناطق هم دوما المستوطنون، وليس الفلسطينيين.
لقد قال مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط نيكولاي ملدنوف معقبا على الحادثة ان “اسرائيل ملزمة بان تضع حدا لعنف المستوطنين وتقديم المسؤولين الى المحاكمة”. غير أن اقول ملدنوف تقع على آذان صماء. فاسرائيل السيادية اصبحت منذ زمن بعيد رهينة للمشروع الاستيطاني. وهي تخون التزامها الدولي في الدفاع عن السكان المحتلين الذين يوجدون تحت مسؤوليتها هكذا بحيث ان حياة الفلسطينيين سائبة مثلما هي اراضيهم وممتلكاتهم.
ان حقيقة أن ثلة التأهب في تلك المستوطنات والبؤر الاستيطانية تعمل بلا رقابة، واحيانا كميليشيات مسلحة تفعل في المناطق كل ما تشاء، هي التي ينبغي ان تقلق الشرطة والمخابرات. وبدلا من تشديد الرقابة عليها، او كبديل حلها تماما، فان الشرطة تشجع وتثبت ثقافة الجريمة لدى المستوطنين. في داخل اسرائيل لا تخشى التحقيق مع رئيس وزراء، ولكن ضد المستوطنين تتصرف كورقة في مهب الريح. اما المخابرات فلا تتعاطى مع هذه العمليات كارهاب وتضع مستوى عاليا لتدخلها في احباطها. في ظل غياب حكومة مسؤولة، وحين يتصرف المستوطنون كالعصابات، فان على هذه المؤسسات ملقاة المسؤولية لوقف الارهاب اليهودي مثلما تعمل بنجاعة ضد الارهاب الفلسطيني.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف