اليمينيون يصوتون ضد مصالحهم”، اليساريون يحبون الاستمتاع بهذا التسامي الصهيوني، لكنهم مخطئون. اليمينيون يصوتون لما يعتقدون أنه في مصلحة الدولة. الوحيدون الذين يصوتون بشكل دائم ضد مصالحهم هم يساريون، وهم يواصلون التفاخر بتسمية هذا باسم “تصويت استراتيجي”.
اجل، مطلوب استراتيجية ما من اجل النجاح في اطلاق النار على قدمك المرة تلو الاخرى. ويبدو أن هذا الشيء العجيب من شأنه أن يحدث ايضا في الانتخابات القادمة. حسب الاستطلاعات، حزب “مناعة اسرائيل” سرق 12 مقعدا من حزب العمل ويوجد مستقبل وارسل ميرتس ليمس بنسبة الحسم.
عشرات آلاف اليساريين لم يشوشهم الامر عند تفاخر بني غانتس بالتدمير الذي احدثه لغزة، وانضمامه لموشيه يعلون أو الوعود بتوسيع الاستيطان وهم يستمرون في التدفق الى حزب لا يحسب لهم أي حساب.
لذلك يجب علينا الأمل بأن الوقت ما زال غير متأخر للتذكير بكيفية عمل طريقة الانتخابات لدينا. من اجل أن تصبح رئيسا للحكومة لا يكفي أن تقف على رأس الحزب الاكبر في الكنيست، بل تحتاج الى 61 عضو كنيست يوصون بك لدى الرئيس، وبعد ذلك أن تشكل ائتلاف. في 2009 حظيت تسيبي لفني بمقعد واحد اكثر من الليكود، فقط من اجل أن يسرق منها بنيامين نتنياهو الكرسي الموعود. يوجد الآن لنتنياهو ائتلاف مغلق، وهو يحافظ على 64 – 65 مقعد في الاستطلاعات. ربما يتغير هذا لكن يصعب معرفة ذلك قبل الانتخابات.
ربما أن “مناعة اسرائيل” يكون الحزب الاكبر في الكنيست. واذا حدث ذلك فسيحصل على القوة والتأثير، وهذا ايضا هو نوع من جائزة ترضية. من الواضح الآن أن نصف هذا الحزب هو يمين ونصفه الآخر هو أحجية، واساس حملته موجه لليمين. نحو مصوتي اليسار ليس هناك سبب للتوجه، هم معتادون على شراء قط في كيس.
صحيح أن الاستطلاعات الحالية تظهر أن مصوتي اليسار سيدخلون الى الكنيست اكثر من عشرين عضو كنيست لا يحسبون لهم أي حساب. ربما ايضا انهم اقتنعوا من حملة التصنيف التي يقوم بها اليمين، وقرروا أن اليسار هو خائن ووصلوا الى استنتاج بأن الطريق الوحيدة لهم للعيش مع التناقض هي عن طريق التصويت الاستراتيجي. مهما كان الامر، سيدخلون شخصيات يمينية وسيغمزون لليمين، على أمل اسقاط رجل يمين آخر. تطلعاتنا منخفضة جدا الى درجة أن حدها الاعلى الذي نبحث عنه هو المشاركة في اسقاط نتنياهو.
هذا حدث مع يئير لبيد في 2013، الامر الذي لم يزعجه من الانضمام الى نفتالي بينيت في ائتلاف نتنياهو. منذ ذلك الحين هو ايضا خلع ولبس كل ايديولوجيا ظهرت جيدة في الاستطلاعات. هذا حدث قبل ذلك مع لفني في 2009 – بعد أن تحدثت عن السلام في دعايتها الانتخابية، فقد أدخلت للكنيست شخصيات اساسية مثل يوليا باركوفيتش وعتنئيل شنلر.
حزب يحاول سحب اصوات من اليمين لن يتوقف عن الغمز له ايضا في الكنيست. في كل اختبار مهم، اعضاءه في الكنيست سيصوتون ضده. سينبحون على “نحطم الصمت” و”بتسيلم”. وسيصوتون مع مشاريع قوانين وطنية متطرفة وخطيرة وسيوسعون الاستيطان في الضفة – لأن هذا ما يعتقدون أن مصوتيهم يريدونه، في حين أنكم أنتم أصلا توجدون مسبقا في جيوبهم.
الخطاب العام يبدو كما يبدو عليه لأن اليسار يصمم مرة اخرى على ادخال عشرات اعضاء الكنيست الذين لفظوا من اليمين أو الذين ينعطفون يمينا. في محاولة لاعادة مصوتي اليسار الذين هربوا قال مؤخرا آفي غباي “الحقيقة لا يمكن مراقبتها. الانفصال كان خطوة صحيحة لدولة اسرائيل”. كان يمكن أن يكون لدينا كنيست مليئة بالاعضاء الذين يقولون الحقيقة البسيطة هذه، والذين يحاربون من اجل مصوتيهم، وليس من اجل عدد من المقاعد الوهمية من اليمين العميق. لذلك نستحق الكنيست التي حصلنا عليها والتي سنحصل عليها. اذا لم نكن مستعدين للتصويت من اجل ما نؤمن به فأي سبب يوجد للممثلين من اجل أن يفعلوه باسمنا.
اسمحوا لغانتس بأن يحصل على اصوات اليمين، صوتوا لمن يمثلكم. هذا في الحقيقة بسيط جدا.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف