نسبة الحسم المرتفعة، 3.25 في المئة، التي بادر اليها في حينه رئيس حزب اسرائيل بيتنا، افيغدور ليبرمان، استقبلت بعاصفة في اوساط الجمهور العربي، بالاساس لأنها صادرت من العرب التعددية المقدسة في كل ما يتعلق بتمثيلهم في الكنيست.
من اجل شرح التوازن، 3.25 في المئة من اجمالي السكان في اسرائيل يعادل 20 في المئة من اجمالي السكان العرب (حسب امنون هراري، المصوتون العرب هم 16 في المئة من اجمالي المصوتين في اسرائيل، “هآرتس”، 8/2). أي أنه من اجل اجتياز نسبة الحسم سيضطرون الى تحقيق 20 في المئة من اجمالي الاصوات العربية. اذا أين هي الديمقراطية هنا؟ وبتحويلها الى مقاعد، اذا جرت الانتخابات اليوم فقط في الوسط العربي، فان كل قائمة يجب أن تحصل على الاقل على 24 مقعدا، في حين في الوسط اليهودي يكفي الحصول على 4 في المئة من اجمالي المصوتين اليهود (4 – 5 مقاعد).
اعتقد أن هناك امكانية لتقديم التماس لمحكمة العدل العليا بدعوى خرق مبدأ المساواة: الدولة تصادر من العرب حقهم الديمقراطي الاول – الحق في أن تكون مختلفة، الحق في التعددية. في اسرائيل يوجد نوعان من الديمقراطية. لليهود يكفي الحصول على 4 في المئة من اصوات ابناء شعبهم، في حين أن العرب سكان الطابق الاسفل، يضطرون الى الحصول على كل صوت من اجل الحصول على الاقل على 20 في المئة من اصوات أبناء شعبهم من اجل فتح ابواب الكنيست امامهم. واذا كان لرئيس يوجد مستقبل، يئير لبيد، مثلما كان لشمعون بيرس أم عربية، لا سمح الله، وملعبه كان “الزعبيين” (الذين هم، نكرر، فقط 16 في المئة من اجمالي المصوتين) لكان بالتأكيد سيحصل على مقعد، لكن فقط في غرفة الرياضة الفاخرة له. آخرون، لا نريد ذكرهم خوفا على كرامتهم، كانوا بصعوبة سيحصلون على رجل مقعد هذا اذا حصلوا عليها.
في هذه الاثناء يسود الفرح في “القطاع” (هو اسم تحبب آخر الصقه بنا اخوتنا اليهود)، بعد أن تمكنوا في الانتخابات الاخيرة من التحايل على مرسوم ليبرمان، عندما اتحدوا خلافا لكل التوقعات في قائمة واحدة، ثار دافع غير مسيطر عليه للتعددية، هذا عندما خطر الالغاء البرلماني حلق فوق كل التجمع. ومع ذلك هذا هو حق رئيس تاعل، عضو الكنيست احمد الطيبي، في أن يكون مختلفا. لقد سئم من الاتحاد الخانق، هو يريد التنافس مستقلا، الاثبات أنه الاكثر شعبية، الاول. ولكن الطيبي نسي أن هذا رغبة كل مركبات القائمة المشتركة؛ واذا سئم من شركائه، يمكن الافتراض ايضا أن شركاءه ملوا الواحد من الآخر، لكنهم لا يحلون القائمة المشتركة لأنه امام سلطة متطرفة وغير ديمقراطية ومناوئة للعرب لا يوجد خيار سوى الاتحاد.
اذا كان الطيبي قرر أن من حقه ممارسة استقلاله، فلماذا القائمة الاسلامية أو حداش أو بلد لا يقررون القيام بنفس الشيء؟ حقيقة، لماذا فقط واحد يلعب بالتعددية والآخرون يلعبون بمسؤولية؟ هنا نضيف بأنه من اجل شرح التوازن فان القائمة المشتركة بصيغتها الحالية هي شوكة في عين عدد ممن يؤيدون مكوناتها: من يحبون الاسلامية ويكرهون حداش، عدد منهم سيتوجهون الى قائمة الطيبي، وبهذا ايضا عدد من يكرهون بلد ويحبون حداش وهكذا دواليك. قائمة الطيبي ستكون الخيار الاول عندما لا يكون خيارات اخرى، وهي ستجذب كل المصوتين من “القطاع” (الوسط العربي) الذين يكرهون – يحبون.
لذلك، كما لا يوجد نصف حمل لا يوجد نصف تعددية. اجل، لينزل الجميع الى الميدان، ليشمروا عن سواعدهم وليجند كل واحد مؤيديه. ستقولون إنه بهذا سيكون سيف الالغاء محلقا فوق الجميع. هذا صحيح، لكن لماذا فقط واحد يتصرف بمسؤولية والآخر معفي من العبء؟.
في هذا الوضع نذكر باقوال الفيلسوفة اغانس هيلر “هناك صفات كثيرة وتعريفات جزئية للانسان العاقل، لكن جميعها تدل على جوهر واحد وهو المسؤولية”. اجل “مسؤولية” هي الكلمة السحرية. هي “افتح يا سمسم” لكنوز الصوت الديمقراطي العربي واليهودي نحو تغيير الخارطة السياسية في اسرائيل. من معرفتي للطيبي، اعتقد أن الشعور بالمسؤولية لديه سينتصر.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف