أنا أخجل من العيش في دولة رئيس حكومتها يقف أمام جلسة استماع، وربما ايضا محاكمة – على اتهامات كثيرة خطيرة. أنا أخجل من العيش في دولة تهبط فيها الحملة الانتخابية الى مستوى القمامة مثل الاسرار التي يعرفها الايرانيون من هاتف بني غانتس المحمول، وغانتس “غير مؤهل”. ما هذا الهراء. يا بنيامين نتنياهو، اريد تذكيرك، هذا كان رئيس اركانك. أنا أخجل من العيش في دولة فيها دعاية مثل التقنع والمحاكاة الطفولية لامنون ابراموفيتش، المصاب في الحرب الذي يحمل وسام الشجاعة من رئيس الاركان، يؤثر فيها بدرجة ما، لهذا من شأنه تقرير نتائج الانتخابات.
أنا أخجل من العيش في دولة “غربية” التي 1.8 مليون من الاشخاص الذين يعيشون فيها هم تحت خط الفقر، نصفهم من الاطفال. يمكن النقاش حول مستوى الخط أو الحديث عن المحتالين، لكن من الواضح أن عدد لا يحصى من الاشخاص يعيشون هنا بدرجة كبيرة من الغباء.
أنا أخجل من العيش في دولة يوجد فيها 200 ألف امرأة معنفة، و13 ألف حادثة عنف ضد النساء في سنة واحدة وعدد كبير من حالات قتل النساء. أنا أخجل من العيش في دولة يوجد فيها 400 ألف طفل في حالة خطر: يعيشون باهمال ومعرضون للعنف والفقر وسفاح القربى.
أنا أخجل من العيش في دولة يغلقون فيها النزل والملاجيء أمام الشباب والفتيات الذين يوجدون في ضائقة ويرسلون السكان فيها مرة اخرى الى الشارع.
أنا أخجل من أن دولة اسرائيل تريد رمي، لا يهم الى أين، 34 ألف طالب لجوء هربوا من اخطار فظيعة ومروا بجهنم كأسرى في شبه جزيرة سيناء ويعملون في اعمال نحن المدللون غير مستعدين للعمل فيها. أنا أخجل عندما يسميهم أحد ما بـ “سرطان”.
أنا أخجل لأن 9 آلاف من الفلاشا في اثيوبيا يمنعون من جمع الشمل مع اقاربهم في اسرائيل والذين قالوا لهم “بعد قليل سيهاجرون”، وعدد منهم ما زال ينتظر منذ عشرين سنة.
أنا أخجل من رؤية نقاش في الكنيست وفي التلفاز الجميع فيه يصرخ على الجميع. يقاطعون اقوال بعضهم ولا يصغي أحد ما الى ما يقول غيره. أنا أخجل عندما اقرأ عن صحيفة في البلاد قامت باقالة رسام كاريكاتير رسم كاريكاتير سياسي هو الانجح من بين الكاريكاتيرات التي ظهرت هنا.
أنا أخجل من الدخول الى صف في مدرسة والسؤال “من يكره قراءة الكتب”. وأرى أن نصف الموجودين يرفعون الأيدي.
أنا أخجل بسبب كل شجرة زيتون في قطعة ارض فلسطينية تم قطعها على أيدي المستوطنين وشبيبة التلال، بسبب كل نبع تمت سرقته، وبئر تم تسميمها بجثث الاغنام النافقة.
أنا أخجل بسبب كل مستوطن من أبناء شعبي، يستوطن على ارض خاصة تعود للعرب؛ لو فعلوا ذلك لليهود في أي مكان في العالم لكنتم صرختم “لاسامية! تمييز! سلب!”.
أنا اخجل من كل مدون في الشبكات الاجتماعية ومن كل تعليق ومن كل اقوال بغيضة ضد جدعون ليفي و”نحطم الصمت” و”بتسيلم” و”السلام الآن” ومنظمات مشابهة. في هذه الدولة هم يشبهون في نظري صوت الضمير لكل شخص متنور، يفحص نفسه وافعاله من اجل أن يعرف اذا كان قد فعل الشيء الصحيح في نظر الله والانسان. لو أن يرمياهو عاش هنا، لكنتم ايضا سترسلونه الى الزنزانة أو الى التعذيب.
أنا أخجل ممن يسمي رجال اليسار خونة. هل أنتم وطنيون اكثر منا؟.
أنا أخجل من كل حكومات اسرائيل التي عملت طوال الوقت على تطوير الاستيطان في المناطق ونشره بهذه الصورة، بحيث لا يكون أي احتمال لتسوية جغرافية مع الفلسطينيين. حكومات هي في الاساس لم ترغب ولا ترغب في السلام، ومن الافضل لها وضع الحرب الدائمة. أنا أخجل من أن اكون في دولة تدخل الى الكنيست عنصريين من مدرسة مئير كهانا. وأخجل من العيش في دولة سيكون بتسلئيل سموتريتش فيها وزيرا للتعليم وموشيه فايغلين وزيرا للصحة.
أنا أخجل من العيش في دولة رؤساؤها كانوا في السجن: رئيس الحكومة بسبب الرشوة. وزير المالية بسبب خيانة الأمانة والسرقة. وزير الداخلية الحالية بسبب الرشوة. الحاخام الرئيس بسبب الرشوة وخيانة الأمانة والتحايل. رئيس الدولة بسبب الاغتصاب والتحرش الجنسي.
أنا أخجل من العيش في دولة يوجد فيها اشخاص يحصلون على أجر 50 ألف شيكل و80 ألف شيكل و200 ألف شيكل شهريا، في حين أنه يوجد هنا اشخاص يعيشون بـ 5 آلاف شيكل في الشهر، وربما أقل من ذلك.
أنا أخجل من العيش في دولة، من بين الـ 180 ألف من الناجين من الكارثة الذين يعيشون فيها، هناك الكثيرون في حالة فقر مدقع ولا يمكنهم شراء مدفأة وما يكفي من الطعام والعلاج ودفع رسوم صيانة الشقة.
أنا أخجل من العيش في دولة فجوة الوساطة فيها هي من الاعلى في العالم، حيث عامل الزراعة يكسب فيها القليل والمسوق يكسب الكثير. والقلائل فيها هم اصحاب مهن، ومقدمو الخدمات هم الصالحون.
أنا أخجل من العيش في دولة بدلا من السياسة تتبع “اجلس ولا تفعل أي شيء”. وبدلا من الاخلاق يوجد فيها مؤامرات. وبدلا من الاخوة والصداقة يوجد فيها كراهية الآخر والمختلف.
رغم كل ذلك، أنا أرغب في العيش في هذه الدولة التي يوجد فيها افضل اصدقائي، والتي يتم التحدث فيها بلغتي التي أحبها، والتي أحب ازهارها ونرجسها وامطارها وخماسينها واطفالها وعجائزها. وحتى أنا أحب كل الذين يريدون ارسالي أنا وزملائي في الشاحنات الى غزة، والذين سينقضون علي بعد هذا المقال ويتمنون لي الضربات والنفي أو الاستسلام الفوري.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف