كذب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للجمهور عن وعي بشأن نيته سن قانون الحصانة وهكذا فاز عمليا في الانتخابات بالغش. الانتخابات الاخيرة، كما ينبغي أن نذكر، جرت منذ البداية في غير موعدها فقط وحصريا انطلاقا من مراعاة الاحتياجات القانونية لنتنياهو. فمع نشر قرار المستشار القانوني عن نيته رفع لوائح اتهام ضده في مخالفات الرشوة، الغش وخرق الخرقة، تبعا للاستماع، اخضع تشكيل الحكومة لاحتياجات الدفاع القضائي لنتنياهو: الحقائب مقابل التأييد لقانون الحصانة.
والان، ودون ذرة خجل، تبنى نتنياهو موقف معارضيه بانه "يستحق مواطنو اسرائيل رئيس وزراء بوظيفة كاملة". غير ان الاستنتاج الناشيء عن هذا الفهم المسلم به، هو أن الدولة لا يمكنها أن تؤدي مهامها فيما يكون رئيس وزرائها يقضي صباحه في المحاكم ومساءه في الكابينت. وبالتالي فان عليه أن يستقيل اذا ما رفعت ضده لائحة اتهام، هذا الاستنتاج قلبه نتنياهو رأسا على عقب. وبدلا من ذلك قرر بانه سيعفي نفسه من زيارة المحكمة. وبسخائه المعروف، وافق على تواصل الاجراءات القضائية ضده كمواطن عادي، مع انتهاء مهام منصبه. ان نتنياهو يستخف بسلطة القانون وبمواطني اسرائيل. يدور الحديث عن قرار فضائحي. فقد قلص الاجراء الجنائي الذي يتورط فيه الى مسألة فنية عديمة اي اهمية، في ظل التجاهل الفظ لجسامة الشبهات ضده، والتي فصلها افيحاي مندلبليت في 57 صفحة.
يجعل نتنياهو الكنيست ملجأ للمجرمين واعضاء الحكومة شركاء في الجريمة. اما صمت الخراف من جانب اعضاء الليكود فهو دليل على ضعفهم الشخصي. كل ما عليهم ان يفعلوه هو أن يتركوا للحظة امكانية أن يثبت ذنبه في المحكمة. تكفي محاولاته للتهرب من حكم القانون كي يفهموا بان هذا الرجل ليس جديرا بان يكون في الحكومة. فما بالك أن يكون رئيسها. في معسكره يوجد ما يكفي من الاشخاص الذين يفهمون جيدا ما الذي يفعله للدولة. وفي هذه الاثناء فان صوت جدعون ساعر فقط انطلق امس حين قال عن قانون الحصانة ان "هذا تشريع مع صفر منفعة وحد اقصى من الضرر". لا بد ان هناك مزيدا من الاشخاص في الليكود ممن يحترمون القانون ويعتقدون أن السخرية المتواصلة من جانب نتنياهو بالقانون وبالجهاز القضائي والعدالة هي امر فاسد. هذه ساعتهم. عليهم ان ينقذوا اسرائيل من أن تصبح أداة في يد شخص عديم الكوابح، ان يكفوا عن الصمت وان يمنعوه من استغلال قوته ومن استغلالهم. عليهم ان يقولوا: "حتى هنا".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف