هآرتس:


أعضاء الحزب الديمقراطي الأمريكي مترددون حول كيفية التعامل في أعقاب رفض إسرائيل السماح بدخول عضوتي الكونغرس إلهان عمر ورشيدة طليب إلى إسرائيل. في الجناح اليساري للحزب يضغطون للقيام بخطوات ضد سفير إسرائيل في واشنطن، رون ديرمر، ومواصلة مهاجمة رئيس الحكومة نتنياهو بسبب سلوكه تجاه هذه القضية. في المقابل، في الجناح الوسط بالحزب ثمة من يعتقدون أن خطوات من جانبهم ستزيد من انشغال وسائل الإعلام بالقضية، ما يفيد سياسياً الرئيس الأمريكي ترامب.

يوم الخميس، بعد إعلان نتنياهو رفض إسرائيل دخول عمر وطليب إلى الدولة، كان للحزب الديمقراطي إجماع في انتقاده لرئيس الحكومة. حتى الأوساط المؤيدة لإسرائيل في الحزب، مثل السناتور اليهودي المخضرم تشاك شومر والمرشح السابق لنائب الرئيس جو ليبرمان، هاجما نتنياهو وقالا إنه يضر بالعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة. وقد انضمت إلى هذه الإدانات من داخل صفوف الحزب الديمقراطي تصريحات نادرة ضد قرار نتنياهو من جانب سياسيين جمهوريين مثل السناتور ماركو روبيو وحتى من جانب اللوبي المؤيد لإسرائيل “الايباك”، الذي تقوم سياسته الرسمية على عدم توجيه الانتقاد لإسرائيل.

ولكن الأمور تغيرت في صباح الجمعة بعد أن التفت طليب على إمكانية زيارة إسرائيل وحدها لغرض الالتقاء مع أبناء عائلتها في الضفة الغربية. عضوة الكونغرس التي تنتمي إلى عائلة فلسطينية وقعت في البداية على وثيقة تعهدت فيها باحترام شروط الحكومة الإسرائيلية وعدم تأييد مقاطعة إسرائيل أثناء الزيارة، لكن بعد أن تعرضت للانتقاد من نشطاء معارضة إسرائيل تراجعت عن قرارها وأعلنت عن رفض وصولها إلى إسرائيل تحت هذه القيود.

هذه الخطوة خففت انتقادات أعضاء الحزب التي سمعت في يوم الجمعة من جانب الجناح اليساري فيه. مرشحون ديمقراطيون للرئاسة، مثل نائب الرئيس السابق جو بايدن والسناتورة كمالة هارس، اللذين هاجما نتنياهو يوم الخميس، لم ينشرا أي تعليق جديد على الموضوع في يوم الجمعة. وقالت رئيسة الكونغرس، نانسي بلوسي، إن “شبكة العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة ستتغلب على ضعف ترامب ونتنياهو”، هذا تصريح معتدل مقارنة مع انتقادها في اليوم السابق.

ثمة شخص واحد شاذ داخل قيادة الحزب، وهو عضو الكونغرس ستني هواير، الذي انتقد الشروط التي وضعتها إسرائيل على زيارة طليب، وقال إنه لا يذكر حالة سابقة في الماضي طرحت فيها شروط كهذه على عضو في الكونغرس. اعتُبر هواير عضو كونغرس مؤيد لإسرائيل بصورة بارزة، وكان قبل أسبوع قاد بعثة من 41 عضو كونغرس من الحزب الديمقراطي في زيارة إلى إسرائيل دافع خلالها عن رئيس الحكومة نتنياهو إزاء اتهامات بالعنصرية.

يوم الجمعة، قال هواير إنه “خائب الأمل من رئيس الحكومة”، بل واتهم سفير إسرائيل في واشنطن رون دريمر بقول الأكاذيب. ديرمر وعد علناً بأن تسمح إسرائيل لأي عضو في الكونغرس يريد زيارة إسرائيل، وهذا وعد تبين أنه غير صحيح لاحقاً، عندما خضع نتنياهو لضغط الرئيس ترامب في هذا الشأن. إن غضب هواير مرتبط بالإحراج الشخصي الذي وقع عليه في أعقاب القضية. لقد امتدح نتنياهو وديرمر على القرار الأصلي بسماح إسرائيل لعضوتي الكونغرس بالدخول إليها. واستخدمه من أجل صد ادعاءات ضد إسرائيل من جانب الجناح اليساري في الحزب.

النقاش الأساسي بين الديمقراطيين في هذه الأثناء هو هل يجب اتخاذ خطوات عقابية ضد السفير ديرمر أم الاكتفاء بالتصريحات ضد نتنياهو، التي نشرت الخميس، ثم السير قدماً. في الجناح اليساري من الحزب، يدفع أعضاء كونغرس، مثل الكسندريا اوكسم – كورتس ومارك فوكان، باتجاه ألا يقوم أي عضو كونغرس بزيارة إسرائيل إلى أن تسمح إسرائيل لطليب وعمر بالدخول إليها. السناتور الذي سيتنافس على الرئاسة في 2020، بيل ساندرز، أشار إلى أن سلوك إسرائيل يجب أن يطرح علامات استفهام حول المساعدات العسكرية التي تحصل عليها من الولايات المتحدة. عضوة كونغرس أخرى هي ايانا بيرسلي، قالت إن على الولايات المتحدة أن تعيد تقييم “كل شبكة العلاقات مع إسرائيل”.

هذه الاقتراحات غير مرتبطة مع بلوسي التي تعتقد أنها يمكن أن تخدم الرئيس ترامب سياسياً. تؤكد بلوسي، في محادثات مغلقة، أن من جلب للديمقراطيين فوزهم الكبير في الانتخابات في منتصف الولاية في تشرين الثاني هم مرشحون معتدلون من الجناح المركزي في الحزب، الذين نجحوا في التغلب على الجمهوريين في عشرات الولايات في أمريكا. معظم هؤلاء الأعضاء يعتبرون أنفسهم مؤيدين لإسرائيل وهم غير معنيين في أن يكونوا متماهين مع مواقف طليب وعمر في الموضوع الإسرائيلي – الفلسطيني.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف