بدا واضحا أكثر مما سبق بأن حكومة نتنياهو تشهد هذه الأيام شرخا حقيقيا في الائتلاف الحكومي ، فالوزير نفتالي بينت يهدد ووزير الخارجية ليبرمان يحذر، في حين موشيه كحلون يستعد ويعمل وتسيفي ليفني تفكر والاستطلاعات بدأت تنشر في كل مكان، ولكن هل حقيقة سوف تنهار الحكومة بسبب أزمة المفاوضات ؟
هذا ما تناوله اليوم الاثنين الصحفي شالوم يورشلمي في صحيفة "معاريف" والذي خلص لنتيجة بأن الحكومة لن تنهار بسبب أزمة المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، متوقعا بقاء الحكومة مع عدم الافراج عن أسرى عام 48 وبقاء الجاسوس الاسرائيلي جونثان بولارد في السجن داخل الولايات المتحدة، وانتهاء المفاوضات والتي قد يتم العودة لها في وقت لاحق وقد لا تعود.
وفي أول تعليق لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على أزمة الائتلاف الحكومي أكد بأنه غير معني ولا يريد الذهاب الى انتخابات مبكرة، "ولكن في نفس الوقت لن أنتحر أو أقوم بغيير العالم من أجل بقاء نفتالي بينت بالحكومة "، وبمعنى أخر وكأن نتنياهو يقول لزعيم حزب "البيت اليهودي" عليك ان تجد بنفسك السلم الذي ستنزل عليه من الشجرة التي وضعت نفسك عليها .
فبداية الأزمة الائتلافية وفقا للصحفي بدأت قبل أسبوعين عندما استدعى رئيس الوزراء نتنياهو وزير الاقتصاد نفتالي بينت زعيم حزب "البيت اليهودي" الى اجتماع، وعرض عليه صفقة كان يجري التفاوض عليها مع الجانب الفلسطيني والتي تتضمن الافراج عن أسرى فلسطينيين مقابل الافراج عن جونثان بولارد، فرد عليه بينت بأنه سيعارض هذه الصفقة حال تضمن أي أسير فلسطيني من مناطق عام 48 .
وأثناء عودة نفتالي بينت من مكتب نتنياهو سمع عبر الراديو بأن الجانب الفلسطيني تقدم بطلب الانضمام الى 15 هيئة ومنظمة تابعة للأمم المتحدة، ما أثار غضبه وعاد الى مكتب نتنياهو، والذي قال له سوف أوضح لك الأمر، فرد عليه نفتالي بينت "ماذا تريد ان توضح؟. الفلسطينيون بأنفسهم فجروا الصفقة, فرد عليه نتنياهو بالقول "لا. هذا مجرد ادراج للطلب، هذا لن يحصل، لن يقدموا الوثائق المطلوبة" .
في اليوم التالي لهذا اللقاء تقدم الجانب الفلسطيني بالوثائق المطلوبة بالانضمام لهذه الهيئات والمنظمات ، ما دفع نفتالي بينت بالتفكير بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي يضحك عليه، فرفع السماعة واتصل على مكتب نتنياهو فسمع الرد "أهدأ ولا داعي للعصبية" .
ويوم الخميس الماضي تم قبول طلبات الجانب الفلسطيني بشكل رسمي من قبل الأمم المتحدة للنظر فيها ، عندها توجه بينت الى رئيس الوزراء الاسرائيلي وقال له "اطلب منهم سحب هذه الطلبات والتوقف عن خطوتهم" وأضاف "هذا سقوط ، لا يوجد لنا خطوط حمراء ، لا يوجد لدينا كرامة وطنية" ، فرد عليه نتنياهو بالقول "متأسف ، هذا لا رجعه فيه" ، فرد بينت "ماذا يحدث هنا ، عشرة أيام وانت تقول لي هذا لن يحدث ، واليوم تقول لي بأن هذا الأمر لا رجعه فيه" .
بعد هذا اللقاء قرر بينت بأنه سينسحب من الحكومة اذا تضمنت أي صفقة الافراج عن أي أسير فلسطيني من مناطق عام 48 ، واجتمع مع كتلته في الكنيست واتخذوا نفس القرار ، بدوره حذر في وقت سابق وزير الخارجية بأنه يفضل الذهاب الى الانتخابات المبكرة على الموافقة على الافراج عن أسرى عام 48 ، وكذلك لمحت ليفني بأنها سوف تنسحب من الحكومة حال فشلت المفاوضات والعملية السلمية ، وهناك تلميحات بأن يحذو حذوها يائير لبيد زعيم حزب "يوجد مستقبل" .
ومع ذلك فان الصحفي الاسرائيلي يخلص لنتيجة بأن احدا من أحزاب الائتلاف الحكومي لا يريد الذهاب بعد سنة الى انتخابات للكنيست، ولا يوجد وزير يريد التخلي عن حقيبته الوزارية بعد مرور عام خاصة في ظل نتائج بعض الاستطلاعات التي بدأت تنتشر، وكل ما يدور حول انهيار الحكومة والذهاب الى الانتخابات المبكرة مجرد حديث، وستبقى هذه الحكومة وسيبقى الأسرى في السجون وكذلك جونثان بولارد، لكن ستنهار المفاوضات والعملية السلمية وقد يتم العودة في وقت لاحق للمفاوضات وقد لا يحدث ذلك .
ما هو متوقع بأن تسيفي ليفني سوف تنسحب من الحكومة تحت ضغوطات أعضاء الكنيست عمران ميتسناع وعمير بيرتس من حزب "تنوعاه"، ولكن يائير لبيد لن ينسحب من الحكومة وسيبقى في الائتلاف الحكومي، وبهذا ستبقى الحكومة والائتلاف والذي قد ينضم لها حزب "كاديما" بزعامة شاؤول موفاز الذي يوجد له عضوان في الكنيست ، ليكون بديلا لحزب "تنوعاه" بزعامة تسيفي ليفني حال انسحبت من الحكومة .

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف