أكد رئيس حزب العمال البريطاني وزعيم المعارضة البريطانية ايد ميليباند أن أساس نجاح المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يتوقف على الاعتراف الإسرائيلي بدولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة تعيش جبنا الى جنب مع دولة إسرائيل.
وأضاف ميليباند في حديث خاص بـالقدس اننا نمر في وقت حرج وحساس للغاية. وقال: "نؤكد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية، مع أهمية الحفاظ على حدود وأمن إسرائيل، وهذا هو حل الدولتين الذي نؤمن به".
وتابع حديثه: "اعتقد ان هناك حاجة ملحة وباسرع وقت ممكن لذلك، وبعدما رأيت بام عيني بناء المستوطنات وعلى وتيرة سريعة جدا، فقد أيقنت ان ذلك الأمر تهديد حقيقي لقيام دولة فلسطينية مستقلة، ولهذا نحن نضغط على الجانبين من اجل الجلوس على طاولة المفاوضات والاتفاق على حل جذري وسريع".
وأكد ميليباند على دعم حزب العمال البريطاني لقيام دولة فلسطينية، حيث كانت هذه سياسة الحزب منذ زمن بعيد، ونحن فخورون بموقفنا هذا ودعمنا قرار مجلس الامن بهذا الشأن، وسندعمه في حال وصلنا الى سدة الحكم، لأن الأساس هو قيام دولة فلسطينية مستقلة وحل الدولتين.
ولدى سؤاله عن دعمه لفكرة يهودية دولة إسرائيل، قال: "استطيع أن أصف اسرائيل كوطن للشعب اليهودي، لان عائلتي وهي يهودية، وجدت ملجأً لها في اسرائيل، كما لدي اسبابي الخاصة لدعم هذه الفكرة".
وعند سؤاله فيما إذا كان يعتبر نفسه جزءا من المجتمع اليهودي في بريطانيا، قال: "نعم فوالداي يهوديان، واليهودية جزء مني، لكنني اؤمن بمبادئي دون خوف، فانا ادعم حل الدولتين وامن اسرائيل وأنا ثابت على هذا المبدأ".
ويعتقد ميليباند انه في حال أصبح رئيسا للوزراء في بريطانيا، فأنه سيساهم بالفعل وليس بالقول في دعم حل الدولتين، وجعل ذلك من اولويات حكومته، وعليها أن تظهر مشاركة مباشرة في حل المشكلة، بدل الوقوف كالمتفرج.
وتابع حديثه: "الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، امر يهم العالم كله، وانا اعتقد ان حزب العمال البريطاني يجب أن يكون بصورة هذا الصراع، ولو كان كذلك فأن الامر سيكون مختلفا، وهذه المسألة مسألة عدالة وحقوق لامن واستقرار المنطقة".
وأردف قائلا: "عندما التقيت العائلة البدوية في الخان الأحمر خلال زيارتي للمنطقة، كنت قلقا جدا لما يحدث لهم وعدم قدرتهم عن الدفاع عن انفسهم والاشياء التي تحدث لهم، فهم لا يستطيعون عمل اي شي اتجاهها، وانا ارى ان المستوطنات غير شرعية وغير قانونية وتؤثر على وجود حياة البدو في هذا البلد، حتى ان مدارسهم في خطر".
وأكد ميليباند "اننا سنفعل ما باستطاعتنا لدعم الفلسطينيين، لسنا مهتمين فقط بحل الدولتين، بل ايضا بالعلاقات الدبلوماسية لما بعد ذلك، من خلال الدور الذي تلعبه بريطانيا في الامم المتحدة (عضو دائم) وعبر اعمالها المستقلة ومن خلال (department of international development)، وهناك سبل اخرى عديدة.
وأضاف: "هناك الكثير من البريطانيين مهتمون جدا بالفلسطينيين وما سيحصل لهم، وهؤلاء يجعلون أصواتهم مسموعة ويحاولون ايصالها في بريطانيا".
وحول رأيه بانضمام فلسطين للاتفاقيات الدولية، رفض ميليباند ابداء رأيه حيال ذلك، مشيرا الى "انهم يلعبون دور المراقبين". وتابع:"انا اترك هذه الاجابة لاشخاص اخرين للاجابة عن هذا السؤال، لاننا في مرحلة حساسة وحرجة في هذا الوقت من المفاوضات، حتى نعود بالمفاوضات الى مسارها الطبيعي".
واختتم رئيس حزب العمال البريطاني حديثه لـ القدس، بقوله: انا مصمم على فعل كل ما بوسعنا وتجنيد كل قدراتنا وفعل كل شيء نستطيعه من أجل السلام، هناك يهود متفائلون، ان العدالة والامان في هذا العالم حاجة مصيرية ويجب ايجادها.
يذكر أن ميليباند يقوم بزيارة للمنطقة، والتقى يوم السبت الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمدالله، كما زار منطقة الخان الأحمر وأطلع على الانتهاكات الإنسانية بحق سكانها.
وأشاد ميليباند خلال لقائه الحمدالله، بعمل الحكومة الفلسطينية للنهوض بمؤسساتها وتطويرها، وصولا لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، مشددا على التزام بريطانيا بتقديم كافة أشكال الدعم لبناء الدولة.
كما يعتبر ميليباند، منافسا قويا سيترشح للانتخابات البريطانية المقبلة لمنصب رئاسة الوزراء.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف