كيلا نثرثر كثيرا ، ان القضية الفلسطينية الان تعود الى مرحلة السبعينيات ، وهذا ما سيحدث في السنوات المقبلة مرة اخرى . حيث سينكر قادة اسرائيل الجدد كل ما اعترف به أسلافهم ، وسيضطر الفلسطينيون مرة اخرى ان يثبتوا العكس تماما . بكل الطرق وبأشكال جديدة .
القصة بدأت مع اسم "دولة إسرائيل" وكانت خيارات بن ـ غوريون ثلاثة لاسم الدولة: يهودا (قال أنا صهيوني علماني) وإبقاء اسم فلسطين (قال: هذا اسم عربي) وإسرائيل (مصارع الإله أو الرب).. فاختاره ،علماً أن معنى "الإسرائيلي" ورد في كتب عربية قديمة.القصة استمرت مع غولدا مائير (لا وجود لشعب فلسطيني.. أنا فلسطينية) ثم مع غيرها : "الكبار يموتون والصغار ينسون".. وأخيراً مع ايهود باراك الذي توقع نهاية حلم العودة وذاكرته مع موت آخر لاجئ من نكبة 1948 خلال عقد أو عقدين، رغم أنه قال: "لو كنت فلسطينياً سأكون إرهابياً". النتيجة؟ سينقرض "جيل المحرقة" ولن ينقرض "جيل النكبة".معظم المشاركين في مسيرة العودة إلى قرية لوبية المهجرة والمدمرة هم شباب وصبايا من الجيل الثالث للنكبة، ومن مواليد "دولة إسرائيل".الأرض والشعب: يوم الأرض ويوم العودة خطوتان للشعب الفلسطيني في إسرائيل، والمشي هو نقل الخطوتين.. في مسيرة طويلة من التحطم إلى الانبعاث والتجدّد.يقولون: الحجر الذي نسيه البناؤون؟ وكان الفلسطينيون في إسرائيل هم هذا الحجر. "على صدوركم باقون" !قبل ثلاث سنوات، حرّضت سورية اللاجئين فيها على ممارسة "حق العودة" وكان هؤلاء في معظمهم من مخيم اليرموك بالذات، وبعضهم من قرية لوبية. مات استشهد العشرات منهم على الحدود، وهذا العام مارس 10 آلاف فلسطيني، رمزياً، حق العودة إلى القرى المهجرة.. وللمرة السابعة على التوالي.إن كارثة الشعب الفلسطيني بدأت ما قبل عام 1948، ولكن ما حدث من تطهير عرقي جماعي هو الأكبر في تلك السنة يُسمى جِزافاً بالنكبة.. ولا بد من الإشارة هنا الى قدرتنا "غير الطبيعية" في تقبُّل الأشياء والمصطلحات والمسميات المنقولة والموروثة على ما هي، دون التمعُّن فيها وتفكيكها عند الحاجة، وإعادتها الى جذورها المؤسِّسة. وما أقصده هنا أبعد من المعنى اللُّغوي والفيللوجي للكلمات والمصطلحات، فنوعية استخدام المفاهيم تُدلل على العقلية والطريقة التي نُفكِّر ونسلك بموجبها.أعتقد أن "الله" لَمْ يُشارك في النكبة، ولكن تَمَّ استحضاره واستخدامه، وقد استخدمه الجاني والضحية على حدٍ سواء ولكن في اتجاهات مُعاكسة!إذن النكبة ، تعني كارثة وجودية وطنية وقومية للشعب العربي الفلسطيني، بَدَأت بتطهير عرقي فَجّ عام 1948، لكنها لم تتوقف عند ذلك التاريخ .من هنا، علينا إعادة فتح ملف النكبة جِدياً، من حيث التسمية ودلالاتها، ككارثة وكجريمة تطهير عرقي، ومن حيث العلاقات السببية بين الذاتي والموضوعي، وعدم التردد في قراءة وفهم واستيعاب العوامل الداخلية للحدث، تلك العوامل التي ما زالت بجوهرها، لا بشكلها، ماثلة فينا وأمامنا ومن حولنا.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف