قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم أمس، الجمعة، إنه سيحتاج إلى عدة أيام لتحديد كيف يمكن للولايات المتحدة مساعدة العراق، لكنه استبعد عودة قوات أمريكية للقتال، هناك مشيرا إلى أن أي تدخل سيكون مشروطا بأن يصبح القادة العراقيون مشاركين بشكل أكبر.
ولم يوضح أوباما "نطاق الخيارات" التي يدرسها لقتال "الدولة الاسلامية في العراق والشام – داعش" التي وصفها بأنها "منظمة إرهابية" يمكن أن تشكل تهديدا للأمريكيين في نهاية المطاف.
وقال إن القادة العراقيين في حاجة إلى أن ينحوا جانبا الخلافات الطائفية للتعامل مع هذا التهديد، مضيفا أن الولايات المتحدة ستبدأ جهودا "دبلوماسية مكثفة" في المنطقة للحيلولة دون تفاقم الموقف.
وأبلغ أوباما الصحفيين في البيت الأبيض "الولايات المتحدة لن تدخل نفسها في عمل عسكري في غياب خطة سياسية من جانب العراقيين تعطينا قدرا من الاطمئنان إلى أنهم مستعدون للعمل معا". وأوضح أنه لن يرسل قوات أمريكية للقتال في العراق، مضيفا "لن نستطيع أن نفعل شيئا بالنيابة عنهم".
وأضاف أنه يريد مراجعة معلومات المخابرات عن الوضع في العراق حتى يكون أي تحرك أمريكي "دقيقا ومحدد الهدف ومؤثرا".
وقال إنه يجري مشاورات مع الكونجرس حيث يواجه انتقادات من جانب الجمهوريين لفشله في التفاوض على اتفاق مع العراق كان سيسمح للولايات المتحدة بالإبقاء على قوة صغيرة هناك بعد انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية نهاية عام 2011..
وقال أوباما إن "المسلحين لم يسببوا حتى الآن تعطيلا كبيرا لإمدادات النفط من العراق، لكن إذا سيطروا على مصافي النفط فينبغي لمنتجي النفط الآخرين في الشرق الأوسط تعويض ذلك".
إلى ذلك، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مسؤولين عراقيين طلبوا سرا من الولايات المتحدة تقديم المساعدة لهم في الحرب على تنظيم "داعش" من خلال القصف الجوي لقواعده، إلا أن الإدارة الأمريكية رفضت الطلب.
العراق يواجه "أزمة إنسانية مطولة"
وعلى صلة، أعلنت منظمة الهجرة الدولية الجمعة أن حوالي أربعين ألف شخص نزحوا من المعارك في تكريت وسامراء متوقعة "أزمة إنسانية مطولة" في العراق.
وقالت "فرانس برس" إنه مع توجه مسلحي "داعش" باتجاه بغداد، فإن تقديرات منظمات الهجرة تشير إلى فرار نحو 40 ألف مدنيا من تكريت وسامرا. وقالت المتحدثة كريستيان برتيوم في لقاء صحافي في جنيف إن "الوضع متفجر جدا والناس يتحركون. أغلبية الناس حاليا تفر من المعارك".
وكانت قد أفادت منظمة الهجرة الدولية في وقت سابق أن 500 ألف مدني فروا من المعارك في الموصل، ثاني كبرى مدن العراق.
وأوضحت المتحدثة "في الموصل يتعذر الوصول إلى المستشفيات، فيما تم تحويل المدارس والمساجد إلى عيادات مرتجلة لعلاج الجرحى. كما يصعب كثيرا على العائلات في غرب المدينة الحصول على مياه الشرب ويقتصر حصول جميع سكانها على الكهرباء على ساعات يوميا فحسب".
وصرحت منسقة أعمال الطوارئ للمنظمة في العراق ماندي الكساندر أنه فيما "يتدهور الوضع ساعة بساعة في العراق نتوقع أزمة إنسانية مطولة".
وتوقعت المنظمة ارتفاع عدد النازحين، كما أشارت إلى أنها بحاجة ماسة إلى 15 مليون دولار لشراء وتوزيع مواد إغاثة غير غذائية و5000 خيمة وتطبيق برنامج لتحديد وتقييم حاجات النازحين.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف