من سيخلف الرئيس أبو مازن ؟ الذي خرج على الاقل قويا من قضية اختطاف المستوطنين على الأقل على الجانب الإسرائيلي بعد التصريحات التي أدلى بها عباس في السعودية وكأنه في الشارع الفلسطيني معزول وحين تحدث في السعودية عن قضية المستوطنين الثلاثة لم نجد احدا في رام الله مستعدا للوقوف الى جانبه وان يدعمه حتى من بين اقرب مقربيه والسبب فيما يبدو المؤتمر الحركي السابع الذي ستعقده حركة فتح بعد شهر تقريبا وذلك وفقا لادعاء الكاتبة والمحللة الإسرائيلية " فيزت " ريفينا " التي نشرت اليوم " السبت " على موقع " " nrg " مقالا مطولا تحت عنوان اليوم الذي يلي سقوط عباس .. ثلاثة قادة للفلسطينيين ".



تعتبر قضية الأسرى أكثر قضية حساسة في المجتمع الفلسطيني لذلك لا يرغب أي سياسي فلسطيني أن يدلي بتصريحات يظهر فيها ويستشف منها تحفظه على أي عملية قد تقود إلى إطلاق سراح اسري مثل عملية " اختطاف" ومؤتمر فتح سينتخب قيادة جديدة ومن سيحصل على المرتبة الأولى سيعين لرئاسة اللجنة المركزية سيعين أمينا عاما للحركة ورغم ان المنصب قد يبدو غير هام وفارغ من المضمون الا انه يؤشر للشخصية التي ستصبح أكثر شعبية بعد ابو مازن أو باختصار من سيرثه . قالت الكاتبة الإسرائيلية .



لا زالت مسألة وراثة عباس تعتبر أمرا محرما لا يجوز الحديث عنه لكن أحاديث كثيرة تسري منذ فترة ليست بالقصيرة رغم ان الحديث عن وراثة عباس لم يعد أمرا افتراضيا غير منطقي خاصة وان عباس قد بلغ 79 عاما من العمر مع إدمان على سيجارة مالبورو وسجل طبي لا احد يعلم عنه شيئا ولو لم تحدث عملية اختطاف المستوطنين التي احتلت عناوين الاهتمام والإعلام لكن أمر وراثة عباس هو سيد العناوين خلال الأسابيع الماضية وهناك شائعة سرت في الشارع الفلسطيني تقول "ان احد المرشحين المحتملين لوراثة عباس سافر في جولة خليجية ليضمن لنفسه التأيد والدعم الخليجي" .



أبو مازن تعب الى درجة رغبته بعقد مؤتمر فتح بأسرع وقت لانتخاب خليفة له خاصة فيظل عدم إمكانية تعيين نائب له يحمل عنه بعض الأثقال اليومية ومع الوقت تحول إلى شخصية يمكنها أن ترثه لكن هناك من يتقدم خطوة ويتراجع أخرى في الطريق إلى المؤتمر وهم قادة ورجال " فتح " الذين يخشون من تحول المؤتمر لاى ساحة فوضى خاصة خشيتهم من رد فعل انصار محمد دحلان على محاولة إبعاده وطرده من الحركة ورد الفعل هذا قد لا ينتهي عن حدود تبادل الكلمات القاسية او تبادل الكلمات والضربات بل قد يتدهور إلى وضع وصورة غير متوقعة .



قال محلل الشؤون العربية في القناة الثانية الإسرائيلية " ايهو يعاري" في مقالة نشرته " Washington Institute for Near East Policy بان الرئيس عباس قال بنفسه خلال محادثات أجراها مع كبار مسئولي الإدارة الأمريكية أنه قد تعب وان أسرته تمارس الضغوط عليه لتقديم الاستقالة وحتى إذا لم يتم تنظيم انتخابات يجب ترتيب قضية الوراثة لان مؤتمر فتح قد اقترب موعده وتزامن ادخال زوجته إلى احد المستشفيات الإسرائيلية وعملية اختطاف المستوطنين تؤشر لما يشعر به ابو مازن الذي يعاني خيانة الزمن وعضات حماس من الخارج إضافة إلى محمد دحلان الذي لا يتنازل ورجاله مزروعين جيدا في الميدان رغم وجوده بعيدا في ابو ظبي وهنا يعلم ابو مازن بان رجال الدحلان لن يتركوا مؤتمر فتح يمر بسلام وهدوء .



إذا بدأت المعركة على وراثة ابو مازن وثارت الكثير من الأسئلة هل سيعقد المؤتمر أصلا ؟ اذا كان الجواب نعم من سيفوز بالمنصب الذهبي " سكرتير اللجنة المركزية ؟ هل يكون مروان البرغوثي المعتقل في سجون إسرائيل أو ستحدث مفاجآت ؟ من سيدخل ساحة المنافسة من بين الأسماء التي طرحت مؤخرا كورثة محتملين لعباس ؟ هل سيعود ابو علاء قريع ؟ ماذا بالنسبة لجبريل الرجوب وهو بنفسه أسيرا محررا لم يتردد عن التصريح بان إسرائيل لا تفهم سوى لغة الاختطاف ؟ هل سيحقق الرجوب المفاجئة رغم أن اسمه لم يطرح قط كوريث لعباس ؟ .



هذه الأسئلة تعيدنا لوثيقة مثيرة جدا تسربت من وزارة الخارجية القطرية في نفس يوم اختطاف المستوطنين الثلاثة لذلك لم تحظ باي اهتمام .

تحتوي الوثيقة على 8 صفحات مصورة تحمل شعار وزارة الخارجية القطرية وتتطرق للقاء وقع في بداية حزيران بين جبريل الرجوب وامير قطر ورغم غموض ظروف تسريب الوثيقة يدور الحديث عن وثيقة حقيقية وأصلية حسب ادعاء كاتبة المقال الإسرائيلية .



الرجوب يستعد للانتخابات

كثرت زيارات جبريل الرجوب البالغ من العمر 62 عاما خلال السنوات لإمارة قطر سواء ضمن مهام منصبه كرئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني ورئيس اللجنة الاولمبية هذه المناصب التي تمنحه حرية حركة واسعة وغطاء كامل يبرر زياراته الخارجية المتلاحقة وبحث مساءلة سياسية حساس وليس هذا فقط فمن هو نائب الرجوب في مناصبه السابقة انه ابن إسماعيل هنية " عبد السلام هنية " حيث نشأت خلال السنوات الأخيرة كيمياء خاصة بين الرجلين منحت الرجوب فرصة لعب دور الجسر بين فتح وحماس وهذه حقيقة لم تكن خافية على أمير قطر والإدارة الأمريكية .



وتظهر الوثيقة المسربة وجود حوارات طويلة منذ فترة ليست بالقصيرة بين أمير قطر والإدارة الأمريكية تتعلق بمن سيرث محمود عباس ويفضل الامريكان صيغة قيادية تبتعد عن الوريث الوحيد بل "حكومة" او" قيادة ثلاثية " تربط بين فتح وحماس وفقا للوثيقة فان الثلاثية التي تتحدث عنها الإدارة الأمريكية تتكون من جبريل الرجوب وخالد مشعل ومروان البرغوثي وهو الأسير رقم واحد في إسرائيل ويمثل رمزا فلسطينيا كبيرا .



وقال أمير قطر لضيفه الفلسطيني جبريل الرجوب وفقا لمحضر اللقاء " اقترحت مستشارة الأمن الأمريكي سوزان رايس على مبعوث الأمير " غانم القبيسي "ان تتفق قطر مع إسرائيل على القضايا الرئيسية ومن ثم تطرح فكرة القيادة الثلاثية الفلسطينية".



ووفقا للوثيقة التقى " القبيسي" وهو رئيس المخابرات القطرية مع رئيس المخابرات المركزية الأمريكية CIA " جون بيرنر" وبحث معه موضوع القيادة الثلاثة وهي فكرة وصفها بالخلاقة لكن الرجوب قال لأمير قطر بانها فكرة أمريكية مشوهه لان مروان البرغوثي لا يمكنه تسويق البضاعة .



المشكلة أن الأمريكان يعتقدون بأنهم يعرفون كل شيء وشعبية مروان البرغوثي تتراجع في الشارع الفلسطينية بسبب اعتقاله المتواصل وحتى وان تم إطلاق سراحه فانه سيفقد بسرعة موقعه كبطل فلسطيني المشكلة مع الأمريكان أنهم يصغون أكثر من اللازم لفدوى البرغوثي .



ووفقا لكاتبة المقالة ما يزعج جبريل الرجوب ليس مروان البرغوثي بل محمد دحلان الذي لا يفارق خياله الرئيس عباس وهنا قال الرجوب لامير قطر " محمد دحلان بات من التاريخ لكنه لا زال يتمتع ببعض الصلاحيات والأنصار في الميدان الذين اتصلوا بي مؤخرا طالبين مني حمايتهم لكن رفضت وأنا من ناحيتي أطالب ابو مازن بطرد مؤيدي دحلان من الحركة حتى لا يتمكنوا من خوض الانتخابات المتوقعة في مؤتمر فتح القادم ولن أتحدث معهم قبل ان يحولهم ابو مازن إلى مرتبة الصفر ".

وفعلا قرر ابو مازن نهاية ايار الماضي طرد خمس من كبار مؤيدي دحلان بحجة انهم يخلقون حالة من الانقسام والانشقاق في الحركة بينهم سفيان ابو زايدة ورشيد ابو شباك وهنا لم يستطع الرجوب تمالك نفسه وقال ان الدحلان منشغل بتدبير المؤامرات ومحاولات الاغتيال .



وفي نهاية مقاله قالت الكاتبة الإسرائيلية استنتاج ثلاثة امور من الوثيقة القطرية الاول او الاكثر اهمية هو نوع الافكار التي ينضجها وتنضج في اروقة البيت الابيض فيما يتعلق بقضية وراثة عباس والتعامل مع خالد مشعل كشريك محتمل في الرئاسة الثلاثية والامر الثاني ويتمثل بتعيين نائب للرئيس عباس الامر المتوقع ان يتحول الى موضوع ساخن على جدول الاعمال اليومي واخيرا وكما يعلم كل عاشق للمونديال فان كرة القدس والسياسة تسيران جنبا الى جنب بشكل جيد وبما ان الوثيقة لم تدفن مطلقا احتمالية عودة الرجوب السياسية فانه قد يحقق مفاجئة .


لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف