مما لا شك أن نزاع المصالح والارتباطات الاقليمية داخل ساحة العمل السياسي الفلسطيني ممثلاً بالسلطة وحركة حماس أدخلت القضية الوطنية الفلسطينية الى عالم افتراضي يستحضر كمثال لشعب عانى الاحتلال والتشرد.
وفي حرب دولة الاحتلال على قطاع غزة، وضحاياها من الأبرياء، لم تقدم الدرس والاستخلاص للمطبخ السياسي الفلسطيني فلا السلطة بوارد المواجهة مع اسرائيل ولا حماس تستطيع تجاوزحركة الاخوان المسلمين وداعميهم قطر وتركيا.
إن ضغوط المحورين المتصارعين بين الرياض والدوحة قد تلعب دوراً تخريبياً في عملية تشكّل الإجماع الوطني بين الفصائل الفلسطينية لاستيلاد شرعية جديدة تضمن البقاء في دائرة مقاومة الاحتلال وانجاز التحرر الوطني، غير منضوية في أحلاف ومحاور إقليمية أهدافها واحدة إضعاف الكل الفلسطيني بما يضمن الأمن الإسرائيلي.
واجتماعات، كلها اجتماعات، تخرج بمطالب أدنى من تضحيات الشعب الفلسطيني، السلطة باتجاه كيري ومؤتمر باريس تحت مسمى (أصدقاء الشعب الفلسطيني ) وحماس تريد مبادرة تركية قطرية تضرب المبادرة المصرية، والسعودية تجاور الأمريكان الذين ما زالوا حتى اللحظة يدعمون الإخوان المسلمين عبر وكلائهم في المنطقة، أما المعنيون بخط المقاومة ومواجهة الاحتلال، والمعنيون بمواجهة حرب إسرائيل الهمجية، وجثامين الاطفال والنساء والرجال والشيوخ والشباب، والتي بعضها مازال تحت الأنقاض، هم خارج سرب المطبخ السياسي.
ان العقل والضمير لا يقبل باستثمارهم لحسابات شخصية، وإعادة تظهير حماس وتلميعها ، وتقوية السلطة الفلسطينية.
والمخرج للشعب وقواه الوطنية والاسلامية، الشعب المقاوم، المضحي، الصامد رغم نزف دمه أكثر من مرة يومياً، والى جانبه قوى مقاومة بالنار ترد على اسرائيل كل اسرائيل، لا يقبلان بما هو قائم، وما يتم طبخه أمريكيا وإسرائيليا.
ان المطلوب الآن لإعادة الاعتبار للشهداء، للنساء والأطفال، هبة شعبية عارمة ضد الاحتلال في كل المناطق المحتلة، الشتات ، مدعومة من الجميع، الجميع المقاوم الرافض لتسويات لا ترقى لتضحيات الشعب، ثانياً منظمة التحرير الفلسطينية كحركة تحرر تمثل كل الشعب الفلسطيني ومن عنوانها كحركة تحرر والهبة الشعبية الكفيلان الوحيدان بتجريم إسرائيل كدولة احتلال، وجرها قسراً لإنهاء احتلالها للأرض الفلسطينية وتلبية مطالب وحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية.
ان الانتفاضة الثالثة تحت راية العلم الفلسطيني، علم منظمة التحرير الفلسطينية، وحدها الكفيلة بلجم كل التسويات المرحلية المبنية على المصالح الذاتية لحماس والسلطة الفلسطينية، ضامنة لدعم عربي ودولي بمستويات مختلفة سياسية ودبلوماسية واغاثية وما يلبي صمود الشعب الفلسطيني.
الشعب يسير طالباً انجاز حقوقه، بمسيرات ومقاومات مدنية بكل الاشكال من اعتصامات واضرابات ومواجهات لجيش الاحتلال بالحجر والجسد، كفيلة هي بإيقاظ الضمائر النائمة إقليميا ودولياً، وبلجم كل المؤامرات عليها، وبانتهاج منظمة التحرير الفلسطينية لسياسة مقاومة الاحتلال وانجاز التحرر الوطني من نير الاحتلال الإسرائيلي، فالشعوب تضحي دائماً في سبيل قضاياها أما النظم والنخب السياسية في حالتنا الفلسطينية حماس + السلطة الفلسطينية فآمالها أن تكون لتبقى.
الشعب الفلسطيني كله واحد وهو الباقي والقادر على رسم مستقبله.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف