نتوجه إلى معاليكم بهذه المذكرة بعد أن صعقنا كسائر ابناء شعبنا الفلسطيني –إقدام حكومتكم على توقيع الاعلان الثلاثي وتطبيع العلاقات مع دولة الكيان الصهيوني الغاصب لجميع الاراضي الفلسطينية والعربية.
وفي الوقت الذي ندين بشدة هذه الخطوة ونرفضها جملة و تفصيلا ونعتبرها طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة .فإننا نود التأكيد على ما يلي :
1- ان الشعب الفلسطيني يعبر عن حرصه على افضل العلاقات الأخوية مع الشعب الاماراتي الشقيق ,ويقدر عاليا الإرث الكبير الذي خلفه الشيخ زايد – رحمه الله –ووقوفه الى جانب قضايا امته العربية والاسلامية ,لا سيما القضية الفلسطينية ودعمها بكل الاشكال حتى وفاته .
2- نرفض بشكل قاطع المسوغات التي تدعيها حكومتكم بان الاتفاق جاء بهدف ايقاف الضم ,وفي هذا السياق وكما اصبح جليا بعد تصريحات المجرم نتنياهو وبعيد توقيع الاعلان مباشرة ,بأنه ماضي في تطبيق خطة الضم , وينتظر الضوء الاخضر من شريكه في الجريمة ترامب .
3- نعتبر هذا الاعلان هدية مجانية لحكومة الكيان الصهيوني , ومساعدتها على الخروج من أزمتها الداخلية ودفعها وتشجيعها على تنفيذ ما تبقى من بنود صفقة القرن .التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية نهائياً. والتي اعتبرها جميع ابناء شعبنا الفلسطيني بإنها عدواناً موصوفاً على حقوقنا الوطنية الغير قابله للتصرف.
4- نعتبر اقدامكم على هذه الخطوة المشينة والمسيئة الى علاقات الأخوة بين شعبينا – رهاناً خاسراً, لأننا واثقين من عدالة قضيتنا وحقوقنا الثابتة في ارض الاباء والاجداد .وما دولة الكيان إلا مجرد احتلال باطل وهو إلى زوال لا محاله ,وستعود الأرض الى اصحابها الشرعيين ,طال الزمن أم قصر .
5- نلفت عنايتكم ونذكركم بان التاريخ بالتجارب المماثلة والتي راهن فيها البعض على الاحتلال .فلم يجنوا سوى الخيبة والخزي والعار . نذكر مثلا على ذلك لا الحصر،(حكومة فيشي في فرنسا أبان الغزو النازي لفرنسا ,وجيش لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد – انطوان لحد ),فلا الحكومات بقيت واستمرت وانهزم الاحتلال وبقي اصحاب الارض الشرعيين .
لذا نرى ان بعض المصالح الآنية والسياسات قصيرة النظر ,لا يمكن البناء عليها , ولا يمكن أن تجلب الأمن والاستقرار الى اصحابها .
6- نؤكد لكم بأننا لا نرغب بان يسجل التاريخ عليكم هذا الموقف المدان والبائس، لذا ندعوكم بأعادة النظر في موقفكم والتراجع عنه , وقراءة المواقف العديدة جيداً والتي صدرت أولاً عن جميع القوى السياسية الفلسطينية , وجميع مؤسسات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وبلدان المهجر , وثانياً المواقف المنددة الصادرة عن المؤسسات والشخصيات الثقافية والاكاديمية والفنية والادباء والشعراء والكتاب والصحفيين على امتداد الوطن العربي , والذين أعلنوا مقاطعة مهرجاناتكم وجوائزكم .
7- نود لفت عنايتكم أيضاً بان الصراع الصهيوني – الفلسطيني هو صراع بين الحق والباطل، وعلى امتداد سنين هذا الصراع، يواصل الشعب الفلسطيني كفاحه ونضاله من أجل نيل حقوقه كاملة غير منقوصة , ويقدم على هذا الطريق التضحيات الحجام , ويواجه كافة المشاريع والمؤامرات التي حيكت وتحاك ضد حقوقه ووجوده على أرضه , ولم ولن يرفع الراية البيضاء ,حتى نيل حقوقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .
8- نود ايضأ ان نذكركم بان التطبيع مع هذا الكيان الغاصب وتحت مسوغات واهيه أثبت التاريخ عدم صحتها (من اجل مساعدة عملية السلام والفلسطينيين ),فالجميع يعلم ان هناك من سبقكم ووقع اتفاقيات سلام مع دولة الكيان بعقود ,ولم تجلب هذه الاتفاقيات الى اصحابها وللفلسطينيين , لا أمن ولا استقرار ولا الازدهار المنشود ,ولم يتوقف الاحتلال عن ممارسة أبشع اشكال القهر والعنف بحق الشعب الفلسطيني .فالثابت الوحيد في سياسة الاحتلال هو القتل والاعتقال ومصادرة الأراضي ,وهدم المنازل ,وقطع الأشجار ,وبناء المستوطنات وتهويد القدس وتدنيس مقدساتها الاسلامية والمسيحية و والقائمة تطول وتطول ...... , وهذا يؤكد بأن دولة الاحتلال لا تقيم وزناً ولا تحترم أيه اتفاقيات وتضربها بعرض الحائط .
9- نلفت عنايتكم أيضاً , بتوقيعكم هذا الاعلان ,تضعون أنفسكم بجانب دولة الاحتلال الصهيوني وتخرقون قرارات الاجماع العربي والاسلامي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية , التي تؤكد على الحق الفلسطيني وعيشه على أرضه بحرية وكرامة
10 - وعلى ذلك فإننا ندعوكم مره أخرى ومن موقع انتماءنا جميعاً لهذه الامة. بالعودة عن هذا القرار التاريخي الخاطئ. في مرحلة تاريخية حرجه تمر بها القضية الفلسطينية , والالتزام بقرارات القمم العربية والإسلامية وقرارات الشرعية الدولية وبهذا فقط تقدمون خدمه للشعب الفلسطيني وتدعمون صموده على أرضه ,ومساعدته وتمكينه من نيل حقوقه الوطنية المشروعة ,حقه في العودة الى أراضيه ودياره التي شرد منها قهراً وعنوه ,وتقرير مصيره بنفسه ,وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس العاصمة الأبدية .
التجمع الديمقراطي الفلسطيني في مملكة النرويج
لجنة حق العودة الفلسطينية في مملكة النرويج
أوسلو 2282020

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف