عبد العال الباقوري
الإخوان الإرهابيون الذين لم ينسوا شيئا ولم يتعلموا شيئا هل سيضيعون مرة أخري فرصة فهم المغزي السياسي الحقيقي للمؤتمر الاقتصادي مصر المستقبل؟ الذي شهده العالم فرأي وبحق بتعبير الرئيس عبدالفتاح السيسي: "مصر تستيقظ الآن" لن يقف المرء قليلا ولا كثيرا عند توصيف المؤتمر وجلساته وما أسفر عنه من نتائج معلنة إلي الآن تكفي شهادات قادة ورؤساء الدول وكبار الاقتصاديين ورجال المال والاستثمار في العالم الذين شاركوا في أعمال المؤتمر وتكفي شهادات وأقوال أهم وأكبر الصحف والصحفيين وكبار المعلقين والمحللين أصحاب الباع الطويل في هذا المجال وهي شهادات توالت قبل أن يختتم المؤتمر أعماله وقبل أن تظهر وتعلن نتائجه الاقتصادية وقبل أن تتحول هذه النتائج إلي وقائع حية ملموسة علي الأرض تعطي ثمارها لهذا الشعب القادر طوال تاريخه علي صنع المعجزات وكل هذا سيتبلور أو يبدأ في التبلور خلال الشهور المقبلة التي ستؤذن بولادة نمر اقتصادي علي النيل وهو نمر سيغير حين ينمو حسابات كثيرة ليس في الاقليم الذي حولنا أي البحر المتوسط وأفريقيا وليس في الأمة التي نحن منها وهي منا. بل في العالم كله كما قال رئيس الوزراء الايطالي كل هذا ستكون حوله أحاديث ومناقشات وحوارات عميقة علي مدي الشهور والسنوات المقبلة والتي ستصوغ في النهاية نظاما اقتصاديا من صناعة مصرية خالصة قد يكون من التسرع غير اللائق أن يوصف منذ الآن بأنه "نظام حر" في عالم لم يعد فيه نظام حر خالص مائة في المائة خاصة منذ أدت الليبرالية إلي صيغة الليبرالية الجديدة التي عادت علي الشعوب التي عرفتها في العالم الثالث بالخراب والجوع والفساد وما السنوات الأخيرة من حكم المخلوع عنا ببعيدة حتي لو كان بعض من شاركوا بأفكارهم وأعمالهم فيها عادوا مرة أخري إلي الحياة وأوضح انهم أيضاً مثل الإخوان الارهابيين لا ينسون شيئا ولا يتعلمون شيئا ويتجاهلون تاريخ هذا الوطن قديما وحديثا حيث عرف ملكية الدولة والدومين العام قبل أي بلد آخر في العالم لذلك من الخطأ كل الخطأ أن يحسب البعض مؤتمر مصر المستقبل "زفة" لترويج أفكار باطلة من قبيل ما سوده صاحب الاسم المعروف المتنكر "!" من ان كل مبررات التخلف المصري جاءت بأسباب ملفقة باسم الفقراء مرة باسم العمال مرة باسم الفلاحين وأخري باسم تحالف قوي الشعب العامل إلي أن انتهينا بتحالف حقيقي لقوي الشعب الفاشل باسم الناصرية أو باسم اليسار أو اليمين أو حتي الوسط.. بالذمة هل هذه كتابة قوية ومعقولة أو هي سمك لبن تمر هندي. أما كلمتا اليمين والوسط فقد جاءتا ذرا للرماد في العيون وتغطية علي نقطة الهجوم الرئيسية وهي الفلاحون والعمال واليسار والناصرية.. أليس كذلك؟
ما علينا مثل هذه الأفكار التي تجاوزها وتجاوز أصحابها الزمن لم تعد تستحق حبر الرد عليها ولا منا متابعتها فهي من الزبد الذي سيذهب جفاء مهما ظن القائلون بها انها منتشرة ومنشورة في الجرانين التي كلها "كتوبة" وهؤلاء بفسادهم وإفسادهم الفكري وغير الفكري هم والإخوان الارهابيون سواء بسواء حتي لو اختلفت الألوان وتضاربت الأشكال حيث تجمعهم مصلحة واحدة هم يدافعون عنها بالكلمة الطائشة والاخوان الارهابيون يقاتلون دونها بعملياتهم الطائشة التي لن تزيد علي خدوش في جسد هذا الوطن وعود إلي بدء إلي العنوان والمقدمة إلي الاخوان ومؤتمر مستقبل مصر الذي من المؤكد انهم لن يفهموه فهما صحيحا بل فهما معوجا يجافي أي منطق سياسي معقول ولذلك ستكون ردود أفعالهم في الداخل والخارج مزيدا من الأخطاء والخطايا.
الرد الطائش من الاخوان الارهابيين سيدفعهم إلي ارتكاب المزيد من عمليات الارهاب ضد المنشآت والمؤسسات المدنية وضد المدنيين بصفة عامة كما سيدفعهم طيشهم إلي الارتماء أكثر وأكثر في العمالة للقوي الأجنبية التي تستخدمهم لتحقيق أغراضها الخاصة بينما هم يظنون ان هذه القوي تساندهم لأهداف مشتركة قد يضفون عليها طابعا دينيا!!
عقل سياسي منحرف
العقل السياسي الرشيد يفرض علي الاخوان الارهابيين أن يروا في مؤتمر مستقبل مصر رأياً أخيراً وهو انه بداية النهاية لهم إذا استمروا في نهجهم الارهابي. لذلك وجب عليهم أن يسلكوا مسلكا عقلانيا كأن تسارع قياداتهم الهاربة في الخارج في العودة إلي أرض الوطن بعد أن شهد العالم كله يبارك النظام السياسي الذي يصفونه بالانقلاب ويمد له أيدي التعاون والتقارب والعمل المشترك في مشروعات ستبني فعلا مصر المستقبل التي تليق بأبنائها في القرن الواحد والعشرين.. وتأتي في مقدمة الركب العالمي الذي يؤيد ويعترف بالرئيس عبدالفتاح السيسي دول كانت تؤوي من قبل الاخوان الهاربين من بلدهم في الأزمات التي تعرضوا لها من قبل خاصة في سنتي 1954 و1965 وهذه الدول أصبحت اليوم تعلن ان هذه الجماعة تنظيم ارهابي وتطارده وتحاكم من ينتمي إليه ومأساة الاخوان هنا مضاعفة إذ يتجاهلون طبيعة مصر الخاصة وان شعبها يتطهر من داخله وان أي قوة سياسية لجأت إلي الخارج واستندت إليه ضعف تأثيرها بل وتلاشي والدرس هنا نتعلمه من تاريخ الزعيم الوطني الكبير مصطفي كامل وحزبه الوطني وخليفته محمد فريد.. هذا الزعيم اعتمد للأسف علي فرنسا وعلي الدولة العثمانية في كفاحه ضد الاحتلال البريطاني ولكن فرنسا تخلت عنه وعقدت في 1904 الاتفاق الودي مع بريطانيا وهاربوالاخوان اليوم في دويلة قطر وامبراطورية أردوغان وفي دول أوروبية متعددة لن يكون نصيبهم من هذا أفضل من نصيب صاحب الكلمة الخالدة في الوجدان المصري بلادي بلادي لك حبي وفؤادي ولو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا. أما الاخوان فقد قال مرشدهم كلمة بذيئة في حق مصر لا أستطيع أن أسطرها.. ومن يكن هذا قول مرشده لن يجد بأسا ولا رادعا عن الخروج من مصر والعمل في صفوف من يعادونها وأن يتمادي في خطئه هذا وهو يعرف انه خطيئة وكبيرة من الكبائر.
لا وداعاً للتنظيم الخاص
من جانب آخر فإن نجاح مؤتمر مصر المستقبل وفتحه الباب لمصر التي نريدها إذا دفع الاخوان الارهابيين إلي زيادة نشاطهم الارهابي والضرب في مواقع وتجمعات كانوا إلي حد ما يتجنبونها فإنه في الوقت نفسه سيفجر عدوانية وحقد آلتهم الإعلامية ومعها أدوات الإعلام الذي يساندهم ليوظفهم في مآربه الخاصة ويجب ألا نستهين بذلك وأن نستعد جيدا لمواجهة أكاذيبهم التي بدأت وبسرعة غير عادية تطل برأسها تباكيا علي ما يسمونه بيع مصر والتنازل عن مصالحها! ومن الغريب أن يحدث هذا قبل أن يتم إبرام أي عقود واتفاقات نهائية بشأن المشروعات التي طرحت في مؤتمر شرم الشيخ بما في ذلك الاتفاقات الخاصة ببناء العاصمة الإدارية الجديدة.. وجميع هذه الادعاءات من السهل الرد عليها وتفنيد بطلانها بأدلة وبراهين موثقة بما فيها وقائع محددة جرت في السنة التي حكم فيها مكتب ارشاد الجماعة الذي لم يكن يعارض بل كان يسعي إلي إقامة منطقة حرة في شمال شرقي سيناء وهو ما رصده العبد لله وحذر من أخطاره في حينه في 3 مقالات نشرت في هذه الصحافة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف