قال سكان ومسؤول فلسطيني، امس، ان تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» سحب معظم مقاتليه من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين على مشارف دمشق.
وانسحاب "داعش"من اليرموك يجعل جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة هي الجماعة المسلحة الرئيسية داخل المخيم.
وذكرت مصادر أن مئات من مقاتلي "داعش" عادوا الى معقلهم في الحجر الأسود المجاور الذي أطلقوا منه هجومهم هذا الشهر.
وقال أحد السكان ويدعى أبو أحمد هواري: انسحب معظمهم في مناوشات كر وفر في الأغلب دارت بينهم وبين خصومهم.
وإضافة الى سعيهم للسيطرة على المخيم سعى مسلحو "داعش" أيضا الى هزيمة خصومهم جماعة أكناف بيت المقدس التي تربطها صلات بحركة (حماس) ولها أيديولوجية مخالفة للتنظيم.
وقال اثنان من السكان: ان التنظيم ما زال يقاتل فلول أكناف بيت المقدس عند المدخل الشمالي للمخيم على تقاطع شارعي فلسطين واليرموك الرئيسيين.
وأضافا، إن جبهة النصرة أصبحت الآن أكبر قوة في المخيم الذي نزح عنه كثير من سكانه منذ بدأ "داعش"هجومه.
وقال أنور عبد الهادي : ان جبهة النصرة هي الآن الجماعة الرئيسية في المخيم.
وأضاف أنور عبد الهادي لـ»رويترز»، إن داعش وجبهة النصرة كيان واحد ويتبادلان المواقع.
وواجهت جبهة النصرة اتهامات من خصومها بتسهيل دخول مسلحي داعش المخيم. ورغم أن الجبهة والتنظيم يتنافسان في مناطق أخرى في سورية إلا أنهما متفقان في عدائهما لأكناف بيت المقدس.
ولكن سكانا قالوا: ان جبهة النصرة على عكس داعش ليست مستعدة لدفع خصومها صوب مواجهة عسكرية ولم تشارك في جولة الاشتباكات الأخيرة في مخيم اليرموك.
وكان نحو 160 ألف فلسطيني يقيمون في المخيم قبل بدء الصراع السوري العام 2011.
وأدت جولة من الاشتباكات بين متشددين يسعون للسيطرة على مخيم اليرموك للاجئين على مشارف دمشق الى تضاعف بؤس سكان المخيم الذين كانوا يعانون بالفعل من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه النقية والكهرباء.
وقالت امرأة تبلغ من العمر (40 عاما) وأم لطفلين لـ»رويترز» هاتفيا من داخل مخيم اليرموك: ما عندنا شيء. حتى أبسط مستويات المعيشة.
وأضافت، إن الخبز المهرب الى المخيم يباع أحيانا بما يزيد 170 مرة على سعره العادي. وتبدو خزانات المياه مثل المستنقعات القذرة.
ولا تعمل شبكة الكهرباء كما أن المياه جفت في صنابير البيوت. وتعلم السكان استغلال ما في خطوط التليفونات من قدر يسير من الكهرباء لانارة بعض المصابيح الصغيرة ليلا.
وقالت المرأة التي طلبت حجب اسمها: أحيانا لا أريد النهوض من الفراش. فلماذا أنهض اذا كنت سأندم على ذلك.
وفي مدرسة خارج مخيم اليرموك روت أسر منه لـ»رويترز» كيف هربت.
وقالت فلسطينية طلبت عدم نشر اسمها: سمعنا انها (داعش) تهدم الجدران ووقعت اشتباكات. ولم نعرف شيئا. وعندما اقتربوا قال الناس: انهم يقتلون النساء والاطفال.
وقالت امرأة أخرى تحتضن رضيعها: انها اعتقدت أنها ستموت قبل أن تتمكن من الهرب.
وأضافت، خلال الساعات الاخيرة عشنا في بؤس حقيقي وفقدنا الامل في البقاء على قيد الحياة. وكنا ننتظر الموت مع أطفالنا.
ولم يفر كل سكان المخيم. ففي يوم الاحد الماضي نظم عشرات من الرجال والنساء كان بعضهم يرفع علم فلسطين احتجاجا داخل المخيم.
وقال محتج: كان استعراضا للصمود من جانب أهل اليرموك ألا يغادروا المخيم سوى للعودة الى فلسطين.
وقالت المرأة الاربعينية، أم الطفلين: انها لا تريد الرحيل رغم الجوع والعداوة. وأبدت مخاوفها من أن يعتقلها رجال الامن السوريون. وأضافت، أن كثيرين لديهم هذا الشعور في اليرموك.
وذكرت أن هناك الكثير من الشباب العالقين الذين هربوا من الخدمة في الجيش وأصبحوا نادمين الآن.
وأوضحت أنها لم تشاهد أيا من المتشددين بنفسها لكنها سمعت أصداء الاشتباكات.
وأضافت، «لا طرقوا الابواب ولا اقتحموا منزل أحد».
ولا يستطيع أطفال اليرموك تذكر شكل الحياة بلا حرب.
وقال الام الاربعينية: أطفالنا لا يعرفون شكل الفاكهة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف