كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، الأربعاء، أنه مع استئناف شركة "كولونيال بايبلاين"، المشغلة لأنابيب الوقود الأميركية عملياتها، بعد أيام من استهدافها إلكترونياً، يشعر البيت الأبيض بقلق كبير إزاء التداعيات المحتملة لتلك العملية والتي تسببت بنقص الوقود وارتفاع الأسعار.

وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي أكد الاثنين الماضي، أن برنامج الفدية التابع لمجموعة "داركسايد" DarkSide الإجرامية، مسؤول عن تعطيل شبكة "كولونيال بايبلاين"، إذ يعمل البرنامج على اكتشاف ثغرات في المنظومة الأمنية، ويستغلها لتشفير الأنظمة المعلوماتية، ثم يطلب فدية مقابل فك الشيفرة.

وبدأت "كولونيال بايبلاين" إعادة تشغيل خطوط الأنابيب في وقت متأخر الأربعاء، قائلة في بيان إن "جميع الخطوط، بما في ذلك تلك الجانبية التي كانت تعمل يدوياً، ستعود إلى عملها المعتاد، لكن الأمر سيستغرق عدة أيام حتى تعود عمليات التسليم إلى طبيعتها"، وفق ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس".

"مخاوف"

وأثار الهجوم مخاوف بشأن نقص إمدادات الغاز على نطاق واسع وارتفاع الأسعار لأسابيع، فضلاً عن مخاوف أخرى تتعلق بتعرض البلاد لمزيد من الهجمات الإلكترونية وضعف البنى التحتية الحيوية.

ووفقاً لموقع "غاز بادي"، وهي شركة تكنولوجيا تتابع أسعار الوقود في الولايات المتحدة، فإن الوقود في ولاية كارولينا الشمالية، نفد من أكثر من نصف محطات الوقود، في حين حض حاكم الولاية روي كوبر على "شراء الغاز لمن يعانون انخفاضاً في خزاناتهم فقط، والإبلاغ عن أي حالات تلاعب في الأسعار".

وكتب كوبر على حسابه في تويتر بعد الإعلان عن إعادة تشغيل خط الأنابيب: "هذا الخبر سبب آخر يجعل الناس لا يضطرون إلى الذعر لشراء الغاز في الوقت الحالي ما لم يكن في حاجة إليه حقاً".

"تهدئة"

وسعياً للتهدئة، اتخذ البيت الأبيض خطوةً غير عادية بترتيب 3 وزراء بالحكومة لإطلاع الكونغرس على هجوم خط الأنابيب، إذ كان مقرراً عقد إحاطة إعلامية بالبيت الأبيض مساء الأربعاء، بحسب دعوة استعرضها موقع "أكسيوس".

والوزراء الثلاثة هم "وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، والنقل بيت بوتيجيج، والطاقة جينيفر غرانهولم".

وفي انتقاد لإدارة بايدن بهذا الشأن، قال الرئيس السابق دونالد ترمب في بيان الأربعاء: "أرى أن الجميع يقارن جو بايدن بجيمي كارتر (رئيس سابق). يبدو لي أن هذا غير عادل للغاية بالنسبة لكارتر. أساء جيمي التعامل مع أزمة تلو الأخرى، لكن بايدن خلق أزمة بعد أزمة".

"بداية حلّ"

ووقع بايدن، الأربعاء، أمراً تنفيذياً لتحسين قدرات الأمن السيبراني الفيدرالية ومعايير الأمن الرقمي عبر القطاع الخاص، ويأتي الأمر التنفيذي بعد 6 أيام من إغلاق خط أنابيب الوقود الرئيسي في الولايات المتحدة.

من جانبه، قال جيسون كرابتري، الرئيس التنفيذي لشركة QOMPLX للأمن السيبراني وتحليلات المخاطر، إن "شركات الطاقة الكبرى وغيرها من الشركات المهمة في جميع أنحاء البلاد، لا تزال تشغل أنظمة الكمبيوتر القديمة والضعيفة".

وأضاف: "الإبلاغ الإلزامي عن الانتهاكات والتوغلات هو بداية جيدة، لكن حكومتنا بحاجة إلى بذل المزيد، كما تحتاج الشركات إلى المضي قدماً من خلال نقل جهود التحديث السيبراني إلى أعلى قائمة أولويات الشركة لتكون القيادة مسؤولة عن استثمار برامج الأمان مثل وظائف الأعمال الأساسية الأخرى".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف