بينما تُكثر حركة حماس على لسان العديد من قياداتها الحديث مؤخراً عن رغبتها بوساطة سعودية في المصالحة الوطنية كبديل للدور المصري، تقول فتح إن المصالحة لا تحتاج إلى وساطات وادوار جديدة بل تحتاج لتنفيذ ما تم التوقيع عليه سابقاً.
ولكن، لماذا تريد حماس دوراً سعودياً في المصالحة؟.. وإلى أي مدى يعكس ذلك تقارباً كبيراً بين الحركة والقيادة السعودية الجديدة؟.. وهل تريد السعودية اصلا الوساطة؟
عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي في مصر ماهر مخلوف رأى في حديث لاذاعة "راية اف ام" أن أي دور سعودي بالمصالحة الفلسطينية وإن كان مُستبعداً، يجب ان يكون مُسانداً لدور القاهرة ولكن ليس بديلاً له، من اجل القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنها قضية مصر الاولى منذ سنوات وهي من حاربت من أجلها.
وعبر مخلوف عن اعتقاده بأن حركة حماس تريد المماطلة بموضوع المصالحة حينما تطلب وساطة سعودية أكثر مما هي تريد هذه الوساطة فعلاً.
وحول تأثر الدور المصري في ملف المصالحة بسبب توتر العلاقة مع حماس، أوضح مخلوف أن "العلاقة متوترة في واقع الحال، ولكن المصالحة لا تحتاج إلى وساطات وحوارات أو تدخل مصري الآن، فهناك اتفاقات سابقة تم توقيعها بين فتح وحماس، وهي بحاجة فقط الى تطبيق". وأوضح أن القاهرة لم تعلن اي موقف حاد من حماس وانما هناك ملاحظات من قبل مصر اتجاه الحركة بسبب تدخلاتها بشؤونها الداخلية، كما يقول.
من جانبه، رأى الكاتب والمختص بشؤون الحركات الإسلامية من الأردن حسن أبو هنية أن المصالحة لا تعتمد فقط على الإرادة الداخلية لفتح وحماس، وذلك لتأثر ملف المصالحة بتدخلات اقليمية ودولية، وإنما هي بحاجة لوساطات نزيهة، والسعودية يُمكن أن تقوم بذلك، لكنها ستحد من الدور المصري، الأمر الذي لن يُعجب القاهرة التي يشوب علاقتها مع الرياض في هذه الأثناء توتر بسبب طلب القيادة السعودية الجديدة من الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة احتواء جماعة الإخوان المسلمين والكف عن الدخول في مواجهة معها.
وقال أبو هنية لـ"رايــة": "بالتأكيد، اذا توقفت الامور على النوايا الفلسطينية بشكل اساس دون تدخلات خارجية ربما يكون من الممكن التوصل الى نوع من الاتفاق، ولكن في ظل هذه الحالة من الاستقطاب الاقليمي والدولي فهذه المصالحة بين فتح وحماس بحاجة الى نوع من الوساطات التي يجب أن تكون نزيهة"، مؤكداً أن السعودية بسبب تضررها عقب الربيع العربي، فإنها تريد ان يكون الملف الفلسطيني مدخلاً لبناء سمعتها داخلياً واقليمياً، وذلك من أجل تهدئة الجبهة الداخلية التي باتت تتذمر من النظام الملكي بعد الربيع العربي، غير أن الرياض لن يكون دورها في هذا الملف لأبعد مدى.

وأضاف أنه يُمكن أن يكون للسعودية دور محتمل بالمصالحة الفلسطينية غير أنه لن يكون حاسما بشكل كبير، وسيكون بطيئاً، وذلك لأن ترتيب وضعها الداخلي على ضوء عاصفة الحزم في اليمن يُمثل أولوية لها.
جديرٌ ذكره أن طلب حركة حماس لدور سعودي في المصالحة، فتح الباب ايضاً امام التساؤل عن مدى التقارب الذي حصل بينها وبين الرياض بعد تسلم سلمان بن عبد العزيز زمام الحكم بها، وذلك عقب سنوات من الجفاء بين الطرفين، لا سيما وان القيادي في الحركة الدكتور أحمد يوسف كان قد كشف سابقاً عن جهود ووساطة تجريها دولة قطر لتحسين العلاقات بينهما، والتي شهدت بعض التطورات الإيجابية خلال الفترة الأخيرة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف