"الابتكار يأتي من خلال مشاركة المعلومات بسهولة وسلاسة بدلاً من تكديسها" هذا الشعار ترفعه الطالبة الفلسطينية ابنة الواحدة وعشرين ربيعاً آية يوسف اللاجئة في مخيم برج البراجنة جنوب بيروت والمنحدرة من بلدة فارة الفلسطينية المهجرة عام 1948.

شعارٌ فتح الطريق أمام آية لتحقيق عدّة إنجازات وأهدافٍ وطموحاتٍ تلتها نجاحات وجوائ، في طريق لم يكن مفروشاً بالورود بل شقّته آية بالعمل الدؤوب والسعي المستمر، توج باخيارها من قبل مؤسسة cheggdotorg)) كواحدة من أفضل 50 متسابقة نهائية لجائزة chef.org العالمية للطلاب، وقد تم اختيارها من بين أكثر من 3500 مرشّح ومرشّحة من 94 دولة حول العالم.

تبلغ قيمة هذه الجائزة مائة ألف دولار تُمنح لطالب استثنائي واحد كان له تأثيرًا حقيقيًّا على المتعلّمين وعلى المجتمع بشكلٍ عام، وسيتم الإعلان عن الطالب الفائز في تشرين الثاني /نوفمبر من هذا العام.

تفوق دراسي

آية يوسف طالبة هندسة معمارية في الجامعة الأمريكية في بيروت، درست مراحلها التعليمية الأولى في مدراس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وتخرّجت من ثانوية الجليل التابعة للوكالة، وحصلت على منحة عبد الله الغرير للدراسة في الجامعة الأمريكية، حيث دفعتها ظروف عائلتها الاقتصادية حينها إلى البحث عن فرصة منحة دراسية مهمّة تتناسب مع طموحها ومجموعها الدراسي، وقد حققت ما أرادت.

منذ نعومة أظافرها كان همّها الأوّل والأخير هو التفوّق في دراستها، وما إن بلغت سنّ السادسة عشر من عمرها حتى أصبح شغفها بالحياة ليس التفوّق على صعيدها الشّخصيّ فحسب، بل بدأت تطمح لرؤية ثمار تعبها من خلال غيرها.

في عام 2017 أسست آية ناديًا دراسيًّا مجّانيًّا لمساعدة الطلاب في دراستهم، وقد لاقت تجاوبًا كبيرًا من الطلاب وذويهم، وبعد تخرّجها من الثانوية أسست شركة هي واثنين آخرين لمساعدة الطلاب على اختيار الجامعة المناسبة والتخصص المناسب كما أمّنت تلك الشركة منحاً جامعية لأكثر من ٣٥٠ طالب وطالبة.

طموح عال لخدمة المخيم

وبسبب تأثيرها الايجابيّ على المجتمع أصبحت آية عضواً في برنامج القيادة الشبابية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث تساعد في تطوير أفكار ريادة الأعمال للنهوض بأهداف التنمية المستدامة، كما تعمل أيضًا مع برنامج التوجيه UNDP-4YFN، وقد منحها ذلك الفرصة لتبادل الأفكار مع صانعي التغيير من جميع أنحاء العالم، وخاصة في سوريا بعد انفجار المرفأ في بيروت.

الأزمة الاقتصادية في لبنان وضعت أسرة آية تحت ضغوطٍ مالية صعبةٍ جدًا، فاضطرت الى استخدام مبلغ المنحة المخصص لها( للنقل والمواد التعليمية) لدفع مصاريف المنزل.

رغم الظروف الصعبة التي تمرّ على آية وعائلتها، إلّا أنها تخطط لاستثمار نصف أموال الجائزة اذا فازت بها لإنشاء مركز لتبادل المهارات والمعرفة في مخيمها، كما ستخصص بعض الأموال لتحسين المساحات الخارجية للأطفال للعب فيها ، بالإضافة إلى الاستثمار في المعدات لإنشاء برامج تعليمية مجانية لطلاب المدارس الثانوية والجامعات.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف