جاءت المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، متكافئة بين الفريقين، رغم أن برشلونة، بطل الدوري الاسباني، حقق فوزًا كبيراً على منافسه يوفنتوس، بطل الدوري الإيطالي، بثلاثة أهداف مقابل هدف في المواجهة التي استضافها الملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية برلين.

ولكن المواجهة خارج حدود أرض الملعب شهدت تفوقاً كبيراً لمدرب البارسا لويس إنريكي على منافسه ماسيمليانو أليجري، حيث حافظ إنريكي على التوليفة التي يخوض بها مباريات دوري الأبطال منذ بداية المسابقة، بينما اضطر ماسيمليانو أليجري لإجراء تعديل وحيد على التشكيلة الأساسية لليوفي، بإشراك ليوناردو بونوتشي منذ البداية لتعويض كيلليني المصاب.

إنريكي حقق هدفاً استراتيجياً رائعاً بتسجيل هدف مبكر بعد مرور 4 دقائق، الذي سجله لاعب الوسط الكرواتي راكيتيش، ليقتل معنويات منافسه ويبعثر أوراق أليجري، إلا أن إنريكي لم ينجح في سد الثغرة الدفاعية بالجبهة اليسرى التي شغلها جوردي ألبا وماسكيرانو الذي ارتكب عدة أخطاء قاتلة، وارتبك أكثر من مرة، إلا أن أليجري فوت على نفسه فرصة ثمينة باستغلال نشاط تيفيز وفيدال في هذه الجبهة.

مدرب البارسا لم يستفد من ميسي كثيراً طوال الشوط الأول، حيث وضعه في قلب الملعب، ليحد من خطورة انطلاقات بوجبا وفيدال في وسط الملعب، ولكن إنريكي في نفس الوقت استفاد من تعطيل نقل هجمات يوفنتوس إلى نصف ملعب الفريق الكتالوني، بوضع بيرلو وماركيزيو تحت ضغط دائم، ليمرر نسبة كبيرة من التمريرات الخاطئة أول 45 دقيقة.

أليجري سار على درب إنريكي، خطف المبادرة والتفوق في الدقائق الأولى، ومنح الحرية للاعبي الوسط فيدال وبيرلو وماركيزيو في أداء الواجبات الهجومية لدعم الثنائي تيفيز وموراتا في تهديد مرمى تير شتيغن، ونجح في خطف هدف التعادل، إلا أن مدرب "السيدة العجوز" فاجأ الجميع بالعودة إلى الدفاع مجدداً ومنح الفرصة لنجوم برشلونة للانقضاض على مرمى بوفون، وأضاع أليجري بفكره التكتيكي وتحفظه الزائد فرصة ذهبية لاقتناص هدف ثان واستغلال ارتباك البلوجرانا.

إنريكي استفاق سريعاً، وكان موفقاً في تبديلاته، خاصة بدخول القائد تشافي هرنانديز مكان إنييستا الذي تراجع أداؤه البدني كثيراً في الشوط الثاني، واستغل بطء دفاع اليوفي في الهجمات المرتدة، لينجح برشلونة في استعادة التفوق مجدداً بهدف ثان من تسديدة ميسي التي ارتدت لسواريز ليضعها في شباك بوفون بسهولة.

تبديلات أليجري أيضاً غلب عليها أيضاً الطابع الدفاعي، اختار تأمين خط الوسط بدلاً من المجازفة للهجوم، البيانكونيري متأخراً بنتيجة 1-2، إلا أن أول تبديلات مدربه إشراك فرناندو يورينتي مكان موراتا، بدلاً من أن يدفع بالثنائي معاً لزيادة الضغط على دفاع البارسا واستغلال الكرات الثابتة وعرضيات بيرلو القاتلة.

"خوف" أليجري انعكس على لاعبيه خاصة فيدال وبوجبا، الذين تحولا إلى عناصر دفاعية بدلاً من مفاتيح لعب هجومية، وتبديليه الأخيرين بنزول كومان وبيريرا لم يكن لهما أي تأثير، حيث استغل إنريكي خبرات لاعبيه جيداً وقتل أي محاولة لليوفي بالرجوع للقاء بإشراك ماثيو مكان راكيتيش، بل ونجح في مضاعفة الفارق بهدف ثالث لنيمار من هجمة مرتدة "السلاح الذي كان أليجري يأمل في استغلاله لصالحه".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف