أشارت وكالة "بلومبرغ" في تقرير نُشر الثلاثاء، إلى أن انتزاع حركة "طالبان" للسلطة في أفغانستان "يؤجج الهجمات الإرهابية في باكستان" المجاورة، بسبب اكتساب الفرع الباكستاني للحركة "دفعة قوة" منحه إياها هذا الصعود إلى السلطة، مؤكدة أن هذا "التنامي لعدم الاستقرار قد يضر بالأعمال والاستثمارات في المنطقة".

وقالت الوكالة إن وتيرة الهجمات الإرهابية في باكستان ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من 4 سنوات، بعد سيطرة حركة "طالبان" على السلطة في أفغانستان إثر انسحاب القوات الأجنبية، موضحة أن باكستان شهدت 35 هجوماً خلّف 52 ضحية مدنية على الأقل في أغسطس، وهي أعلى نسبة منذ فبراير 2017، وفقاً لبيانات جمعتها "بوابة الإرهاب في جنوب آسيا" (أكبر موقع إلكتروني عن توثيق العمليات الإرهابية في جنوب آسيا).

ولفتت الوكالة إلى أن معظم أعمال العنف نُسب إلى حركة "طالبان- باكستان"، الفرع الباكستاني للتنظيم الأفغاني، الذي "اكتسب دفعة قوة من التطورات في الجوار الأفغاني".

ونقلت عن عمر كريم من معهد "رويال يونايتد سيرفيسز" في لندن، أن "طالبان- باكستان ازدادت جرأة بسبب ما حدث في أفغانستان"، لكنها أيضاً "كانت تزداد قوة حتى قبل الوضع في أفغانستان، وذلك مع قيام الجماعات المنشقة بالاندماج معاً خلال العام الماضي".

مخاوف باكستانية على الاقتصاد

وقالت "بلومبرغ"، إن هذا التنامي لعدم الاستقرار في المنطقة قد يضر بالأعمال والاستثمارات.

وأوضحت أنه مع سيطرة "طالبان" على أفغانستان، تسود مخاوف في باكستان من أن انتشار الهجمات المسلحة يمكن أن يؤثر في الاستثمارات، بما في ذلك مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، التي شهدت ضخ 25 مليار دولار في محطات الطاقة ومشاريع الطرق.

ولفتت الوكالة إلى أن باكستان تواجه بالفعل ضغوطاً من بكين التي دعت حكومة إسلام أباد إلى حماية مثل هذه المشاريع، خصوصاً بعد واقعة انفجار حافلة في يوليو، أودى بحياة 12 عاملاً بينهم 9 مواطنين صينيين.

ونقلت "بلومبرغ" عن مصدرين طلبا حجب هويتيهما، أن عدم الاستقرار والمخاطر المتزايدة في المنطقة "دفعت مستثمراً أجنبياً واحداً على الأقل إلى التراجع عن الاستحواذ على شركة باكستانية".

كما نقلت عن أسفنديار مير، الخبير البارز في "معهد الولايات المتحدة للسلام" ومقره واشنطن، أن باكستان "رغم أنها لا تتحدث عن ذلك علناً، إلا أنها قلقة من عودة تهديد (حركة) طالبان الباكستانية"، التي كان قد تم ردعها بتضافر بين عمليات عسكرية محلية وضربات أميركية بطائرات بدون طيار.

ولم يردّ وزير الإعلام الباكستاني فاروق حبيب على طلب "بلومبرغ" للتعليق.

مخاوف مبنية على وقائع

وأوضحت وكالة "بلومبرغ" أن جزءاً من مخاوف باكستان ينبع من حقيقة أن العديد من المسلحين المطلوبين من قبل حكومتها تم إطلاق سراحهم من سجون أفغانستان عندما سيطرت "طالبان" على السلطة هناك؛ كما ينبع من حقيقة أن تأكيد "طالبان" لإسلام أباد أن أراضي أفغانستان لن تُستخدم كقاعدة إرهابية "لم يكن هو الحال حتى الآن".

والشهر الماضي، قتل مسلحون يطلقون النار من أفغانستان، جنديَّين باكستانيين، في اشتباك أسفر عن إصابات عدة أيضاً؛ كما لقي 7 جنود آخرين حتفهم في سبتمبر، عندما هاجم الجيش الباكستاني مسلحين في جنوب منطقة وزيرستان المجاورة لأفغانستان، بحسب بيان للجيش.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف