حصلت «البوابة نيوز» على معلومات تفصيلية تكشف بعضا من ملامح العلاقة السياسية بين مصر والمملكة العربية السعودية.. وتحديدًا في ما يتعلق بالتعامل مع جماعة «الإخوان المسلمين».. والتنظيمات التابعة لها في "سوريا واليمن وقطاع غزة"

وتقول مصادر: إن نقطة الخلاف الرئيسية تتركز حول الموقف من «حماس».. إذ سعت السعودية فى الفترة الماضية لتقريب وجهات النظر بين القاهرة والحركة.. حيث أجرت اتصالات مباشرة وغير مباشرة بين الطرفين.. وكانت تعطى بعض التفاؤل لتسوية الأمور تدريجيًا

وتضيف إن السعودية كانت تعتقد أن هذه المهمة «لن تكون صعبة» فى ظل التحالف الواسع بين العاصمتين بعد «30 يونيو» وبالتوازى مع بدء قيادات من «حماس» فى إجراء اتصالات مباشرة مع المخابرات المصرية لترتيب بعض القضايا التي تهم قطاع غزة

وتكشف أن وزير الخارجية السعودى، عادل الجبير، طرح خلال لقائه الأخير مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، والسفير سامح شكرى، وزير الخارجية، فى أثناء زيارته القاهرة، الشهر الماضى، فكرة أن يلتقى بعض المسئولين المصريين مع قادة من حركة «حماس» فى السعودية، غير أن الموقف المصرى كان رافضًا لـ«الطرح السعودى».

وأضافت المصادر أن مصر أبلغت جميع الوسطاء- وعلى رأسهم السعوديون- إنه لا يمكن أن تكون القاهرة طرفا فى أى مشروع يمثل «الإخوان المسلمون» طرفا فيه، فى ظل إصرارهم على هدم وتدمير البلاد.

واتصالا بالموقف من «حماس»، أعربت مصر عن تحفظها على موقف السعودية بالتحالف مع «الإخوان المسلمين» فى سوريا واليمن، بل أوصلت رسائل بأن ذلك يعتبر خطرا على الأمن القومى العربى وعلى أمن مصر على وجه الخصوص.

وتقول المصادر، إن مصر مستعدة للتجاوب مع كل شيء إلا فى الموضوع الأمنى، فلا يوجد مجال للمقايضة أو المساومة عليه، حيث ثبت للجميع أن موجة العنف الجارية فى مصر تتبناها وتمولها وتشارك بها جماعة «الإخوان» تحت غطاء ودعم التنظيم الدولى وتركيا وقطر وبصمت أمريكى يصل إلى حالة الرضا.

وبحسب معلومات حصلت عليها «البوابة نيوز»، فإن الرد المصرى لم ينل رضا جزء من القيادة الرسمية فى السعودية، فتجمدت الأمور عند هذه النقطة، وبدلاً من ذلك استقبل مسئولون سعوديون وفى مقدمتهم الأمير محمد بن نايف ولى العهد، والأمير محمد بن سلمان، ولى ولى العهد، خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس»، ووفد الحركة.

وعقد لقاء أمنى ثنائى بين وفد الحركة والاستخبارات السعودية بإشراف وترتيب الأمير محمد بن نايف ولى العهد، حيث أراد السعوديون من هذا اللقاء الاطمئنان والاطلاع على الحقيقة الكاملة لطبيعة العلاقة بين حركة «حماس» وإيران، وما إذا كانت حركة «حماس» قد حددت خياراتها بشكل نهائى لطبيعة هذه العلاقة ومستواها.

وكانت أجوبة قادة حركة «حماس» بأنهم يقرون ويعترفون بقيادة العربية السعودية للعالم الإسلامى، وأن هذه النقطة لا خلاف فيها، ولم تشكك الحركة فى أى لحظة من اللحظات بقيادة العربية السعودية.

وطلب خالد مشعل من الاستخبارات السعودية جلسة حوار ثانية تعقد فى النصف الثانى من شهر رمضان مع وفد موسع من قيادة حركة «حماس» فى الداخل والخارج، لتوقيع وثيقة تفاهم نهائية بين الطرفين، ورحب السعوديون بذلك دون أن يتم الاتفاق على موعد نهائى، كون الاستخبارات السعودية ليست هى صاحبة القرار بالشأن السياسى، وهى ستوصى بذلك للقيادة السعودية.

وتشير مصادر مطلعة على ما جرى فى زيارة وفد «حماس» إلى السعودية إلى أن «مشعل» حصل على مبلغ 10 ملايين دولار مساعدة من السعودية، قبل عودته إلى الدوحة مرة أخرى.

وتكشف المصادر، أن السعودية ستدعو الرئيس السيسى إلى زيارة قريبة، حيث سيعرض الملك سلمان عليه اقتراح السعودية في ما يخص تقريب وجهات النظر مع حماس، ويبنى المسئولون السعوديون أملا على أن «السيسى» لن يرفض ما يطلبه منه «سلمان» هذه المرة.

جانب آخر من زيارة «مشعل» إلى السعودية يكشف عن الخلاف بين القاهرة والرياض، إذ وصل الرجل إلى المملكة يوم الإثنين 1/6 قادما من قطر على متن طائرة قطرية خاصة يرافقه فيها من الحركة عزت الرشق، ومحمد خاطر، وكان على نفس الطائرة وفد من حزب الإصلاح اليمنى «الإخوان المسلمون»، ووفد آخر من المخابرات القطرية.

الجانب المهم فى هذه الزيارة -التى جاءت بناء على طلب من السعودية- بعد أن كان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قد اقترح ذلك عليهم فى زيارته الأخيرة للرياض يوم 1 مارس الماضى هو محاولة إزالة سوء الفهم نهائيا بين حزب الإصلاح اليمنى والسعودية، حيث تولى هذا الملف منذ البداية خالد مشعل بترتيب قطرى تركى.

وتريد السعودية من حزب الإصلاح فى هذه المرحلة الوقوف خلف قرارها بالكامل، وعدم إيجاد أى ثغرة بالعلاقة بين الطرفين يستفيد منها «الطرف الآخر»، خصوصا أن جناحا قويا من حزب الإصلاح موجود على الأراضى اليمنية يرفض أى تبعية أو علاقة مع الرئيس هادى منصور، ويعتبره المسئول الأول عما جرى فى اليمن بسياسته التى أعطت الحوثيين غطاء لكل ما قاموا به، ولهذا التيار تحفظات على المواقف السعودية السابقة بعلاقاتها مع الحوثيين والتنسيق معهم على حساب حزب الإصلاح.

وتريد السعودية أيضا فى هذه المرحلة وقبل بدء مؤتمر جنيف أن تكون أوراقها قوية فى هذا المؤتمر بالتنسيق الكامل مع حزب الإصلاح.

ودخل التنظيم العالمى للإخوان المسلمين- بدعم تركى وقطري- بوساطة كبيرة أسفرت عن أن يقوم مشعل بصحبة وفد يمنى كبير وصاحب قرار من حزب الإصلاح لتسوية خلافاتهم مع السعودية.

وأبلغت السعودية قطر أن خيارها الأول فى المؤتمر هو حزب الإصلاح، وأنها لن تراهن على هادى منصور فى هذا المؤتمر كونه سيكون حلقة ضعيفة، وأبدت السعودية حسن نواياها تجاه حزب الإصلاح وعن استعدادها لمراجعة سياساتها السابقة وبناء استراتيجية جديدة مع الحزب، وعلى أثر ذلك توجه هذا الوفد إلى الرياض، لأن السعودية ألحت على أن يكون ذلك قبل بدء مؤتمر جنيف.


لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف