يقع على عاتق منظمة التحرير الفلسطينية مسؤولية كبيرة في تمتين وتطوير الروابط الوطنية بين ابناء الشعب الفلسطيني في دول المهجر والشتات وبين وطنهم الام فلسطين. يأتي ذلك في إطار المهمات الوطنية لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والمعبر عن هويته الوطنية وتطلعاته المشروعة ،والعمل على بناء وتفعيل مختلف ابعاد الهوية الوطنية والاحساس الجمعي بالانتماء ووحدة الهدف في دفع القضية الوطنية الفلسطينية قدما نحو تحقيق تطلعات الفلسطينيين في كل مكان في الحرية والكرامة والانعتاق من الاحتلال واللجوء . وبهذا المعنى يمكن الحديث عن برنامج عمل وطني واجتماعي للجوالي الفلسطينية في المهجر والشتات يكون بمثابة ارضية جامعة يشكل حلقة متينة في سلسلة البناء الوطني – السياسي والاجتماعي للشعب الفلسطيني على ابواب التحرر وبزوغ فجر الدولة الفلسطينية المستقلة وافول عهد الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني الاستيطاني لفلسطين ،و بهدف مد جسور التواصل بين الجاليات الفلسطينية في الخارج وبين الوطن، وتفعيل دورها في خدمة الوطن الأم، ومن أجل الاستفادة من خبرات وكفاءات أبناء الشعب الفلسطيني الاجئين والمغتربين في عملية تنمية الوطن وتطوير قدراته العلمية والأكاديمية وتطوير التعليم في فلسطين بكل مستوياته.
مقدمة تاريخية :
في السياق التاريخي لظاهرة الهجرة الفلسطينية الى الدول الاوروبية والامريكيتين ، والتي تزامنت مع موجات هجرة من سوريا ولبنان منذ بداية القرن التاسع عشر الى القارتين الامريكيتين الشمالية واللاتينية ومنتصف القرن التاسع عشر الى اوروبا برز دور ومدى مساهمة هذه الهجرات في بناء اقتصاديات هذه الدول ودورها في صياغة حركات التحرر الوطني والاجتماعي وانظمة الحكم في بلدان القارة اللاتينية. الامر الذي يتطلب اعادة بناء وصياغة رؤية فلسطينية وعربية جديدة وموحدة اتجاه التحولات الديمقراطية في هذه البلدان لعدة اسباب اولها : تعزيز مساهمة الجاليات في تطوير قدرات وامكانيات اندماجها في هذه البلدان، باعتبارها جزءا من المنظومة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فيها ، وثانيها : اعادة احياء وبناء الروابط بين الجاليات الفلسطينية والعربية وبين قضايا الشعوب العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، وذلك لمواجهة الحملات الاسرائيلية المتجددة في هذه البلدان والهادفة الى تمكين مصالح اسرائيل ووجودها وضرب التوجهات الديمقراطية الموحدة والمشتركة لشعوب هذه البلدان والعودة بها الى مربع الدكتاتوريات القديمة .
لعبت عوامل موضوعية كثيرة دورا رئيسيا في اذكاء ظاهرة الهجرة بشكل عام ، وهجرة العقول الفلسطينية والعربية بشكل خاص ، في ظل سلسلة الاحداث الناجمة عن وجود الكيان الصهيوني العدواني التوسعي الاستيطاني ، وساهم في ذلك عدم الاستقرار في الشرق الاوسط والحروب والانقسامات والفتن في دوله بغية قطع الطريق على أي نهضة تنموية عربية او اتجاهات وحدوية تكاملية ، وهدر الطاقات وقمع الحريات العامة وفرض الاحكام العرفية وقوانين الطوارئ .
اتسمت موجات الهجرة الفلسطينية الاولى الى امريكا اللاتينية والتي بدأت تقريبا في منتصف القرن التاسع عشر بهجرة المسيحيين الفلسطينيين . وغالبية من هاجروا في تلك الفترة كانوا من الطبقة الوسطى التي عانت من تعرض مصالحها الى الانهيار والتآكل نتيجة للظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة ، وكان يغلب على الكثير منهم الطابع الحرفي ، وتزايدت الهجرة وتواصلت خلال الهجمة الاستيطانية على فلسطين ، وخلال وبعد نكبة 48 الى امريكا اللاتينية والولايات المتحدة واستراليا .
في عام 1967 تصاعدت الهجرة الى هذه البلدان على اثر نكسة حزيران بفعل كثافة وشدة الاجراءات الاحتلالية للكيان الصهيوني . وتدهور الاوضاع الاقتصادية ، وانسداد الافق السياسي بعد الهزيمة . حيث اتخذت هجرة الفلسطينيين من الضفة مسارات باتجاه امريكا اللاتينية واوروبا واستراليا والولايات المتحدة وتصاعدت الهجرة الفلسطينية بعد الحرب الاهلية في لبنان وبعد الاجتياح الاسرائيلي عام 82 للبنان ، وتجلى ذلك بهجرة اعداد كبيرة ممن كانوا قد التحقوا بالثورة الفلسطينية الى اوروبا والولايات المتحدة .
يمكن القول ان هجرة الفلسطينيين " مسيحيين ومسلمين " الى مختلف قارات العالم شكلت حالة استنزاف ما زالت مستمرة ، وتراوحت بين المد والجزر وذلك بسبب استمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية وغياب الافق السياسي والاقتصادي ، والتوسع الاستيطاني ، وحالة الانقسام التي وقعت في الساحة الفلسطينية ، وتقطيع اوصال الاراضي الفلسطينية بما يمنع التواصل الجغرافي بين المدن .
نشأة الجاليات الفلسطينية في اوروبا بدأت بشكل ملحوظ مع وجود الطلبة الفلسطينية في بلدان اوروبا الغربية وتحول جزء كبير من هؤلاء الطلبة الى جاليات جراء عدم تمكنهم من العودة الى فلسطين نتيجة منع الاحتلال لهم وصعوبة عودة الكثيرين منهم الى مخيمات لبنان ومناطق التجمعات الفلسطينية في الدول العربية نتيجة انعدام فرص العمل وصعوبة الحياة ، وفقر عائلاتهم ، وتبلورت هذه الاعداد في جاليات فلسطينية متزايدة في بلدان مثل بريطانيا – فرنسا – اسبانيا – اليونان – ايطاليا – المانيا – يوغسلافيا سابقا ودول اوروبا الشرقية بدءا من روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا – وبلغاريا وغيرها وكذلك الدول الاسكندنافية . تزايدت اعداد الجاليات في سياق موجات بعد الحرب الاهلية اللبنانية ، وكذلك نتيجة ازدياد ضغط الاحتلال على سكان الاراضي الفلسطينية المحتلة ، حيث وصل عدد الجاليات الفلسطينية في المانيا والدول الاسكندنافية الى عشرات الالوف .
وكان الرعيل الاول لهذه الجاليات من خريجي الجامعات والبرجوازية الصغيرة من اطباء ومهندسين وخريجي جامعات واكاديميين ، ثم تواصلت هجرة الفلسطينيين عبر الموجة الثانية بعد اتساع نطاق الحرب الاهلية اللبنانية . اما الموجة الثالثة فكان طابعها حرفي عمالي من الفئات الاكثر تضررا في لبنان والاراضي الفلسطينية المحتلة . وبدأت هذه الجاليات بالتعبير عن وجودها ودورها بإقامة اتحاداتها وفيدراليتاها في اوروبا ، وكان للاتحاد العام لطلبة فلسطين تأثير تاريخي في صياغة برامجها ودورها وفي التشبيك مع المؤسسات والمنظمات الدولية ، واقامة العلاقات الوطنية والتحررية والديمقراطية مع الاحزاب في هذه البلدان .
وكانت الهجرة الى امريكا الشمالية بدأت في اوائل القرن العشرين وتزايدت بشكل واضح بعد النكبة وبعد حرب حزيران ، وغلب عليها طابع الهجرة من اجل الدراسة ، وفي استراليا وكندا بدأت الهجرة في اواسط القرن العشرين ومعظمها طلبا للرزق .
وبلغت هذه الهجرة ذروتها في العقود الثلاثة الاولى من القرن العشرين وتزايدت في خط تصاعدي واضح بعد زرع فلسطين في قلب لوطن العربي على اثر الحرب العالمية الثانية ، ثم ازدادت مجددا بعد هزيمة حزيران عام 67 ، وفقدان الامل بفعل احكام اسرائيل سيطرتها عل عموم الوطن الفلسطيني ، واجزاء من دول الطوق العربية المحيطة بها ، والهزيمة النكراء التي منيت بها الانظمة السياسية الحاكمة حينها .
تتصف مجتمعات الفلسطينيين في المهاجر بتنوع ملحوظ من حيث الخلفية الاجتماعية والثقافية والتجربة في بلدان اللجوء ووضعها القانوني ومستويات اندماجها في مجتمعاتها المضيفة الجديدة ، وهو ما ينعكس على هوية هذه المجموعات ومكانة المرأة وخصائص الاجيال المتوالية فيها .
تحديات التكيف ومسألة الاندماج :
تبرز امام من يتابع او يدرس او يعمل في اوساط الجاليات الفلسطينية في المهاجر اسئلة حول واقع هذه التجمعات في الدول الاوروبية والامريكيتين واستراليا وغيرها ، مشاكلها وقضاياها المركزية ، وامكانية تعميق اندماج هذه التجمعات اللاجئة في حركة الشعوب الوطنية . وهي اسئلة هامة ومركزية تطال دور وهموم هذه التجمعات تستحق وقتا كافيا وتمحيصا للإجابة عليها من قبل كل من يهتم ويعمل في اوساط هذه الجاليات وخاصة فصائل العمل الوطني الفلسطيني .
كونت هذه الجاليات خصوصيتها وشكلت اطرها الوطنية في الكثير من البلدان الاوروبية وامريكا اللاتينية والولايات المتحدة واستراليا . ولكن هذه الاطر لا زالت هشة وغير فاعلة . في المقابل بدأت تندمج في المجتمعات المحلية سياسيا واقتصاديا وبتفاوت بين قارة واخرى وبلد وآخر وانشات مؤسسات وطنية واجتماعية وثقافية . واصبح في هذه البلدان تكوين اجتماعي متنوع من المهنيين " اطباء ، مهندسين ، صيادلة ، عمال وكسبة ؛ وعاطلين عن العمل " ويذوب في التشكيل الاجتماعي الاجيال التي ولدت وترعرعت واندمجت في المجتمع المحلي حيث توجد العادات والتقاليد التي لا تنسجم مع العادات الموروثة ، وما يقابله من عادات وتقاليد جديدة مستمدة من المجتمع السياسي والاجتماعي الجديد ، وحل هذا الاشكال لا يكون الا بالحوار وبأخذ الايجابي من الموروث الثقافي الوطني الفلسطيني الذي يستجيب للواقع الجديد ، بما يحمله من ضرورات الاندماج في المجتمع المحلي كجزء منه ، وان يحمل معه القضية الوطنية والدور الوطني في عمله وحياته اليومية .
تدعم السلطات المحلية في البلدان التي يتواجد فيها جاليات فلسطينية مهاجرة وتقدم برامج للاندماج – المانيا مثلا – وتركز بشكل خاص على الشباب ، لكن السؤال هو حول قدرة المؤسسات الفلسطينية على تمليك الاجيال الشابة الايجابي من الموروث الثقافي والوطني الفلسطيني ، والاستجابة للواقع الجديد في بلدان الاغتراب ، لما يحمله من ضرورات الاندماج المحلي مع الحفاظ على الهوية الوطنية وهذا يكون بمشاركة كل المؤسسات الفلسطينية ، وبوحدتها ليس فقط في هذا المجال ، وانما في كل المجالات التي تهم الجاليات الفلسطينية بعيدا عن الفئوية والتعصب ، وان تكون المصلحة العليا فوق كل المصالح الفئوية وان توجد آليات فاعلة تقوم بحوار جاد مع الاجيال الشابة والتعريف بقضيتها وتاريخها الفلسطيني ، وبكل وضوح وبساطة من اين اتوا ؟ وطرح كل القضايا التي تهم الشباب مهما كانت صغيرة ومشاركتهم في حلها .
ان غياب خطة متكاملة واضحة الرؤية ازاء الشتات والمهاجر من القيادات السياسية والمجتمعية الفلسطينية تضمن التواصل والاستمرارية في العلاقة مع الوطن الام ، والتعامل موسميا مع الجاليات الفلسطينية في المهاجر والشتات وفق متطلبات الاوضاع في الوطن الام ( سياسة خذ وخذ المزيد بدون أي اعطاء مقابل يذكر ) . والتركيز على استغلال القدرة الاقتصادية لبعض قطاعات الجاليات دون وضع اسس حقيقية للشراكة مع هذه الجاليات ، الامر الذي يتطلب وقفة ومراجعة حقيقية للمرحلة السابقة ، كما ان عدم توفير الحماية عبر قوانين واضحة او ظروف مؤاتيه من اجل تحضير الاستثمار في الوطن الام ، وزج الجاليات في اتون الانقسام او الخلافات والنزاعات السياسية الداخلية الوطنية والاقليمية اضعف الجهد المشترك والموحد وعمق غياب التوعية الواقعية بمشاكل الوطن ، وفتح المجال لممارسة سياسة الاملاء ، واضعف دور الأجيال الجديدة في المهجر عن التواصل والانخراط في عملية النضال والبناء الوطني والديمقراطي . وزاد من ذلك غياب الجهد الحقيقي في نشر اللغة والثقافة العربية بطرق علمية وحديثة بين ابناء الجاليات وخاصة الاجيال الشابة .
بدأت الجاليات الفلسطينية بناء مؤسساتها ونواديها في سنوات الاربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي – امريكا اللاتينية مثالا على ذلك – كما ساهمت الجاليات الفلسطينية في بناء المؤسسات والاندية الثقافية والاجتماعية العربية والتي تهدف الى تعزيز الروابط بين الجاليات الفلسطينية والعربية والحفاظ على الثقافة واللغة والتراث والهوية ، كما ساهمت في تقديم صورة مميزة لهذه الجاليات في المجتمعات التي يعيشون فيها .
سعت الجاليات الفلسطينية الى تعزيز ترابطها مع منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة برنامج المنظمة وذلك في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات . حيث تم تشكيل العديد من مؤسسات الجالية ذات العلاقة المباشرة مع المنظمة عبر انتخابات ديمقراطية شاركت فيها مختلف الاطياف السياسية الفلسطينية الى جانب مشاركة الجاليات الفلسطينية تاريخيا في نضالات عدد من الشعوب خاصة في امريكا اللاتينية من اجل التحرر والديمقراطية ، فتم انشاء مؤسسة الكوبلاك التي تربط بين المؤسسات الفلسطينية في بلدان امريكا اللاتينية والكاريبي ، ومثلت هذه المؤسسات في المجلس الوطني الفلسطيني ، ووفرت الدعم لمنظمة التحرير الفلسطينية في الظروف الصعبة .
برنامج العمل الوطني الاجتماعي :
برنامج العمل الوطني والاجتماعي بدأ يتبلور في اوساط الجاليات الفلسطينية في المهاجر والشتات بعناصر جديدة،بعد اتفاقيات اوسلو بما حملته من مخاطر مباشرة على المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني،حيث قادت هذه الاتفاقيات الى تقسيم الشعب الفلسطيني وتجزئةحقوقه،والى تأجيل البحث في القضايا السيادية(اللاجئين،المستوطنات،القدس،وقضايا المياه والحدود...)الى ما بعد انتهاء المرحلة الانتقالية اي الى مرحلة الحل الدائم.
ان اعادة بناء وصياغة رؤية فلسطينية جديدة ، وموحدة اتجاه الجاليات الفلسطينية في المهاجر والشتات يتطلب صياغة برنامج عمل وطني واجتماعي يراعي المشترك بين هذه الجاليات وظروف نشأتها وواقعها الحالي بما يلبي ويلامس هموم الجاليات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مع مراعاة ان يكون هذا البرنامج عملي بعيدا عن النظريات وقابل للتطبيق وفي هذا السياق يمكن اقتراح برنامج عمل يقوم على النقاط التالية :
1 – استكمال بناء والعمل على بناء مؤسسات جديدة خاصة بالجاليات الفلسطينية والعمل على وحدة هذه المؤسسات حول هدف الاندماج لما يحمله من ضرورات مع الحفاظ على الهوية الوطنية والاستفادة من البرامج التي تقدمها السلطات المحلية لاندماج الاجانب في المجتمعات المضيفة وصولا لبناء مرجعيات واطرتتسع لكل الفئات الاجتماعية والتيارات السياسية اللسطينية.
2- بذل جهد حقيقي في نشر اللغة والثقافة العربية بطرق علمية وحديثة بين ابناء الجوالي ، وبخاصة الاجيال الشابة عن طريق ايجاد برامج ومدارس لتدريس اللغة العربية ، والتدريب على الفن الشعبي الفلسطيني فهذه هي افضل طرق التواصل مع هذه الاجيال
3 – تبني اطلاق مشروع " اعرف تراثك " في اوساط الشباب الفلسطيني المغترب ، والدعوة الى مؤتمرات تعقد في الوطن وبشكل دوري وترتيب البيت الداخلي واتاحة الفرصة للجيل الجديد للخروج من التهميش الحالي وصولا الى تشكيل اطر سياسية اجتماعية جامعة على مستوى كل قارة تلعب القوى السياسية المنظمة الدور الابرز في هذه العملية .فهذا يخلق تواصل بين الشباب المغترب ويوحد الرؤية الثقافية المشتركة للمساهمة في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقلة
4- الاستثمار في السياحة من خلال العمل على ايجاد برامج سياحية تقوم بها الجاليات بالتنسيق مع السفارات الفلسطينية ووزارة السياحة والآثار الفلسطينية بهدف ايجاد برامج وتسويق برامج سياحية وفعاليات سياحية تهدف الى التواصل واستقطاب ابناء الجاليات الفلسطينية في الخارج لزيارة فلسطين وسوريا ولبنان للتعرف على الاوضاع الفلسطينية والتعريف بالقضية الفلسطينية والتراث الفلسطيني فهذا النوع من النشاط له مردود مادي ( اقتصادي ) وثقافي وسياسي وروحي .
5 – التمسك بالحقوق الوطنية والبرنامج الوطني الفلسطيني في عودة اللاجئين ، واقامة الدولة الفلسطينية على كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس ، ورفض ومقاومة اية تنازلات عن هذه الحقوق ، وتوسيع شبكة العلاقات السياسية كي تشمل الاحزاب والمنظمات الأهلية والنقابات والشخصيات في البلدان المضيفة لدعم هذه الحقوق من خلال تشغيل لجان وروابط حق العودة على مستوى كل بلد ، وصولا الى تشكيل حركة لاجئين في كل قارة كحركة جماهيرية وديمقراطية مستقلة ، تسعى لتعبئة وتنظيم طاقات الشعب الفلسطيني في المهاجر من اجل التمسك بحق العودة ، وللعمل على الاعتراف بحقوق اللاجئين السياسية والوطنية والاجتماعية من قبل المجتمعات المحلية .
6- المشاركة الفعالة في "حملة المقاطعة والتعرية والعقوبات" لاسرائيل.
تعتبر المقاطعة من أقدم أساليب المقاومة ضد الاحتلال والعنصرية في فلسطين، حيث قامت القوى الوطنية بمقاطعة المصالح الصهيونية في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، وعملت الدول العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز على مقاطعة الاستثمارات والبضائع الإسرائيلية بعد نكبة فلسطين في العام 1948
ان حملة المقاطعة والتعرية والعقوبات التي تدعو الى احقاق الحق للشعب الفلسطيني هي احدى الحملات التي يجب ا لعمل و المشاركة والتخطيط لها حتى يساندها كل شخص محترم ومتفتح الذهن. وايا كان سواء يهوديا ام لا، محافظا او يساريا ، لتعلم المجتمعات التي تقيم الجاليات الفلسطينية فيها انها قد ادارت ظهرها كشعوب ، ومؤسسات مجتمع مدني وانظمة حكم ،وبشكل جماعي لمعاناة الشعب الفلسطيني لفترة طويلة للغاية .
وتفعيل المقاطعة لاسرائيل يكون من خلال تشكيل لجنة وطنية لمقاطعة اسرائيل في كل بلد توجد به جالية ،ومجموع فعاليات هذه اللجان على مستوى كل بلد يؤدي الى تراكم يؤدي بالمحصلة الى ان تشعر اسرائيل بتزايد انعزالها، و تصبح اكثر عرضة لمزيد من الادلة على انها بدورها مثل نظام جنوب افريقيا العنصري الذي كانت ساندته وتعاونت معه، تعتبر على نطاق اوسع بانها دولة خارجة على القانون.وقد تحققت انجازات كثيرة ومهمة على صعيد المقاطعة ،مما جعل الاحتلال الإسرائيلي نفسه،يعترف عندما أكد خلال مؤتمر هرتسيليا عام 2010 أن "حملة المقاطعة" تشكل خطراً حقيقياً على وجود (إسرائيل)، وبالتأكيد لم يأتِ هذا الاعتراف من فراغ ". علينا الاستمرار في هذا الطريق الطويل الذي يحتاج إلى جهود جميع ابناء الجاليات الفلسطينية في المهاجر والشتات لنيل المزيد من الإنجازات.
حركة المقاطعة الجديدة مهم ان ترتكز على أعمدة شعبية غير رسمية، وعليه،فهي تتطلب زيادة في برامجها الهادفة الى التوعية الشعبية بغية حشد الطاقات للوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في فلسطين ومخيمات اللجوء. وتعني الطبيعة الشعبية لهذه الحركة أن لكل فرد مهما كان، وليس فقط ذوي النفوذ وصناع القرار، لهم دور في مناصرة الشعب الفلسطيني، عن طريق مقاطعة البضائع الإسرائيلية مثلاوتوعيةمن حوله. أن وحدة الموقف الفلسطيني تاتي بنتائج فورية وقوية، فحركات التضامن متعطشة للتوجيه الفلسطيني في كيف يمكن مساندتهم لمسيرة النضال الفلسطيني.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف