ذكرت صحف عبرية، اليوم الأربعاء، أن الهدوء على جبهة قطاع غزة يمكن وصفه بـ «الهش»، وأن احتمالية انفجار الأوضاع لا زالت كبيرة وقائمة في ظل الأحداث المتوترة بالقدس وربما لاحقًا تعود للضفة الغربية في حال عادت العمليات العسكرية في جنين.
وبحسب صحيفة هآرتس العبرية، فإن «إطلاق الصاروخ من غزة تجاه مستوطنات الغلاف بعد أكثر من نصف عام على الهدوء، دفع إسرائيل لرد محسوب في ظل محاولاتها لاحتواء الواقع الأمني المتوتر، وأنها لا تريد حاليًا الدخول في عملية عسكرية بغزة».
وأشارت الصحيفة، إلى أن الحكومة الحالية مثل سابقاتها، ترد على إطلاق الصواريخ وفقًا لسياسات تتعلق بمكان إطلاق الصواريخ، وهي سياسة باتت معروفة للجميع، بأن هناك فجوة كبيرة في مدى الردود الإسرائيلية ليس وفقًا لمسألة عدد «الضحايا»، ولكن وفقًا للمكان الذي سقط به الصاروخ، إن كان في عسقلان مثلًا، أو تل أبيب.
وأضافت الصحيفة: «تدرك حماس جيدًا أنه من وجهة نظر الحكومات الإسرائيلية، فإن قانون عسقلان ليس هو نفسه قانون تل أبيب، فإطلاق النار على غلاف غزة يسمح برد ضعيف، لكن استهداف غوش دان يكون رد الفعل أكثر حدة، وفي كلتا الحالتين اختارت إسرائيل الانتباه لرسائل حماس وأعذارها بشأن إطلاق الصواريخ مرة بحجة الطقس، ومرة بحجة حدوث ماس كهربائي أو إطلاقها من عناصر متمردة». وفق تعبيرها.
ووفقًا للتقييم الاستخباري الإسرائيلي، فإن «الصاروخ أطلق من قبل حركة الجهاد الإسلامي، وهو نابع من تقدير موقف سابق عن نية الحركة إطلاق الصواريخ خاصة منذ اغتيال نشطائها في جنين».
وشككت صحيفة هآرتس، في أن الضغوط التي تمارسها المخابرات المصرية بعد إطلاق الصاروخ قد تؤتي ثمارها، وأنه من المحتمل أن تطلق حماس العنان للجهاد الإسلامي بإطلاق الصواريخ، أو حتى تتعمد استخدام نيرانها كإشارة تهديد لإسرائيل بعد إطلاق الصاروخ المضاد للطائرات.
وأكدت على أن الوضع الحالي يشير بما لا يدع مجالًا للشك أن الوضع الأمني المتوتر في جميع الساحات الفلسطينية، وعدم وجود مؤشرات على تحول حاسم في هذه الأحداث نحو الأفضل أو الأسوأ، لا يزال احتمال انفجار الأوضاع بشكل كبير متوقعًا، مع استمرار وجود أسباب قد تدفع لذلك مثل عودة العمليات في جنين، أو مسيرة الأعلام في القدس، وتهديد ايتامار بن غفير بوضع مكتب له في باب العامود.
وفي تقرير آخر لها، نقلت الصحيفة عن عضو مكتب سياسي في حماس لم تسمه، قوله، إنه خلال اجتماع الفصائل أمس طلب رئيس الحركة بغزة يحيى السنوار من الفصائل عدم إطلاق الصواريخ بشكل مستقل وأن يتم تجنب مثل هذه الخطوة، وأن كل خطوة يجب أن تكون منسقة ضمن غرفة العمليات المشتركة.
وأكد المصدر على أن حماس غير مهتمة بالتصعيد، وتأمل في أن تساعد الضغوط الدولية والعربية في وقف التوتر القائم في الأقصى.
من جهته نقلت صحيفة معاريف العبرية عن مصادر عسكرية وأمنية إسرائيلية قولها إن «الوضع حاليًا على جبهة غزة هش، وأن هذه الساحة قد تتأثر بما يجري في القدس، خاصة بعد إطلاق الصاروخ من القطاع».
وقالت المصادر ذاتها «لو أرادت حماس وقف إطلاق الصاروخ لفعلت ذلك، لأنها منعت محاوات مماثلة في الآونة الأخيرة».
ورجحت أن تكون حركة الجهاد الإسلامي تقف خلف إطلاق الصاروخ.
وادعت تلك المصادر، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر مصنعًا جديدًا لتصنيع الصواريخ أعادت حماس إنشائه بعد عملية «حارس الأسوار/ سيف القدس» في مايو/ أيار العام الماضي، وكانت إسرائيل تنتظر فرصة لتدميره ردًا على إطلاق أي صواريخ.
وتقدر ذات المصادر، أنه في حال استمرت الأحداث غير العادية في الأقصى والقدس، فإن التصعيد قد يمتد لغزة، والضفة، لكنه بدرجة أقل في الأخيرة.
وقال مصدر أمني إسرائيلي للصحيفة العبرية: «في حال تصعيد الوضع في الجنوب (غزة)، فإن إسرائيل ستصعد ردها العسكري الذي كان معتدلاً للغاية أمس، والذي نفذ بشكل محدود لمنع مزيد من التصعيد». وتضيف الصحيفة إن «المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تستعد لإطلاق مزيد من الصواريخ من قطاع غزة».
وكررت الصحيفة نشر معلومات نشرتها صحف أخرى بأن «إطلاق حماس لصاروخ مضاد للطائرات، لم يكن ليشكل أي خطر، وأنه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها مثل هذه الصواريخ وأنها لا تشكل أي خطرًا على الطيران الحربي الإسرائيلي خاصةً وأنها قديمة وتأثيرها ضعيف جدًا». وفق زعمها. ■

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف