بيروت-“القدس العربي”

تعقد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي غداً الجمعة آخر جلساتها، قبل تحوّلها إلى حكومة تصريف أعمال، مع بداية ولاية مجلس النواب الجديد، وقد أعدّ للجلسة جدول أعمال فضفاض من 133 بنداً ليس بينها رفع تعرفة الاتصالات، التي ينادي بها وزير الاتصالات جوني القرم، لئلا ينهار القطاع، ويتوقف الانترنت، خشية اندلاع انتفاضة، على غرار ما حصل لدى زيادة 6 دولار على الواتساب في 17 تشرين/أكتوبر. وقد لوّح الوزير قرم بالاستقالة، في حال عدم البتّ برفع التعرفة، قائلاً “استقالتي مطروحة على الطاولة. الاتصالات لا بديل لها، وكي لا يُقال انهار القطاع على عهد الوزير قرم”.

هل يرشّح الرئيس بري عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائبة والوزيرة السابقة عناية عز الدين إلى رئاسة المجلس؟

وفي انتظار اتضاح شكل الحكومة الجديدة، ومعرفة من سيسمّي النواب، وهل سيتم الاتفاق على رئيس حكومة جديد من الفترة المتبقية من ولاية عهد الرئيس ميشال عون أم يبقى الرئيس نجيب ميقاتي في وضعية تصريف الأعمال، بدا أن موضوع الحكومة مرتبط بمدى التوافق على تمرير استحقاق انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه في ظل ترشح الرئيس نبيه بري وحيداً من قبل الثنائي الشيعي، وعدم وجود أي نائب شيعي خارج الـ 27 نائباً الذين أوصلتهم الانتخابات على لوائح “حركة أمل” و”حزب الله”.

وقد جدّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رفض نواب “الجمهورية القوية” انتخاب بري لرئاسة المجلس، معتبراً أن المواصفات لا تنطبق عليه، وقال “على أيّ مرشح جدّي أن يتعهد بتطبيق النظام الداخلي للمجلس حرفيًّا وبالتصويت الإلكتروني، وبعدم إقفال المجلس تحت أي ظرف من الظروف، وأن يعمل لإعادة القرار الإستراتيجي كاملاً إلى الحكومة لذلك لن نصوّت لبري”، موضحاً “أن الأمور ليست شخصية مع الرئيس بري، ولكن تموضعه السياسي مختلف تماماً عن مشروعنا، وسنرى من يسير بمشروعنا والمواصفات التي طرحتُها”.

وكما جعجع، فإن حزب الكتائب وقوى تغييرية عديدة ترفض إعادة انتخاب بري لولاية سابعة، الأمر الذي يطرح تساؤلات إن كان بري، الذي طالما فاز برئاسة المجلس بأكثريات موصوفة، يقبل أن يتبوأ سدة الرئاسة الثانية بأقل من نصف عدد النواب؟ ومن المعلوم أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد يمنح الرئيس بري أصوات الحزبيين من كتلته، وكذلك قد يفعل قدامى نواب “المستقبل”، وأن التيار الوطني الحر، بناء على تدخل حزب الله، قد يساير الرئيس بري ويترك الخيار بالتصويت له كما فعل في عام 2018، خصوصاً إذا تمت صفقة تقضي بإسناد نيابة رئاسة المجلس إلى النائب الياس بو صعب.

في غضون ذلك، يدور همس في بعض الأروقة حول إمكانية أن يرشّح الرئيس بري عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائبة والوزيرة السابقة عناية عز الدين إلى رئاسة المجلس، فيما النائب جميل السيّد يرغب في تبوّء هذا المنصب، لكنه يصطدم بدوره برفض الأحزاب المسيحية والقوى التغييرية انتخابه نظراً لعلاقته بالنظام السوري. أما لمنصب نائب رئيس المجلس فلم تحسم القوات اللبنانية ترشيح النائب المنتخب غسان حاصباني، علماً أن القوى التغييرية لديها مرشحاً هو النائب ملحم خلف الذي تربطه علاقة صداقة بالرئيس بري.

أشرف ريفي: الرئيس بري مكون لبناني، وأنا كنت وسيطاً بينه وبين السعودية ليقول لها إنه شيعي عربي ولبناني، وليس من شيعة الفرس.

على الخط الحكومي، طرح بعض نواب قوى التغيير أسماء لتولي رئاسة الحكومة المقبلة، بينها السفير نواف سلام، والنائب ابراهيم منيمنة، وأوضح النائب اللواء أشرف ريفي أنه لم يتحدث مع أحد في موضوع ترشحه إلى رئاسة الحكومة، ولم يتبلّغ من أحد بطرح ترشيحه. وأعلن ريفي “أن هناك تفكيراً في تأليف جبهة سيادية تضم 3 مكونات أساسية، السني عبر جمع البيت الواحد، القوات اللبنانية كمكوّن مسيحي، والاشتراكي كمكون درزي”، معتبراً “أن الثوار في حال تحالف مع القوات وحزب الكتائب وكل القوى السيادية بمنطق وطني”، كاشفاً أنّه سيكون “والقوات اللبنانية جبهة واحدة”، ولافتاً إلى “أننا بدأنا بتغيير الواقع من خلال هذه الانتخابات، ولن يحصل الرئيس بري على النصف، وسنضع ورقة بيضاء ولن نعطي شرعية للسلطة التي أوصلتنا إلى واقعنا الحالي”، مؤكداً “أن الرئيس بري مكون لبناني، وأنا كنت وسيطاً بينه وبين السعودية ليقول لها إنه شيعي عربي ولبناني، وليس من شيعة الفرس”.

وكان رئيس حزب القوات علّق على كلام أمين عام حزب الله، فرأى في قوله إن لا أكثرية لأي فريق “اعترافاً بفقدانه الأكثرية”. وقال، في كلمة له بعد اجتماع تكتل “الجمهورية القوية”، بمشاركة 19 نائباً، من ضمنهم رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون: “إن تيار الكذب والتشويه والخداع يجعلك تدخل بأمور للتوضيح بشأن الكتلة الأكبر في المجلس النيابي، ولو كنت مكان باسيل لاخترت مكاناً في الطابق 17 تحت الأرض لأجلس فيه. فبأيّ عين يقول انتصرنا؟”، مؤكداً “أننا أكبر كتلة في المجلس وسنتحمّل مسؤوليتنا على هذا الأساس. وتبيّن أنه علينا أن نوضح للناس أنّ تكتلنا 19، أما هم فـ ـ18 مع محمد يحيى ومن منعوا “التيار” من العمل “شقلوه” معهم، وعلى لوائحهم في كل لبنان وأعطوه سليم عون وشربل مارون وسامر التوم وإدغار طرابلسي”.

مفارقات البرلمان اللبناني الجديد

في برلمان 2022 ستُسجّل مفارقتان: الأولى أن الرئيس نبيه بري، الذي أمضى 30 سنة في رئاسة مجلس النواب، بات هو رئيس السن في البرلمان، وسيترأس جلسة انتخابه، إلا إذا تغيّب أو كلّف نائباً آخر بترؤس الجلسة. وإذا كان الرئيس بري لا يضمن حالياً أن ينال نصف أصوات النواب فهو سبق أن حصل عام 1992، عند انتخابه لأول مرة على 105 أصوات، ثم نال 122 صوتاً في دورة 1996، ونال 90 صوتاً عام 2005 وكذلك في عام 2009 نال 90 صوتاً ليرتفع الرقم في دورة 2018 إلى 98 صوتاً.

المفارقة الثانية أن النائب الدرزي المنتخب فراس حمدان، الذي خرق لائحة الثنائي الشيعي في دائرة الجنوب الثالثة، هو الثائر الذي أصيب بشظايا رصاص في صدره، وقلبه خلال الاحتجاجات الشعبية في محيط مجلس النواب بعد تفجير مرفأ بيروت، ولم يتمكن الأطباء الذين أجروا له عملية جراحية من استخراج الحبيبات. وحمدان، الذي يبلغ من العمر 33 سنة، هو أصغر نائب في البرلمان، وسيتولى وظيفة أمين سر في جلسة انتخاب رئيس المجلس وسيجلس إلى يمين الرئيس بري.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف