أصيب العشرات بجروح وحالات اختناق، أمس، جراء قمع المسيرات التي خرجت في محافظات عدة رفضاً للاحتلال والاستيطان وسرقة الأرض الفلسطينية، وخلال مواجهات في بلدتَي قباطية وعزون، في الوقت الذي أخطرت فيه قوات الاحتلال بوقف بناء منزل في مسافر يطا، تزامن ذلك مع تصعيد المستوطنين اعتداءاتهم بحماية جنود الاحتلال، وأقدموا خلالها على تعليق العلم الإسرائيلي على قبة مسجد قرية كيسان، ومهاجمة مركبات المواطنين على الطريق الواصلة بين مدينتَي نابلس وقلقيلية، واقتحام أراضي قريتَي الباذان وقريوت.
ففي بلدة كفر قدوم، شرق قلقيلية، أصيب 9 شبان بجروح والعشرات بالاختناق جراء قمع مسيرة البلدة الأسبوعية المناهضة للاحتلال والاستيطان.
وأفاد مراد شتيوي الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية بأن المسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة بمشاركة المئات من أبناء البلدة ممن رفعوا الأعلام الفلسطينية، ورددوا الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال والمستوطنين.
ونوّه إلى أن مسيرة البلدة شارفت على إنهاء عامها الـ11، مجدداً التأكيد على استمرارها حتى تحقيق أهدافها المنسجمة مع المشروع الوطني بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
وأكد أن جنود الاحتلال اعتدوا على المشاركين في المسيرة بإطلاق كثيف للرصاص المعدني وقنابل الغاز، ما أدى إلى اندلاع مواجهات تصدى خلالها الشبان لجنود الاحتلال بالحجارة من مسافة الصفر وحالوا دون اقتحامهم البلدة رغم محاولاتهم المتكررة.
وأشار إلى أن المواجهات أسفرت وقوع تسع إصابات بالرصاص المعدني، بينهم صحافي، والعشرات بحالات اختناق متفاوتة.
في قرية بيت دجن، شرق نابلس، قمعت قوات الاحتلال مسيرة رافضة لإقامة بؤرة استيطانية على أراضيها.
وانطلق أهالي القرية في مسيرة شعبية نحو أراضيهم التي يستولي عليها المستوطنون.
ومنع جنود الاحتلال المسيرة من الوصول إلى موقع البؤرة وهاجموها مطلقين الرصاص وقنابل الغاز، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أصيب خلالها مواطن بجروح والعشرات بالاختناق.
وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل بأن متطوعاً في الإغاثة الطبية أصيب بقنبلة غاز في وجهه، نقل على إثرها إلى المستشفى، كما أصيب مواطنون بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وفي بلدة بيتا، جنوب نابلس، أصيب العشرات بالاختناق جراء قمع مسيرة البلدة الرافضة لإقامة بؤرة استيطانية على أراضي جبل صبيح.
وأفادت مصادر محلية بأن مئات المواطنين أدوا صلاة الجمعة على أراضي جبل صبيح ثم انطلقوا بمسيرة شعبية نحو قمته رفضاً لإقامة البؤرة الاستيطانية.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص وقنابل الغاز بكثافة تجاه المشاركين في المسيرة خلال توجهها إلى قمة الجبل، حيث تتمركز قوات الاحتلال خدمة للتوسع الاستيطاني، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أصيب خلالها العشرات بالاختناق.
وقالت جمعية الهلال الأحمر: إن طواقمها قدمت الإسعافات لإصابات بالاختناق خلال المواجهات في بلدة بيتا.
وفي بلدة قباطية، جنوب جنين، أصيب شاب بالرصاص الحي خلال تصدي المواطنين لعملية اقتحام.
وقالت مصادر محلية: إن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة قباطية وقرية مثلث الشهداء، فجر أمس، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز، ما أسفر عن وقوع إصابات بالاختناق.
وفي بلدة عزون، اندلعت مواجهات مماثلة أصيب خلالها العشرات بالاختناق.
وأفادت مصادر متعددة بأن قوات الاحتلال أطلقت خلال تصدي المواطنين لاقتحامها مدخل البلدة قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، ما أدى إلى وقوع إصابات بالاختناق.
من جهة أخرى، أخطرت قوات الاحتلال بوقف بناء منزل قيد الإنشاء في مسافر يطا.
وقال راتب الجبور منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل: إن قوات الاحتلال أخطرت المواطن عيسى إبراهيم حرب، بوقف البناء في منزله قيد الإنشاء على مساحة 120 متراً مربعاً، في منطقة الفرا، القريبة من مستوطنة "عتنائيل" المقامة على أراضي المواطنين عنوة.
وعلى صعيد الاعتداءات الاستيطانية، رفع مستوطنون العلم الإسرائيلي على قبة مسجد قرية كيسان، شرق بيت لحم.
وأفاد الناشط أحمد غزال بأن مجموعة من المستوطنين تسللت إلى القرية، فجر أمس، وحاولت اقتحام مسجدها، مشيراً إلى أن آثار محاولة الاقتحام كانت بادية على باب المسجد الرئيس الذي تعرض لأضرار كبيرة.
وأشار إلى أن أهالي القرية فوجئوا، صباح أمس، بإقدام المستوطنين على رفع العلم الإسرائيلي على قبة المسجد، لافتاً إلى أن قرية كيسان تتعرض منذ فترة لاعتداءات متكررة من المستوطنين وبحماية قوات الاحتلال، أبرزها الاعتداء على المزارعين والرعاة، ومنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم والاستيلاء على مساحات واسعة منها، علاوة على عمليات الهدم والتجريف.
وقالت مصادر محلية: إن أهالي القرية أزالوا العلم الإسرائيلي ورفعوا مكانه العلم الفلسطيني.
وقرب قرية عزبة الطبيب، شرق قلقيلية، أقدم مستوطنون على مهاجمة مركبات المواطنين.
وأفادت مصادر محلية بأن مستوطنين تجمعوا على مدخل القرية الرئيس الواقع على شارع نابلس - قلقيلية، ورشقوا مركبات المواطنين بالحجارة، ما أدى لتضرر عدد منها.
وفي قرية قريوت، جنوب نابلس، جدد عشرات المستوطنين اقتحامهم نبعَي قريوت وعين سيلون الأثريين اللذين يغذيان القرية.
وقالت مصادر محلية: إن المستوطنين اقتحموا منطقة النبعين بحماية قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص وقنابل الغاز المسيل الدموع بكثافة صوب المواطنين الذين تصدوا للاقتحام.
وأشارت إلى أن مواجهات عنيفة اندلعت خلال تصدي المواطنين لعملية الاقتحام أصيب خلالها العشرات بحالات اختناق متفاوتة، لافتة إلى أن المستوطنين يحاولون ربط المستوطنات الجاثمة على أراضي القرية ببعضها عبر الاستيلاء على أراضي القرية.
وفي قرية الباذان، شمال شرقي نابلس، اقتحم مستوطنون بحماية قوات الاحتلال، منطقة النبع.
وأفادت مصادر محلية بأن خمس حافلات تقل مستوطنين برفقة قوات الاحتلال اقتحمت منطقة رأس النبع، من ناحية حاجز الحمرا العسكري، ومكث المستوطنون في المنطقة نحو ساعتين قبل مغادرتهم.
يذكر أن المستوطنين ينفذون اقتحامات لمنطقة ينابيع الباذان بين الفينة والأخرى، حيث يأتون إلى المنطقة إما مشياً على الأقدام من مستوطنة "ألون موريه"، أو بحافلات من جهة حاجز الحمرا، في محاولة للاستيلاء على المنطقة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف