دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية، ليس وحده الذي طلب اغلاق بوابات الولايات المتحدة في وجه المسلمين. فهناك عدد من سكان العفولة ممن لم يبقوا لامبالين، طلبوا اغلاق بوابات المدينة في وجه العرب، مسلمين ومسيحيين على حد سواء. لكن مع كل الاحترام، يوجد هنا فرق أساسي.
بلاد ترامب تقدم لم يصل اليها الفرص والتقدم والهاي تيك. وفي المقابل ما الذي سيخسره العرب اذا لم يدخلوا الى العفولة؟ هل ستُحرم أعينهم من مشاهدة المناظر الطبيعية التي يطل عليها برج إيفل الموجود في الميدان المركزي؟ هل سيفوتهم عرض الباليه "حديقة البجع" في مسرح "البولشوي" المحلي؟ هل سيخسر أولادهم لأنهم لن يصلوا الى وادي السليكون التابع للعفولة؟ لماذا كل هذه الضجة. فالعفولة في نهاية المطاف هي مدينة مجهولة المصير، ليس فيها صناعات متطورة أو اماكن ثقافية.
هذا الزمن هو زمن خائن. فبدل قول شكرا للعرب لأنهم يأتون، يتظاهرون ضدهم، والاغلبية تصمت وتوافق على ذلك. اذا فحصت الامور يتعمق يتضح أن العرب قد ساعدوا وأفادوا المدن التي سكنوا فيها. انظروا مثلا الناصرة العليا. بدون العرب كانت ستكون مدينة فارغة بعد أن غادرها عدد كبير من الشباب وانتقلوا الى المركز. وبعد أن جاء العرب عاد الماكياج الى وجهها. إذا سجلوا أمامكم ظاهرة طبيعية: كل مدينة تم اغلاقها في وجه العرب انهارت وأفلست. وفي المقابل، كل مدينة فتحت أبوابها أمام العرب ازدهرت.
النتيجة هي أنه بدون العرب فان المحيط يحتضر. ورغم أن بن غوريون لم يعترف بالمشاعر القومية للعرب، إلا أنه لم يستطع على ضوء التصاقهم بالمحيط، سوى الاعتراف أن للعرب "التصاق بالارض" وأولادهم لم يغادروا الى المركز أو الخارج بل بقوا في مدنهم. "البركة موجودة في الشباب"، كما يقول العرب، وحينما تغادر البركة اليهودية وتذهب الى المركز أو الخارج، تبقى فقط البركة العربية التي تحيي المحيط. أرجوكم أن تغمضوا أعينكم للحظة وتتخيلوا الجليل بدون العرب. إنكم لن تشاهدوا سوى مدينة أشباح.
"مثل الأيتام على طاولة الحقيرين". هكذا وصف العرب وضعهم في الايام الاولى للدولة. وبعد 67 سنة بقي الوضع على حاله. فاليوم ايضا العرب مُهانون ويتم تصويرهم على أنهم غزاة على أبواب السادة لأخذ قطعة ارض للسكن، وامرأة تصرخ بأن يبقوا في قراهم. لا توجد مشكلة، أعيدوا لنا أراضينا في معلول مثلا، وأغلقوا أمامنا الناصرة العليا والكرمل وجميع الكيبوتسات المحيطة.
يتحدث شالوم دختر في كتابه "ما وراء النوايا الحسنة" عن كيبوتس يريد الحياة المشتركة، ويريد إشراك رجل اعمال عربي في أحد المشاريع. وخلال المفاوضات وبعد أن تحدث عن دوره في المشروع، سأل العربي ممثل الكيبوتس عن مساهمة الكيبوتس في المشروع. فأجاب ممثل الكيبوتس بلهفة: "الارض". لا داعي للقول بأن هذه الارض تمت مصادرتها من نفس القرية العربية التي جاء منها العربي. وهناك الكثير مما يمكن تعلمه من أفعال الصهاينة.
مع ذلك، توجد نقطة ضوء في هذا الظلام. فبمجرد أن رُفعت الحواجز أصبح هناك عدد لا بأس به في مجال الهاي تيك، وارتفع عدد المهندسين من 300 الى 3000. كنت مؤخرا في لقاء في الناصرة تقديرا لـ سمدار ناهف، الطليعية في دمج العرب في صناعة الهاي تيك. وقد أحاطني شعور وادي السليكون. ها هي مدينة الناصرة تستقبل القادمين اليها، يهودا وعربا، بالحب وبوحدة المصير. هل هذه اسرائيل؟ سألتني. "هذه اسرائيل التي ستكون"، أجبتها. مدينة البشارة تخرج ببشارة اخرى. هذه المرة بشارة يهودية عربية.

Frankie - MMK5XKT3M
2016-05-18 08:14
I am forever indebted to you for this inmirfatoon.

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف