يمكن أن نتأثر بقدرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على ادارة حزبه بكفاءة وخبرة. فقد قررت محكمة الليكود عدم اجراء الانتخابات الداخلية التي لم يعد لها معنى، بغياب مرشحين غير نتنياهو، ورئيس الوزراء أثبت بانه لا يوجد سياسي أكثر خبرة منه. هذا أمر جيد: رئيس الوزراء الذي لا يعرف كيف يدير الساحة السياسية بخبرة ينهي حياته السياسية مثلما انهاها ايهود باراك. رئيس الوزراء الذي يتعب من ادارة الساحة السياسية ينهي حياته السياسية مثلما انهاها مناحم بيغن. اما نتنياهو فيبدو انه لا تزال لديه شهية للحكم، ولديه أيضا قدرة سياسية حزبية.
لنتنياهو ايضا جدول أعمال ومواقف في المواضيع المختلفة. يخيل أن اغلبية الجمهور الاسرائيلي تفضل جدول أعماله على جدول أعمال خصومه؛ والا لما كان نتنياهو انتخب المرة تلو الاخرى. قادة المعارضة يمكنهم أن يواصلوا التذمر أو التفكه على الحكم الفردي لنتنياهو في حزبه، ومن خلاله في جدول الاعمال السلطوي لاسرائيل – فالتذمرات والتفكهات هي سلاح الضعفاء.
ينبغي الاعتراف: ثمة شيء ما فكاهي فعزلة نتنياهو اللامعة في القيادة، ولكن أكثر من هذا، ثمة في عزلته في القيادة شيء ما مقلق. فالزعماء يتآكلون في مناصبهم. الزعماء ينجرفون وراء سكرة قوتهم. الزعماء يفقدون طاقة الابداع. فهم يتعبون ويُتعبون. في الولايات المتحدة، في منتصف القرن الماضي عدل الدستور بحيث لا يمكن لاي رئيس ان يتولى منصبه اكثر من ولايتين. وقد تم هذا بعد أن انتخب فرانكلن روزفلت للمرة الرابعة وعندها مات، فحل محله نائبه هاري ترومن. وقد كان هذا تعديلا مناسبا وناجحا.
من رأى الرئيس براك اوباما في خطابه للامة هذا الاسبوع كان يمكنه أن يلاحظ التعب المتراكم واحساس الاستنفاد. اوباما ملزم بان يذهب الى البيت بعد سنة. وامريكا ستحل عليها البركة – كما ينبغي الامل – برئيس جديد او رئيسة جديدة. وبعد بضعة اسابيع من ذلك من بركته او بركتها، سيأتي للزيارة معرفة قديمة: رئيس وزراء اسرائيل.
من الصعب أن يتقرر في اسرائيل قانون يفرض الاعتزال على رئيس الوزراء. فطريقة الانتخابات الحزبية – الائتلافية عندنا لا تتناسب مع ذلك، وعليه فان نتنياهو لن يستبدل الا عندما يسقط في الانتخابات، الداخلية أو العامة، او لا سمح الله يتعب. ومن سيأتي مكانه؟ ليس سرا ان اسرائيل تعاني من نقص في المرشحين لمنصب رئيس الوزراء. منذ سنوات عديدة والمعارضة لا تطرح امام نتنياهو شخصيات يمكنها أن تنتصر عليه.
قبل 15 سنة رفعت المعارضة عمرام متسناع مقابل ارئيل شارون. لا قوى. قبل خمس سنوات رفعت شيلي يحيموفتش مقابل نتنياهو. لا قوى. في الانتخابات الاخيرة جرب اسحق هرتسوغ قوته. ائتلاف واقعي بدون نتنياهو لم يكن لديه، ولا حتى للحظة واحدة في اثناء الحملة.
يبدو أنه سيكون صعبا على المعارضة ان تنتصر على نتنياهو، ولعله ينقصها المرشح الصحيح. ولكن معقول اكثر ان يكون ينقصها الفكر الصحيح. نتنياهو ينتصر، ضمن امور اخرى، لان الجمهور يتفق معه – غريب بقدر ما يسمع هذا لبعض من خصومه. وعليه، فان غياب المرشحين الاقوياء من بين المعارضة ممن يمكنهم ان يحلوا محل نتنياهو ليس القصة المشوقة عن وضع الزعامة الاسرائيلية؛ القصة المشوقة تتعلق بغياب خيار واقعي من داخل الائتلاف. واذا ما واصل الايمان بما يؤمن به اليوم، فان اسرائيل لن تختار مع حلول اليوم استبدال نتنياهو بضد - نتنياهو، وستختار استبدال نتنياهو بنيو-نتنياهو جديد. نتنياهو من طراز جديد.
دولة ليس لديها زعامة بديلة هي دولة في مشكلة. دولة لا تنتج زعماء شباب، مجربين، جوعى للحكم، خبراء ومسؤولين هي دولة في مشكلة. وحتى من يؤيد مواقف نتنياهو، وحتى من يعتقد انه رئيس وزراء معقول او حتى ناجح يجب أن يلاحظ هذه المشكلة. وحتى ناخبي الليكود ومؤيديه عليهم ان يلاحظوها. حتى ناخبي اليمين والمؤمنين بطريقه عليهم أن يبحثوا عن سبل لحلها. نتنياهو غير مذنب في انه لم يتوفر له منافسون مناسبون ولا حاجة للتوقع منه ان يوفر لنفسه خليفة مناسبا. هذه مهامة حتى الزعماء المحبوبين اكثر منه فشلوا فيها

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف