نشر يوسي فيرتر في «هآرتس»، يوم يوم الجمعة الماضي، القصة الاكثر احداثا للانكسار في الاسبوع الماضي. ويتبين أنه في 30 آذار جاء ايتان كابل، عضو الكنيست من حزب العمل، الى بيت رئيس الحكومة وقال له: «جئت اليك وأنا اشعر بعدم الثقة»، وفي نهاية اللقاء، كما قال كابل، فانه اقتنع بأن نتنياهو هو شخص جدي، فقد تلاشت سنوات طويلة من عدم الثقة في هذا اللقاء. يبدو أن كابل لا يفهم إلى أي حد تُغضب سذاجته وتبعث على اليأس عندما يقول لفيرتر: «كنت استيقظ في الليل وأقول لزوجتي نوعا: إن ما هو على استعداد لاعطائه لنا هو أمر لا يُصدق». إن كل ما قاله كابل واسحق هرتسوغ في الماضي عن نتنياهو لا يستحق التعقيب عليه. يكفي التذكير أنه في 2009 التقى نتنياهو مع كابل في محاولة لاقناعه بتأييد انضمام حزب العمل الى الحكومة. يبدو أن كابل كان أقل يأسا حينها، ورفض. وهذا لم يمنع ايهود باراك من الانضمام. من المؤكد أنه قال لزوجته ايضا إنه لا يصدق ما الذي نتنياهو على استعداد لاعطائه. وانتهى ذلك بانسحاب باراك. ولم يقم نتنياهو بتعداد أو رؤية اقتراحات باراك حول الانفصال أحادي الجانب عن الفلسطينيين أو المفاوضات السياسية. في أيار 2012 قرر شاؤول موفاز ايضا بخطوة تعبر عن اليأس السياسي «تجربة» نتنياهو. نسي موفاز أنه لقبه بـ «كذاب» وتعهد بعدم الانضمام الى حكومته. من المؤكد أنه قال لزوجته إنه لا يصدق ما الذي نتنياهو مستعد لاعطائه. وتعهد نتنياهو بسن قانون التجنيد للجميع وتغيير طريقة الحكم حتى كانون الاول، وانتهى الامر دون قانون تجنيد ودون تغيير طريقة الحكم. وبين ذلك وذاك أرسل نتنياهو الرئيس شمعون بيريس الى جولة محادثات سرية مع محمود عباس. ذهب بيريس وعاد وهو لا يصدق كم نتنياهو مستعد للذهاب بعيدا. وعندما حان وقت عرض الخارطة على عباس طلب نتنياهو تأجيل اللقاء. ولم يتم اللقاء حتى الآن. في العام 2013 انضمت تسيبي لفني الى حكومة نتنياهو. من المؤكد أنها قالت لزوجها ايضا إنها لا تصدق كم نتنياهو مستعد للذهاب بعيدا إلى درجة دفعتها الى نسيان جميع خطاباتها التي كانت تقول فيها لماذا يجب عدم تصديق نتنياهو، وانتهى الامر بتحطم آخر (بشكل أو بآخر نجحت لفني باتهام عباس بالامر) وأُقيلت من الحكومة. رجال هرتسوغ على قناعة حتى الآن أن نتنياهو كان جديا. وهم يصفونه بـ «الرمال المتحركة» و»قابل لأن يتم الضغط عليه» ويصفون اوضاعا لا يمكن استيعابها في المفاوضات. ويتبين أن نتنياهو لا يوجد لديه مبدأ مقدس. إنه مستعد ليلقي بقانون الجمعيات إلى القمامة، مع قانون «في 15» وقوانين اخرى. بعد ايام من ذلك تراجع. ليس لأن هذا مهم، بل لأنه لا يستطيع تمرير ذلك. الشيء ذاته بالنسبة لصيغة الغاز التي ناضل من اجلها كثيرا. هي ايضا ألقيت بلحظة (كان يفترض أن يضع كابل صيغة جديدة). وكان نتنياهو مستعدا لاعطاء الفيتو لهرتسوغ حول البناء في المستوطنات (هذا لا يشمل المدن اليهودية في «المناطق») وكأنه لم يحارب حتى الآن كي لا يكون هناك تصريح علني كهذا. هل حقا اعتقد هرتسوغ وكابل أنه يمكنهما تغيير هذا الشخص؟. منذ تحطم المفاوضات يقول هرتسوغ وكابل إنهما كانا مضطرين للتجربة وإن من هو مستعد للحديث مع الفلسطينيين قادر بالتأكيد على التفاوض مع رئيس حكومة اسرائيل. هؤلاء الرومانسيون، يحاولون. وأنا أحبهم. لو كنت معلقا للرياضة لمباراة بين فريقين لا أعرفهما لكنت وقفت بشكل تلقائي إلى جانب الفريق الخاسر. لكن الخسارة واليأس والخداع – هذه امور مختلفة. خلال الصراع الكبير داخل حزب العمل شبهت يحيموفيتش هرتسوغ بالكلب. كان هذا قولا بائسا، وكان من المفروض مواجهتها على الفور. ومع ذلك يجب على هرتسوغ أن يستقيل. فببؤسه لا يمكنه تمثيل أحد يريد تغيير نتنياهو.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف