:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/10096

رغم حملة المقاطعة الدولية .. مشاركة فلسطينية رسمية في مؤتمر هرتسيليا

2016-06-16

حظيت المشاركة الفلسطينية في مؤتمر هرتسيليا السنوي، بجملة انتقادات واسعة، خاصة لما تشكله من ضربة لجهود حركة المقاطعة الدولية.
ولم تمنع الانتقادات والتصريحات الاعلامية ضد فوز اسرائيل باللجنة القانونية في الامم المتحدة، من مشاركة مسؤولين فلسطينيين رسميين في المؤتمر، في مشهد صارخ بالتناقض.
وقال نائب رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي الياس الزنانيري ، ان اليوم شهد القاء كلمة لعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد المجدلاني.
واوضح الزنانيري ان جلسة حوارية مطولة ستعقد خلال مؤتمر هرتسيليا عن مبادرة السلام العربية.
وعن الانتقادات حول المشاركة الفلسطينية في هذا المؤتمر، ان مؤتمر هرتسيليا السنوي، تحول الى مؤتمر دولي تدعو اليه اسرائيل شخصيات من كل العالم للمشاركة به، وهذه فرصة للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لأن تطرح موقفها بصورة واضحة دون اي شوائب.. فما الخطأ في ذلك؟
واضاف "هذا الموضوع ليس له علاقة بالتطبيع والمقاطعة، وانما هو اشتباك سياسي من الدرجة الاولى، وعلى كل فلسطيني ان ينتهز الفرصة لنقل الموقف الفلسطيني الواضح الى كل جهة سواء اسرائيلية او غير اسرائيلية، وفي هرتسيليا او في لندن ".
وعن برنامج المؤتمر الذي يتحدث عن مستقبل اسرائيل وتثبيت وضعها الامني ، قال الزنانيري "فليكن، فليكن، نحن ننقل موقف القيادة بوضوح، وهو ان المصلحة الحقيقية لكل شعوب المنطقة هي في سلام شامل وحقيقي يقوم على حدود الدولتين، والتوصل الى حل عادل للاجئين، ما الخطأ في الاعلان عن هذا الموقف امام هذا المنبر او غيره".
واكد الزنانيري ان انتداب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احمد المجدلاني لحضور اللقاء والقاء كلمة، انما هو يمثل منظمة التحرير ، وليس نفسه.
واضاف "ان من لا يرى الجوانب الايجابية لهذا الحضور الفلسطيني السياسي في مؤتمر من هذا النوع، هو شخص مصاب بالحول السياسي".
وكانت حركة مقاطعة اسرائيل "BDS" نشرت على صفحتها على "الفيسبوك" صورة لعضو اللجنة التنفيذية احمد مجدلاني تحت عنوان "احمد مجدلاني شارك في مؤتمر هرتسيليا، الذي يهدف لحماية إسرائيل، ومواجهة حركة المقاطعة! ‫#‏رمضان_توف مجدلاني!"
في غضون ذلك قال المنسق العام لحركة المقاطعة الـ"BDS" محمود نواجعة ،"أن مشاركة الفلسطينيين في مؤتمرات اسرائيلية، هو ضد الشعب الفلسطيني، المقاومة، ويضعف حركة المقاطعة الدولية".
واضاف نواجعة: "أن المشاركة الفلسطينية في مثل هذه المؤتمرات تخدم اسرائيل في ضرب حركة المقاطعة، وتستخدمها للادعاء ان أن هناك جسور للسلام لا تزال قائمة مع الفلسطينيين"
ودأبت شخصيات فلسطينية على المشاركة في مؤتمر هرتسيليا بشكل منتظم، وهو مؤتمر انطلق منذ عام 2000 ف بمبادرة من المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. والضابط السابق في الموساد عوزي آراد.
من جانبه قال منسق اللجان الشعبية في الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان سهيل السلمان، " أن المشاركة في مؤتمر يضع استراتيجيات دولة الاحتلال، يشكل وصمة عار على جبين المشاركين، وطعنة لحركة المقاطعة وفرض العقوبات على اسرائيل".
وأضاف "أن المشاركين في المؤتمر قدموا خنجر على طبق من ذهب لاسرائيل لطعن حركة المقاطعة، التي خصصت اسرائيل ملايين الدولارات لمواجهتها في العالم".
ودعا السلمان الى مقاطعة كل من شارك في المؤتمر وعزلهم وعدم المشاركة معهم في أي عمل وطني.
وأوضح السلمان "أنه بدل المشاركة في مؤتمر يضع الاستراتيجيات لدولة الاحتلال، كان الاجدر عودة تلك القيادات الى شعبها وحل القضايا التي بين أيديها من انقسام بغيض، وصياغة موقف وطني جامع وموحد للشعب الفلسطيني، والتوجه للمحافل الدولية وخصوصا محكمة الجنايات الدولية ومحاسبة اسرائيل ومقاطعتها على مستوى العالم".
بدوره ، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ومنسق القوى الوطنية والاسلامية واصل أبو يوسف "اعتقد ان أي مشاركة فلسطينية في مؤتمرات مثل هرتسليا له علاقة بامن واستراتيجية الاحتلال في السنوات القادمة مبدأ مرفوض"
واضاف "مثل هذه المشاركات مضرة وخاصة في ظل هذه الحكومة الفاشية التي يرأسها بنيامين نتنياهو، وتعطي تفسيرات غير منطقية، وان مبدأها مرفوض".
وأضاف أبو يوسف، ان الموقف الفلسطيني ازاء المشاركة في هذه المؤتمرات ينطلق من دعواتنا الى وجود مقاطعة شاملة للاحتلال وتعزيز لحركة الBDS ، وانه في اللحظة التي نطالب فيها العالم بمقاطعة الاحتلال لا يجوز ان نطبع نحن معه، وأي مشاركة فلسطينية هي محاولة لاظهار أن هناك شيء مشترك.
واضاف "بدلا من المشاركة في هذه المؤتمر، يجب علينا ترتيب بيتنا الداخلي، وانهاء الانقسام واتمام المصالحة، والقيام بخطوات على المستوى الداخلي لتعزيز مقاطعة الاحتلال، والتوجه الى المؤسسات الدولية ومجلس الامن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية لمحاسبة اسرائيل ومعاقبتها على جرائمها."
وطالب ابو يوسف بـ"ادانة أي مشاركة في مثل هذه المؤتمرات" .
وانطلق،بعد ظهر أمس الثلاثاء، مؤتمر "هرتسيليا" السادس عشر، من مقر الرئيس الإسرائيلي رؤبين ريفلين.