المسحراتي : أشهر العادات الدينية والتقليدية بات ذكرى جميلة لأيام رمضان الخوالي
2016-06-21
لرمضان عاداته وتقاليده الخاصة، منها صورية تراها العين، ويحبها القلب، ومنها سمعية تعشقها الأذن فتعتادها، كصوت المسحراتي مثلاً! الذي بات يخفت صوته تدريجياً إلى أن بات ذكرى جميلة لأيام رمضان الخوالي.
وتعد ظاهرة المسحراتي في شهر رمضان المبارك من أشهر العادات الدينية والتقليدية، التي أوجدها أجدادنا لإيقاظهم على موعد آذان الفجر حتى يتناولوا طعام السحور.
وفي ظل التقدم الحاصل على أجهزة المنبهات واستخدام مكبرات المساجد لإيقاض الناس على السحور، أخذت ظاهرة المسحراتي بالانحسار التدريجي يوماً بعد يوم، حتى انحسرت بشكلها التقليدي الشهير في المدن كما هو الحال في البلدة القديمة في القدس والخليل ونابلس.
ومن المثير للجدل في رمضان هذا العام، قيام مجموعة من الشبان كثيري السهر، بحمل مجموعة من الطبول لكسر الملل، يجوبون بها شوارع الأحياء غناءً وتطبيلاً، بلباسهم العادي يسرحون في ساعات الفجر أو قبله بساعتين! وهو ما أثار حفيظة المواطنين وزاد من نقمهم على حملة الطبول، الأمر الذي خلق قلقاً للمواطنين ومنع نومهم.
ولم يتوقف هؤلاء المسحراتيين الجدد عند هذا الحد، بل استخدموا الفيسبوك منبراً لبث هوايتهم الرمضانية الجديدة، التي رفعوها على فيس بوك عبر تقنية البث المباشر.
المشحراتي
الصحفي محمد دراغمة أبدى عبر صفحته على موقع "فيس بوك" انزعاجه من ظاهرة المسحراتي الجديدة، إلى حد وصفه بالمشحراتي، ودون يقول: ظاهرة المسحراتي ظاهرة قديمة، سادت قبل اكتشاب الموبايلات التي تحتوي على منبهات شديدة الذكاء والفاعلية وقليلة الازعاج.
هذه الايام المشحراتي يزعجنا، ينكل بنا، ولا يدعنا ننام حتى بعد ان نتشحر.
اليوم تحديدا، كان المشحراتي يغني اغنية لعمر العبد اللات تقول كلماتها: يا بي يا بي يا بيه، حموا لي الكف شوية...وصل السيل الزبى ولم يبقى لنا سوى ان نخرج الى الشارع لنتصدى لمن لا يدعنا ننام، لمن لا يفهم أن ورائنا عمل في اليوم التالي... اللعنة.
اليوم تحديدا، كان المشحراتي يغني اغنية لعمر العبد اللات تقول كلماتها: يا بي يا بي يا بيه، حموا لي الكف شوية...وصل السيل الزبى ولم يبقى لنا سوى ان نخرج الى الشارع لنتصدى لمن لا يدعنا ننام، لمن لا يفهم أن ورائنا عمل في اليوم التالي... اللعنة.
الشرطة في مواجهة الإزعاج
بدوره قال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في شرطة رام الله المقدم عاهد حساين، أن الشرطة الفلسطينية على اتم الاستعداد للتعامل مع أي شكوى تصل من المواطنين حول ظهارة تزعجهم.
وأفاد حساين لـ"الحدث"، أن المسحارتي يجب أن يمتلك هيئة معينه تدل عليه ولا يتجاوز دوره التقليدي المعروف إلى حد الإزعاج، وأن يكون حاصلاً على تصريح من وزارة الأوقاف تسمح له بايقاض الناس على السحور، وما دون ذلك يعتبر مخالفة.
وأكد حساين، أن من يخالف ذلك وتصل للشرطة شكوى فيه، سوف يتم التعامل معه بالشكل القانوني، واعتبارها بقضية ازعاج وقلق للمواطنين، وسوف يتم منعه من تكرار ذلك.
ودعا حساين المواطنين إلى عد التردد والاتصال بالشرطة الفلسطينية على الرقم 100 في حال وجود إي ظاهرة إزعاج لهم سواء العمل في ساعات الليل، أو "التشحيط" بالسيارات، أو الحفلات والسهرات المتأخرة.
المسحراتي التقليدي
مما لا يختلف عليه اثنان أن "المسحراتي" رمزٌ جميل يحمل في طياته يوميات رمضانية قديمة لأجداد بسطاء، هدفوا من خلالها إلى إيقاظ الناس وإعانتهم على صيام وصلاة، دون أهداف مادية..فقط إنسانية!
وكان "المسحراتي" قديماً، يصحى من نومه قبل الآخرين، ويرتدي لباسه المميز من عمامة وسروال، ويحمل في يده طبلة صغيرة، يدق عليها ثلاث دقات في كل مرة يتوقف فيها عن إنشاد أجمل الأغاني الدينية، على سبيل المثال عندما يقول: "يا نايم وحد الدايم"، ويتبعها بثلاث دقات على الطبل، ثم يقول: "قوموا على سحوركم قوموا" ومن ثم يدق بنفس الوتيرة ثلاث مرات، ويعاود الغناء: "رمضان جاي يزوركم" وهكذا.
لكن تشقلب الزمان، جعل بضعة فتيان، يتجولون بطبولهم المزيفة، وبهيئة باهتة، لا يحملون رسالة ولا يهدفون خيراً، يأملون من الحي الذي أزعجوه 30 يوماً متواصلاً، أن يعطيهم عيدية، مبلغاً مالياً مقابل ممارسة لعبة طائشة وإزعاج متكرر، معتقدين أنهم كانوا "مسحراتي" لكنهم في أعين الناس "مشحراتي".