:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/10166

فروانة : إسرائيل تشكل حالة فريدة وشاذة في ممارسة التعذيب وشرعنته

2016-06-26

ال عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، أن دولة الاحتلال تشكل حالة فريدة وشاذة في ممارسة التعذيب، الجسدي والنفسي، في تعاملها مع المعتقلين الفلسطينيين والعرب. بهدف تدمير الإنسان الفلسطيني، جسدياً ومعنوياً، وتحطيم شخصيته وتغيير سلوكه ونمط تفكيره وحياته ومعتقداته السياسية.
وتابع: وهي الدولة الوحيدة في العالم التي شرّعت التعذيب قانوناً في سجونها ومعتقلاتها، ومنحت مقترفيه الحماية القانونية والحصانة القضائية، تحت ذرائع مختلفة من بينها القضاء على "القنابل الموقوتة"، مما فتح الباب على مصراعيه لاقتراف مزيد من الجرائم، واستخدام أساليب لا أخلاقية، دون محاسبة أو حتى ضوابط ومراقبة داخلية.
وأضاف: لقد شكّل التعذيب سياسة إسرائيلية رسمية وممارسةً مؤسسيةً وأضحى نهجاً أساسياً وجزءاً ثابتاً في المعاملة اليومية مع المعتقلين الفلسطينيين والعرب، ومُورس ويُمارس في كل الأوقات والأزمنة، وبحق المعتقلين كافة على اختلاف أجناسهم وفئاتهم العمرية، وأن كافة المعطيات الإحصائية تؤكد على أن كل من مرّ بتجربة الاعتقال، ذكورا واناثا، أطفالا وشبانا ورجالا، كان قد تعرض للتعذيب، الجسدي أو النفسي. مما يعني أن 100% ممن اعتقلوا تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب.
واكد فروانة على أن التعذيب- جسدياً كان أم نفسياً- تحت ذريعة الحصول على معلومات، أو بحجة القضاء على "القنابل الموقوتة"، يعتبر انتهاكا أساسيا وخطيرا لحقوق الإنسان، وجرماً فظيعاً وبشعاً يرتكب بحق الإنسانية.
جاءت تصريحات فروانة هذه بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب ومساندة ضحاياه، والذي يصادف في 26 حزيران/يونيو من كل عام، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتاريخ 12 ديسمبر من عام1997، باعتباره يوما لتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب التي بدأت بالتنفيذ الفعلي بتاريخ 26 حزيران عام 1987م .
و أشار فروانة الى أن الإحصائيات الموثقة لديه تفيد بأن (71 ) أسيراً استشهدوا جراء التعذيب في سجون الاحتلال منذ العام 1967، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر قاسم أبو عكر، إبراهيم الراعي، عبد الصمد حريزات، عطية الزعانين، مصطفى عكاوي، وعرفات جرادات وغيرهم. هذا بالإضافة إلى العشرات من الأسرى الذين استشهدوا بعد تحررهم متأثرين بما ورثوه عن التعذيب، فضلا عن أن عشرات آخرين من الأسرى والأسرى المحررين لا يزالوا يعانون من اعاقات جسدية ونفسية جراء ما مُورس بحقهم من تعذيب .
ودعا فروانة كافة المؤسسات الدولية، الحقوقية والإنسانية، الى التحرك الجاد والفعلي لوقف كل أشكال التعذيب التي تُمارس بحق المعتقلين العُزل، وملاحقة مقترفيه ومحاسبتهم وفقا لما ينص عليه القانون الدولي، والعمل على مساندة ضحايا التعذيب من الفلسطينيين وضمان توفير حياة كريمة لهم ولذويهم.