العلاقات تتوتر مجددا بين حماس والقاهرة.. الثقة انعدمت
2016-07-09
علق موقع “نيوز وان” الاسرائيلي على إلغاء مصر استقبال وفد حماس في القاهرة بعد اتفاق المصالحة الذي جرى بين تركيا وإسرائيل, مشيراً إلى أن هذا التصرف يرمز إلى انعدام الثقة بين مصر وحماس.
وأضاف الموقع في تقرير ترجمته وطن أنه وفقا لمصادر في قطاع غزة، فإن مصر تشعر بالغضب من تنسيق حركة حماس مع الرئيس التركي رجب أردوغان، وترفض منح تركيا موطئ قدم في قطاع غزة، وتشعر بأن هذا النفوذ التركي في غزة جزء من اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل.
وأقدمت مصر على إلغاء استقبال مسؤولي حماس إلى القاهرة لبحث المصالحة الفلسطينية وعدد من القضايا بما في ذلك الأمن وقضايا الحدود بين قطاع غزة ومصر. ويعتبر إعلان مصر المفاجئ عشية عيد الفطر تطورا سلبيا في العلاقات بين الجانبين، بعد أن فتحت مصر يوم 4 يوليو معبر رفح لمدة خمسة أيام بمناسبة عيد الفطر ونهاية شهر رمضان.
وكان من المفترض أن يأتي وفد من حماس إلى مصر للقاء موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وكان الغرض من الزيارة أن تكون جزءا من حوار مصر مع ممثلي الفصائل الفلسطينية للتوصل إلى اتفاق للمصالحة الوطنية من أجل أن تكون قادرة على تعزيز دور الرئيس السيسي في طرح مبادرة سياسية.
وحتى الآن، اجتمعت المخابرات المصرية في القاهرة مع المنظمات الفلسطينية، وممثلين عن حركة فتح والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية، ووفقا لمصادر مصرية وممثلي حماس أعطت المخابرات المصرية فقط أجوبة جزئية على الأسئلة الموجهة لهم، وقد أعربت مصر أيضا عن عدم رضاهم عن التدابير التي اتخذتها حماس على طول الحدود مع قطاع غزة لمنع التهريب ووصفها بأنها التدابير الرامية إلى إفراغ روتيني.
ويبدو أن قطع العلاقة بين مصر وحماس جاء في سياق أوسع من عواقب الاتفاق التركي الإسرائيلي ومحاولات حماس للسماح لتركيا بالحصول على موطئ قدم في قطاع غزة وتقليل اعتمادها على مصر بشأن إدخال البضائع إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح.
ووفقا لمصادر في حركة فتح مصر بدأت التنسيق مع السلطة الفلسطينية لتقويض الخطوات الأولى لتركيا في قطاع غزة، حيث تعتبر هذه الإجراءات نتائج لزيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى رام الله في الأسبوع الماضي، والتقى مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وكانت القضية الرئيسية بحث الاتفاق بين إسرائيل وتركيا وسبل الوقاية منه، وترك قطاع غزة في حالته الراهنة.
واستمر الاجتماع أكثر من أربع ساعات وأعرب وزير الخارجية شكري عن اهتمام مصر بتنامي نفوذ تركيا في قطاع غزة من خلال زيادة المساعدات والرفع التدريجي للحصار. ووفقا للتقرير نقل وزير الخارجية المصري للرئيس محمود عباس قول السيسي إن النفوذ التركي المتزايد في غزة وتخفيف الحصار يضر بالأمن القومي المصري ويجب وضع حد له.
ووفقا لمصدر رفيع مقرب من محمود عباس، ناقش وزير الخارجية المصري سبل التعامل مع الاتفاق بين إسرائيل وتركيا، لا سيما وقد اتخذت مصر موقفا أكثر تشددا في الأيام الأخيرة ضد تركيا التي تبث الرسائل المطمئنة وتؤكد أنها مهتمة بتطوير العلاقات الاقتصادية مع القاهرة.
وتحدد مصر شروط المصالحة مع تركيا وهي اعتذار عن الإساءة إلى القيادة المصرية، والحد من نشاط الإخوان المسلمين في الإقليم، وإغلاق المحطات التلفزيونية التي تحرض ضد مصر.