مبادرة ليبرمان.. مجرد ثرثرة بائسة-هآرتس
2016-08-21
يقترح وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، مبادرة جديدة. الحديث مع مثقفين، رجال أعمال، وأكاديميين فلسطينيين في «مسار يتجاوز ابو مازن»، من أجل حث الحوار الاسرائيلي – الفلسطيني. ويقال على الفور ان هذه مبادرة مباركة. فكل حوار رسمي أو غير رسمي بين اسرائيليين وفلسطينيين ينطوي على أمل لتعميق التفاهم بين الطرفين. ولكن مبادرة ليبرمان، التي تضاف اليها الخطة الغريبة لاقامة موقع انترنت، ينشر فيه الواقع من زاوية نظر اسرائيلية، تثير عدة تساؤلات. عمَّ يمكن لوزير الدفاع ان يتحدث مع الفلسطينيين، عندما تواصل الحكومة بالتوازي بناء المستوطنات، اعتقال النشطاء غير المشبوهين بالعمليات فقط بسبب نشاطهم السياسي، المحاكمة على التحريض لاناس يكتبون على الفيسبوك اقوالا لاذعة ونقدية ضد اسرائيل، واحتجاز الدولة جثامين فلسطينيين، مشبوهين باعمال «ارهابية» في ثلاجات، وذلك خلافا لقرارات محكمة العدل العليا؟ في الثمانينيات اعتقدت اسرائيل أن بوسعها أن تقيم قيادة فلسطينية تتجاوز «م.ت.ف» عندما اقامت «روابط القرى». وقد باءت المبادرة بفشل ذريع، سواء لأن زعماء الروابط ظهروا كفاسدين، ام لأنهم اتهموا بالتعاون مع اسرائيل. فقد حملوا السلاح الذي أقره الجيش الاسرائيلي بل استخدموه ضد المواطنين. اذا كان وزير الدفاع ينوي بعث هذه الفكرة الميتة، يجدر به أن يدرس أولا دروسها. وذلك لأنه طالما لا يوجد في مبادرة ليبرمان أي جديد عملي أو بصيص نور يمكن للطرف الفلسطيني ان يتمسك به، كي يبرر حوارا مباشرا مع وزير الدفاع أو مبعوثيه، ستبقى المبادرة بمثابة ثرثرة بائسة. يخطئ وزير الدفاع اذا كان يعتقد بان اقامة موقع انترنت بالعربية (بكلفة 10 ملايين شيقل) او دعوة فلسطينيين للحديث، يمكنها ان تكون بديلا عن بحث سياسي ذي مغزى. بدلا من اطلاق الافكار عديمة الغاية، يجمل بليبرمان ان يدرس من جديد ممارسة الاحتلال التعيسة، يقترح خطة سياسية مقبولة، ويأمر بسلسلة من الخطوات الانسانية، التي توضح أكثر من أي موقع انترنت او حوار دعائي بان نيته جدية.