:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/10696

لباس الملك- يديعوت

2016-09-15

"كان يا مكان في قديم الزمان، ملك في بلاد بعيدة كان يحب أن يرتدي كل يوم لباسا جديدا. وأن يكون للملك لباس في كل ساعة من ساعات اليوم".
هذه هي الكلمات الاولى في اسطورة "اللباس الجديد للملك"، للكاتب هنس كريستيان هندرسن. والتتمة معروفة: ذات يوم جاء الى البلدة محتالات، ادعيا بانهما يعرفان كيف يخيطان لباسا
رائعا، لا يمكن للاغبياء ان يروه. لم يكن لباس، ولكن لما لم يكن أحد يرغب في أن يبدو غبيا فقد أغدق الجميع الثناء على اللباس. والخاتمة ان الملك ظهر في لباسه الجديد في ميدان المدينة وهتف الجميع الى أن صرخ طفل واحد "الملك عار".
رئيس زرائنا ليس ملكا، ولا يحتاج حتى الى خياط. لباسه الجديد يخيطه هو بنفسه. ففي نهاية الاسبوع اصدر للعالم فيلما دعائيا جديدا له يندد بالسلطة الفلسطينية. الانجليزية متقنة، بالكلمات وبالتهجئة، الخطاب مدوٍ، والوجه يذوي تحت عبء القلق، تماما مثلما في الفيلم الدعائي اياه عن العرب في الباصات. يندد نتنياهو بالسلطة الفلسطينية على أنها لا توافق على ان تسكن في نطاقها مستوطنون يهودي. "هذا تطهير عرقي"، يقرر. التطهير العرقي هو جريمة ضد الانسانية: الصرب فعلوا هذا ضد البوسنيين، الهوتو ضد التوتسي، وبالطبع، النازيون ضد شعوب كاملة، وأولا وقبل كل شيء ضد اليهود.
غني عن البيان الصراخ في هذه الحالة "الملك عارٍ". نتنياهو ليس غبيا: فهو يعرف أن الخطاب يعرضه في عريه. ولكن الازمنة غير بسيطة، واحيانا ينبغي القيام باعمال شاذة. كل عنوان، باستثناء العناوين تلك عن الفحص الشرطي الذي لا ينتهي، عن لائحة الاتهام في قضية المنازل، عن الرحلات الجوية والهدايا والامتيازات. وعليه فانه يتراكض في الاسابيع الاخيرة من وسيلة اعلام الى وسيلة اعلام، من مناسبة الى مناسبة، من فرصة تصوير الى فرصة تصوير، تماما مثل الملك في الاسطورة اياها. الملك يخيط ويخيط. نتنياهو يحفر ويحفر. أفترض بان السطور التالية أيضا، التي ستحاول الايضاح لماذا في العالم يرفضون هذه الخطاب رفضا باتا، سيقرأه برضى. كله الا التحقيقات.
الضفة الغربية هي أرض محتلة. لست أنا من قال: حكومات اسرائيل قالت. وحسب القانون الدولي محظور على دولة الاحتلال ان تنقل السكان الى الارض التي احتلتها. على هذا يوجد في العالم اجماع. محكمتنا العليا اختارت تفسيرا آخر وسمحت بتوطين المستوطنين على اراضي دولة. ولم يوافق اليهود في أي مرحلة على أن يعيشوا تحت سيادة عربية، لا في طابا سيناء ولا في المفاوضات المتواصلة على مصير غزة والضفة. اعتقد أن رفضهم كان منطقيا ومبررا، بحكم الظروف.
في مرحلة معينة، حاول يوسي بيلين ان يبيع للمستوطنين في عوفرا فكرة أنهم سيكون بوسعهم ان يواصلوا العيش في دولة فلسطين، بموافقة الفلسطينيين. كانت هذه كذبة مزدوجة: هدف بيلين كان تجفيفهم واخلاؤهم بهدوء، وعدم تركهم في حضن فلسطين.
لقد أقيمت المستوطنات من أجل اليهود فقط. ولم يسمح للفلسطينيين بالسكن فيها، ولا حتى في المدن التي اقيمت. بعضها بني على اراض خاصة، واخرى بنيت وتبنى اليوم ايضا بهدف واحد: احباط اقامة دولة فلسطينية. مستوطنون من النوع الاكثر عنفا سيطرة على الاف الدونمات من الاراضي الزراعية، في سهل شيلو وفي مناطق اخرى. ويتمتع المستوطنون بوفرة من المياه، بينما تجف القرى المجاورة لهم حتى تصل ناقلة المياه.
على هذا قال أباؤنا وأجدادنا: الرافض برفضه يرفض. فمن يعيش في بيت من الزجاج لا يسارع الى رشق حجر. هذا القول صحيح ايضا بالنسبة لما قاله نتنياهو في خطابه عن عرب اسرائيل. فقبل سنة فقط حرض بانفلات عقال ضد هذا الوسط، ليس مرة واحدة بل مرتين. والان يجند هذا الوسط كسترة واقية لسياسة الاستيطان، كدرع بشري. وهو يفعل هذا دون أن يرف له جفن.
شقلباته كاملة: يا اليكس شتيلوف، بطل الجمباز لدينا، لديك وريث.