سر المساعدات الأميركية لإسرائيل -هآرتس
2016-09-27
تسبب التوقيع على اتفاق المساعدات الأمنية مع الولايات المتحدة بنقاش جماهيري على عدة صُعد. أحدها تحدث عن سؤال اذا كان يمكن تحقيق اتفاق أفضل.
يدور الحديث عن جدل أكاديمي، قد يتم حسمه في الاطار التاريخي.
وبنظرة واعية وموضوعية يمكن أن نقول الآن فقط إن الاتفاق أقل جودة مما تحاول الحكومة تصويره، وأقل سوءاً مما تحاول المعارضة وصفه.
لكن في اطار النقاش حول اتفاق المساعدات تمت إثارة نقاش – على صفحات "هآرتس" ايضا – حول سؤال أكثر عمقا وأكثر جوهرية وهو: لماذا كانت الولايات المتحدة وما زالت على استعداد لمنح اسرائيل على مدى عشرات السنين مساعدات بهذا الحجم؟ يدور الحديث عن مساعدات لا تُمنح لأية دولة اخرى.
وفي اليسار هناك من زعموا أن المساعدات غير مبررة وغير ضرورية.
أما في اليمين فيزعمون أن الولايات المتحدة لا تقدم لنا جميلا، فهي تحتاج إسرائيل بالقدر ذاته.
هاتان النظرتان غريبتان ومقطوعتان عن الواقع.
إن السبب الذي يجعل دافع الضرائب الأميركي مستعداً لدفع مبالغ طائلة من اجل تعزيز أمن اسرائيل هو أنه بناء على موقف الجمهور الأميركي فان اسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط – أشبه بدولة أخت – وهي تتعرض منذ اقامتها لتهديد وجودي.
هذا هو السر الحقيقي من وراء المساعدات الأمنية.
إن هذا موقف صحيح. فاسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط بالفعل.
صحيح أنها ليست كاملة وفيها الكثير من النواقص، لكنها ديمقراطية.
واذا كان هناك من يشككون بذلك فليقوموا بالمقارنة بيننا وبين تركيا، التي هي عضو في "الناتو" وتزعم أنها ديمقراطية.
هل يخطر ببال أحد أن بنيامين نتنياهو أو أي رئيس حكومة آخر قد يقوم في الغد باغلاق صحيفة "هآرتس" أو يقوم بارسال الشرطة لاعتقال ألوف بن أو جدعون ليفي؟
كتب نتان شيرانسكي بأن امتحان الديمقراطية هو ميدان المدينة – أي السؤال اذا كان كل انسان يمكنه الوقوف في ميدان المدينة والهجوم على رؤساء السلطة كما يشاء.
وسائل الاعلام هي ميدان المدينة الآن. وطالما أنني أتسلم صحيفة "هآرتس" كل صباح واستطيع مشاهدة برنامج "ظهر الأمة" في القناة 10، وطالما أن من يريد الحاق الضرر باستقلالية محكمة العدل العليا لا يمكنه فعل ذلك، فان اسرائيل هي ديمقراطية، وهي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط.
إن اسرائيل دولة مُهددة، وقد تكون الاكثر تعرضا للتهديد في العالم، ليس بسبب قدرة أعدائنا بل بسبب نواياهم.
صحيح أنه لا يوجد في هذه الاثناء تهديد وجودي أو استراتيجي حقيقي على أمن الدولة. ولكن طالما أن هناك دولا ومنظمات وعشرات الملايين في منطقتنا لا يعترفون بشرعية دولة اسرائيل، فهي بحاجة الى ردع كبير وقوة عسكرية، هي ايضا الضمانة للحفاظ على السلام.
لن تسمح الولايات المتحدة بسقوط اسرائيل لأنها تعتبرها شبيهة لها، حيث فيها الحريات، سلطة القانون، وتفوق المحاكم.
في اليوم الذي ستكف فيه اسرائيل - لا سمح الله - عن كونها ديمقراطية، ستختفي المساعدات الأميركية. لذلك من واجبنا جميعنا العمل على أن لا يأتي هذا اليوم أبداً.
يدور الحديث عن جدل أكاديمي، قد يتم حسمه في الاطار التاريخي.
وبنظرة واعية وموضوعية يمكن أن نقول الآن فقط إن الاتفاق أقل جودة مما تحاول الحكومة تصويره، وأقل سوءاً مما تحاول المعارضة وصفه.
لكن في اطار النقاش حول اتفاق المساعدات تمت إثارة نقاش – على صفحات "هآرتس" ايضا – حول سؤال أكثر عمقا وأكثر جوهرية وهو: لماذا كانت الولايات المتحدة وما زالت على استعداد لمنح اسرائيل على مدى عشرات السنين مساعدات بهذا الحجم؟ يدور الحديث عن مساعدات لا تُمنح لأية دولة اخرى.
وفي اليسار هناك من زعموا أن المساعدات غير مبررة وغير ضرورية.
أما في اليمين فيزعمون أن الولايات المتحدة لا تقدم لنا جميلا، فهي تحتاج إسرائيل بالقدر ذاته.
هاتان النظرتان غريبتان ومقطوعتان عن الواقع.
إن السبب الذي يجعل دافع الضرائب الأميركي مستعداً لدفع مبالغ طائلة من اجل تعزيز أمن اسرائيل هو أنه بناء على موقف الجمهور الأميركي فان اسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط – أشبه بدولة أخت – وهي تتعرض منذ اقامتها لتهديد وجودي.
هذا هو السر الحقيقي من وراء المساعدات الأمنية.
إن هذا موقف صحيح. فاسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط بالفعل.
صحيح أنها ليست كاملة وفيها الكثير من النواقص، لكنها ديمقراطية.
واذا كان هناك من يشككون بذلك فليقوموا بالمقارنة بيننا وبين تركيا، التي هي عضو في "الناتو" وتزعم أنها ديمقراطية.
هل يخطر ببال أحد أن بنيامين نتنياهو أو أي رئيس حكومة آخر قد يقوم في الغد باغلاق صحيفة "هآرتس" أو يقوم بارسال الشرطة لاعتقال ألوف بن أو جدعون ليفي؟
كتب نتان شيرانسكي بأن امتحان الديمقراطية هو ميدان المدينة – أي السؤال اذا كان كل انسان يمكنه الوقوف في ميدان المدينة والهجوم على رؤساء السلطة كما يشاء.
وسائل الاعلام هي ميدان المدينة الآن. وطالما أنني أتسلم صحيفة "هآرتس" كل صباح واستطيع مشاهدة برنامج "ظهر الأمة" في القناة 10، وطالما أن من يريد الحاق الضرر باستقلالية محكمة العدل العليا لا يمكنه فعل ذلك، فان اسرائيل هي ديمقراطية، وهي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط.
إن اسرائيل دولة مُهددة، وقد تكون الاكثر تعرضا للتهديد في العالم، ليس بسبب قدرة أعدائنا بل بسبب نواياهم.
صحيح أنه لا يوجد في هذه الاثناء تهديد وجودي أو استراتيجي حقيقي على أمن الدولة. ولكن طالما أن هناك دولا ومنظمات وعشرات الملايين في منطقتنا لا يعترفون بشرعية دولة اسرائيل، فهي بحاجة الى ردع كبير وقوة عسكرية، هي ايضا الضمانة للحفاظ على السلام.
لن تسمح الولايات المتحدة بسقوط اسرائيل لأنها تعتبرها شبيهة لها، حيث فيها الحريات، سلطة القانون، وتفوق المحاكم.
في اليوم الذي ستكف فيه اسرائيل - لا سمح الله - عن كونها ديمقراطية، ستختفي المساعدات الأميركية. لذلك من واجبنا جميعنا العمل على أن لا يأتي هذا اليوم أبداً.