مدن إسرائيل ليست آمنة -هآرتس
2016-10-11
الحادث الذي وقع، أول من أمس، في منطقة القيادة القطرية للشرطة في القدس، حيث قتلت امرأة ابنة 60 وشرطي وحدة "يسم" الخاصة واصيب ستة أشخاص، هو حدث إجرامي ومنكر، يجب شجبه. ولكن ردود المسؤولين عن سلامة الجمهور في اسرائيل – وزير الامن الداخلي ومفتش عام الشرطة – سخيفة وتفيد بنفي الواقع. فالوزير جلعاد اردان كرر العبارة الدائمة حين ادعى بان الشبكات الاجتماعية هي التفسير المركزي لاستمرار موجة العمليات. "يتحمل الفيسبوك وشركات الانترنت مسؤولية مباشرة عما حدث"، قال، أول من أمس، "فإن تفتح فيسبوك من جديد صفحات (حماس)، الاسبوع الماضي، في أعقاب ضغط الشارع الفلسطيني هو فضيحة".
يخيل أن أردان يرفض استيعاب حقيقة أن موجة العمليات ترتبط بأسباب أعمق من صفحات الفيسبوك التابعة لـ"حماس". فحقيقة ان الحكومة تمنع بثبات أي إمكانية لمسيرة سياسية، في نهايتها يمكن ان يطل أمل ما في تسوية، هي التي تتسبب بتلك المشاعر القاسية من الاختناق والاحباط، والتي تجد طريقها الى الشبكات الاجتماعية، ولاحقا الى اعمال عنف بربرية كالعملية التي وقعت، أول من أمس. إن صراعات أردان ضد شركات الانترنت سخيفة لأنها تسعى الى استبدال السبب بالمسبب: فبدلا من معالجة الاسباب العميقة التي تخلق دينامية هدامة، يفضل صرف النقاش في اتجاه وسائل النشر التكنولوجية.
مخطئ ومضلل ايضا المفتش العام للشرطة، روني ألشيخ، حين يواصل نشر الكليشيهات الممجوجة مثل "لا حاجة لتغيير أنماط السلوك وسير الحياة العادية... كل من خطط للمجيء الى القدس، نحن جاهزون لاعطائك التعزيز". مدن اسرائيل، بالتأكيد القدس، ليست آمنة، والحياة في اسرائيل لا يمكنها ان تعود الى سيرها العادي. فهذه الاقوال ايضا يجب ان تدخل في ملف "انكار الواقع".
وكأنه يأتي ليستكمل الصورة نشرت في موقع تسريبات "ويكيليكس"، أول من أمس، مراسلات البريد الالكتروني لمسؤولين كبار في قيادة هيلاري كلينتون. فأحد الادعاءات التي طرحها هناك "مسؤول اسرائيلي"، وهو يبدو أغلب الظن سفير اسرائيل في واشنطن رون ديرمر، هو ان كلينتون تضع "تشديدا زائدا اكثر مما ينبغي على الموضوع الفلسطيني". بل تساءل المسؤول اذا كانت الادارة في حالة انتخاب كلينتون "ستكون منتدى سبان لاربع سنوات".
وها هو هنا اغلاق لدائرة "انكار الواقع": بدلا من أن يكون "الموضوع الفلسطيني" التشديد المركزي لحكومة اسرائيل؛ بدلا من الفهم بان خطوات شجاعة لوقف الاحتلال وحدها كفيلة بان تخفض مستوى العنف، فان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يجعل اسرائيل مكانا عديم الامل، يعرض حياة مواطنيه للخطر.
يخيل أن أردان يرفض استيعاب حقيقة أن موجة العمليات ترتبط بأسباب أعمق من صفحات الفيسبوك التابعة لـ"حماس". فحقيقة ان الحكومة تمنع بثبات أي إمكانية لمسيرة سياسية، في نهايتها يمكن ان يطل أمل ما في تسوية، هي التي تتسبب بتلك المشاعر القاسية من الاختناق والاحباط، والتي تجد طريقها الى الشبكات الاجتماعية، ولاحقا الى اعمال عنف بربرية كالعملية التي وقعت، أول من أمس. إن صراعات أردان ضد شركات الانترنت سخيفة لأنها تسعى الى استبدال السبب بالمسبب: فبدلا من معالجة الاسباب العميقة التي تخلق دينامية هدامة، يفضل صرف النقاش في اتجاه وسائل النشر التكنولوجية.
مخطئ ومضلل ايضا المفتش العام للشرطة، روني ألشيخ، حين يواصل نشر الكليشيهات الممجوجة مثل "لا حاجة لتغيير أنماط السلوك وسير الحياة العادية... كل من خطط للمجيء الى القدس، نحن جاهزون لاعطائك التعزيز". مدن اسرائيل، بالتأكيد القدس، ليست آمنة، والحياة في اسرائيل لا يمكنها ان تعود الى سيرها العادي. فهذه الاقوال ايضا يجب ان تدخل في ملف "انكار الواقع".
وكأنه يأتي ليستكمل الصورة نشرت في موقع تسريبات "ويكيليكس"، أول من أمس، مراسلات البريد الالكتروني لمسؤولين كبار في قيادة هيلاري كلينتون. فأحد الادعاءات التي طرحها هناك "مسؤول اسرائيلي"، وهو يبدو أغلب الظن سفير اسرائيل في واشنطن رون ديرمر، هو ان كلينتون تضع "تشديدا زائدا اكثر مما ينبغي على الموضوع الفلسطيني". بل تساءل المسؤول اذا كانت الادارة في حالة انتخاب كلينتون "ستكون منتدى سبان لاربع سنوات".
وها هو هنا اغلاق لدائرة "انكار الواقع": بدلا من أن يكون "الموضوع الفلسطيني" التشديد المركزي لحكومة اسرائيل؛ بدلا من الفهم بان خطوات شجاعة لوقف الاحتلال وحدها كفيلة بان تخفض مستوى العنف، فان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يجعل اسرائيل مكانا عديم الامل، يعرض حياة مواطنيه للخطر.