هذا ما يحصل أثناء نومكم ليلا-هآرتس
2016-11-07
بماذا توصف الشرطة التي تخطف قواتها كل ليلة سكاناً من أسرهم؟ كيف توصف الاعتقالات الجماعية دون أمر من المحكمة؟ بماذا يمكن تسمية التفتيشات الفظة في المنازل في منتصف الليل، بعضها دون أي هدف اثناء تدريب القوات؟ ماذا نُسمي هذه الاعمال التي يقوم بها الجيش وحرس الحدود و»الشاباك» كل ليلة؟ كيف نُسمي الدولة التي يعملون باسمها ديمقراطية؟ الوحيدة في الشرق الاوسط؟ هل تذكرون أنظمة أميركا اللاتينية وتتزعزعون من تركيا – اليكم الاحتلال الاسرائيلي في الضفة، ليلة وراء ليلة، على بعد ساعة سفر من منازلكم.
ينشر الجيش كل صباح في «تويتر» ما قام بعمله في الليل بتفاخر: «اعتقلت قواتنا الليلة مطلوبين مشبوهين بالارهاب الشعبي والاخلال بالنظام والعنف. وتم نقلهم الى التحقيق في الاجهزة الامنية». مطلوبون، «ارهاب» شعبي واخلال بالنظام، الصيغة واحدة دون ذكر أسماء المخطوفين. مثل صياد يعرض في كل صباح غنائمه التي اصطادها في الليل، هذا هو حال الجيش الاسرائيلي. 23 معتقلاً في ليلة واحدة في الاسبوع الماضي، 14 في الاسبوع الذي سبقه، 10 و11 في الاسابيع التي سبقت ذلك. لا توجد ليلة بدون خطف. من هم؟ ما الذي فعلوه؟ من يهتم؟ جميعهم «ارهاب شعبي»، جميعهم في أيدي «قوات الأمن».
«في هذه الليلة أغلقت قواتنا شقة سكنية ومخزنا في نابلس تم استخدامها لتحضير العبوات الارهابية». عبوات؟ شقة، مخزن؟ بأي صلاحية – نابلس هي منطقة «أ»، لكن من يدقق في التفاصيل. «خلال عمل قواتنا في «حتمار عتصيون» عثرت قواتنا على آلاف الشواكل التي استخدمت في تمويل العمليات الارهابية. وتم نقل الأدلة للقوات الامنية». واحيانا: «قواتنا اعتقلت في «حتمار افرايم» مُخلا بالنظام مشبوها بمشاركته باعمال عنف ضد قواتنا قبل شهرين، حيث قام بتسلق سيارة. وتم أخذه الى التحقيق ونُقل الى أيدي القوات الامنية». تسلق على سيارة، هل يجب أن نضحك أم نبكي؟
لا يوجد أي شيء مضحك في هذا العمل بالنسبة لمن يعرف طابعه. إنه يجعل مئات آلاف الناس يعيشون في حالة رعب متواصلة. الأولاد يبولون في أسرهم، الآباء يخافون إغماض عيونهم. الجنود يدخلون الى المنازل عن طريق تفجير البوابات. وقبل أن تفهم ما يحدث يكون عشرات المسلحين، واحيانا الملثمين ايضا، في بيتك، في غرف النوم وغرف الاولاد والمراحيض. هكذا يبدأ الكابوس، التفتيش والاعتقال دون اعطاء أي تفسير أو أمر قضائي.
أحيانا يتم إخراج أبناء البيت الى الشارع دون السماح لهم بتبديل ملابسهم. واحيانا يقومون بضرب الأب أمام أبنائه. وفي احيان كثيرة يحطمون الأثاث، وكل ذلك مصحوب بالاهانة والزعرنة. وفي الخارج ايضا يرشون الغاز على الجيران. هذه تجربة صادمة لكل انسان. وليس هناك أي فلسطيني لم يمر بها. ولا يوجد أي اسرائيلي يمكنه تخيلها. ذات مرة قضيت الليل في مخيم جنين للاجئين، وعندما اقتربت قوات الجيش الاسرائيلي من البيت الذي كنت فيه لفظت روحي تقريبا. وفي نهاية الامر لم يدخلوا البيت، لكن لحظات الرعب هذه لن أنساها. هكذا فقط يبدأ الكابوس. بعد ذلك يتم أخذ «المطلوب» وهو مقيد ومعصوب العينين الى التحقيق الذي لا يمكن معرفة نهايته. وقد يستمر ذلك لاسابيع ويشمل الاهانة والتعذيب، واحيانا دون أساس. حوالي مليون فلسطيني تم اعتقالهم خلال سنوات الاحتلال. حوالي مليون.
وكالة الأنباء الفلسطينية «معاً» قالت، الاسبوع الماضي، بناء على تقرير الامم المتحدة، إنه بين 4 و17 تشرين الاول حدث 178 اقتحاما ليليا من قبل الجيش الاسرائيلي، حوالي 14 اقتحاما كل ليلة. هذه الايام هادئة نسبيا باستثناء «ارهاب» الافراد الذي لن يمنعه أي اقتحام. فتاة تريد الموت لن يتم اعتقالها في الليل. والرعب الليلي قد يشجع الآخرين على تنفيذ عملية اخرى يائسة.
كل ليلة وأنتم نائمون. وبعد ذلك هناك اسرائيليون يتجرؤون على القول – سواء بسبب جهلهم أو وقاحتهم – بأن الاحتلال قد انتهى. أو على الأقل، النقاش فيه يثير الملل لديهم.